أسود الأطلس يضيعون فرصة الحسم في التأهل حقق أسود الأطلس تعادلا مرا لكنه يبقي على حظوظهم كاملة وقد يعبد الطريق أمامهم لكسب رهان حضور نهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم للمرة الرابعة عشرة في تاريخهم، وكان أمام منتخب إفريقيا الوسطى 0-0 في اللقاء الذي جمعهما أول أمس ببانغي برسم الجولة الخامسة من تصفيات المجموعة الرابعة. وكان في متناول العناصر الوطنية كسب المباراة بسهولة لولا غياب الواقعية عن أسلوب اللعب، الذي خاضت به اللقاء، وكذا الفعالية في تجسيد الفرص الحقيقية التي أتيحت لها إلى أهداف، والتي نابت العارضة في اثنتين منها عن الحارس دجوفري. ودخلت عناصر المنتخب المغربي اللقاء وهي عاقدة العزم على تحقيق نتيجة إيجابية والعودة من مدينة بانغي بثلاث نقط الفوز تضمن لها بلوغ نهائيات العرس الإفريقي أو في أسوأ الحالات تعادل تعزز به حظوظها في التنافس على حجز البطاقة الوحيدة في المجموعة الرابعة. فبالرغم من أرضية الملعب التي لم تكن صالحة البتة لإجراء مباراة في كرة القدم بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منذ صباح اليوم ولمدة خمسة ساعات متتالية، حاول المنتخب المغربي تجاوز هذا العائق الذي خلق لها متاعب كبيرة وأخذت المبادرة حيث عمدت إلى الهجوم منذ الدقائق الأولى في محاولة لتسجيل هدف السبق. وركز الناخب الوطني، البلجيكي إريك غريتس، في نهجه التكتيكي الذي اختاره لخوض الشوط الأول من اللقاء على وسط الميدان الذي كان يشكل نقطة انطلاق لجل العمليات الهجومية لأسود الأطلس. ولم تنتظر العناصر الوطنية كثيرا لتثبت نجاعة هذه الخطة التكتيكية حيث كادت أن تبلغ مبتغاها في الدقيقة 17 إثر عملية هجومية توجها يوسف العربي، بعد تلقيه الكرة من رجل يوسف حجي، بقذفة قوية في اتجاه شباك حارس مرمى إفريقيا الوسطى، بيد أن القائم ناب عن الحارس في صدها. وخلقت هذه المحاولة الجادة ارتباكا واضحا في خط دفاع منتخب إفريقيا الوسطى الذي عانى الأمرين لإبعاد الخطر عن معتركه ولدقائق عديدة. وتوالى ضغط أسود الأطلس وأحكموا سيطرتهم على مجريات اللقاء وكادوا أن يتوجوا هذا التفوق الصريح في الدقيقة 19 بواسطة عبد الحميد الكوثري الذي انبرى لكرة بضربة رأسية قوية تسلمها من رجل امبارك بوصوفة بعد تنفيذه ضربة خطأ في اتجاه معترك الخصم. وظلت العناصر الوطنية، التي تسيدت ال20 دقيقة الأولى، وفية لنهجها التكتيكي الذي اعتمد على التمريرات القصيرة صعودا من وسط الميدان وتمكنت من خلق أكثر من فرصة كانت من أبرزها تلك التي انفرد على إثرها يوسف العربي بالحارس، لكن قذفته ذهبت فوق مرمى الحارس دجوفري، تلتها ثوان بعد ذلك محاولة لبوصوفة الذي كان اقرب إلى التهديف بعد خروج خاطئ للحارس. وأمام ضغط عناصر المنتخب المغربي وللحد من اندفاع خط هجومه عمد لاعبو منتخب إفريقيا الوسطى إلى التمريرات العرضية في العمق لابعاد الخطر عن معتركهم وبلوغ مرمى الحارس نادر المياغري بسرعة. بيد أن منتخب إفريقيا الوسطى، وبعد مرور 30 دقيقة من عمر المباراة، انتفض وبدأت عناصره تستعيد ثقتها في النفس وكانت قاب قوسين أو أدنى من هدف السبق في أول فرصة حقيقية أتيحت لها بعد انفراد أحد المهاجمين بالحارس المياغري ليقذف بقوة قبل أن يتدخل الحارس لإبعادها. وتحمل الدفاع المغربي عبء الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول بعد الضغط الصريح الذي مارسته عناصر منتخب إفريقيا الوسطى والتي تغير أداؤها بصفة واضحة عما كان عليه في بداية اللقاء. وانطلقت الجولة الثانية بالإيقاع ذاته حيث استمر منتخب إفريقيا الوسطى في ضغطه على خط دفاع الفريق المغربي، الذي بدت عناصره أكثر تحفظا ويقظة تحسبا لأي مفاجأة قد يحملها مرتد هجومي خاطف للفريق الخصم. ولفك شيفرة منتخب إفريقيا الوسطى التي بدت مستعصية، عمد إيريك غيريتس إلى تعزيز خط وسط الميدان، الذي ظهر عليه بعض التفكك والارتباك بتعويض يوسف العربي بمحمد الشيحاني. كما شمل التغيير خط الهجوم، الذي كانت تنقصه الفعالية والنجاعة، حيث عمد غيريتس إلى إشراك كل من إسماعيل العيساتي ومنير الحمداوي بدل يوسف حجي وأسامة السعيدي. ومرت الدقائق الأخيرة من اللقاء عصيبة على عناصر المنتخب المغربي، التي لم يعد هاجسها الوحيد تسجيل هدف يحررها من الضغط النفسي التي فرضته عوامل الجمهور والأرضية السيئة وانتفاضة منتخب إفريقيا الوسطى المفاجئة بل بات عليها أيضا الحفاظ على عذرية شباكها حتى لا تتبخر آمالها في بلوغ النهائيات.