حافظ المنتخب المغربي لكرة القدم على سلسلة نتائجه السلبية التي أضحت مرافقة له مؤخرا خلال جميع نزالاته، هذه المرة بانهزامه بحصة هدف دون مقابل أمام منتخب السنيغال، وذلك من خلال المواجهة الودية التي جمعت بين الفريقين مساء يوم الجمعة الأخير بالملعب الكبير لمدينة مراكش في إطار استعداد المنتخبين لتصفيات كأس العالم 2014 التي ستقام أطوارها بالبرازيل. وجاءت المواجهة لتكرس ضعف المنتوج الكروي للمنتخب المغربي في الآونة الأخيرة وكذا فلسفة الناخب الوطني إيريك غيريتس التي ما فتئت تخدم مصالح المنافسين أكثر. وبالرجوع إلى تفاصيل المباراة فقد سجل ومنذ الدقائق الأولى غياب الإنسجام بين خطوط المنتخب الوطني والتسرع، أمر تعاملت معه العناصر السنيغالية بجدية وواقعية ترجمت في الدقيقة الخامسة إلى محاولة خطيرة وحقيقية كاد من خلالها المهاجم يابيس ديمبا أن يفتتح حصة الأهداف لكن تدخل الحارس نادر المياغري حال دون هز الشباك المغربية، مباشرة بعدها، وفي الدقيقة العاشرة المهاجم السنيغالي موسى كوناتي يرسل قذيفة قوية حولها المياغري بصعوبة للركنية، نفس اللاعب وبعد دقيقة واحدة يهز الشباك في ثالث محاولة لأسود التيرانغا بعد تلقيه كرة فوق طبق من ذهب من الرواق الأيسر معلنا عن الهدف الأول والوحيد في المواجهة، هدف سقط كقطعة ثلج على الجماهيرالمغربية التي حجت لمساندت منتخبها والتي قدرت بحوالي 3000 متفرج في ما عمت الفرحة الجماهير السنيغالية التي قدرت بحوالي 300 مشجع . وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع ردت فعل قوية للمنتخب الوطني وانتفاضة لعناصره، بقي الوضع كما هو عليه، بل الأكثر من ذلك أوحت فلسفة غيريتس، بأن يلعب طيلة أطوار المباراة بمهاجم واحد أمام استغراب الجميع، أمر انعدمت معه الفرص الحقيقية للتسجيل للمنتخب المغربي والتي كانت بين الفينة و الأخرى توضح بجلاء ضعف الناخب الوطني إريك غيريتس في التعامل الفوري مع متغيرات ظروف المباريات في الوقت المناسب، رغم أنه حاول إبداء العكس من خلال قيامه بتغييرات لبعض مراكز اللاعبين خلال الشوط الثاني و إقحام اخرين كأيوب الخالقي، عصام عدوة، كريم أيت فانا، امرابط نور الدين، حمزة بورزوق، وشمس الدين الشطيبي، مكان كل من اللاعبين رشيد السليماني، صلاح الدين السعيدي، عبد العزيز برادة، امبارك بوصوفة، ياسين الصالحي، ويونس بلهندة، تغييرات لم تعطي أكلها . اطلاق حكم المواجهة التونسي جواد نصر الله صفارته النهائية، طالقا العنان لحناجير الجماهير المغربية للإستهجان والصفير احتجاجا على المستوى المتواضع الذي بصمت عليه العناصر الوطنية وهي التي ستخوض أولى المباريات الرسمية في الإقصائيات المونديالية بعد أسبوع أمام المنتخب الغامبي. ليبقى السؤال المطروح هل بالفعل سيستطيع الناخب الوطني إيريك غيريتس رأب الصدع الذي تتخبط فيه خطوط الفريق الوطني في مدة لا تتجاوز الأسبوع؟ سؤال حاولنا من خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة والتي كانت مخصصة لمدربي الفريقين أن نجد له جواب لكن دون جدوى، في ظل تركيز غيريتس على التذكير بالغيابات التي يعاني منها الفريق الوطني، مضيفا أنه واجه خصما قويا باديا تفاؤلا كبيرا - كالعادة - لإقتناص ثلات نقاط في المباراة المقبلة أمام غامبيا، مقرا كونه سيمنح فرصة أكبر للعناصر التي خاضت مواجهة السنيغال، وحسب قوله، فإنه يثق في مقدوراتهم التقنية والبدنية، مذكرا أن الأمر يستوجب المزج بين العناصر الجديدة والقديمة، معلنا في الأخير كونه مازال يحترم بنود العقد الذي يجمعة بالجامعة الملكية المغربية والذي يمتد إلى حدود سنة 2014.