قال وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عبد القادرعمارة، أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء، إن التعاون الاقتصادي بين المغرب والكاميرون لا يزال دون طموحات البلدين، رغم العلاقات النموذجية على المستوين السياسي والاقتصادي. وأوضح عمارة، في كلمة بمناسبة افتتاح الأيام الاقتصادية والتجارية الكاميرونية المنظمة بالمغرب إلى غاية سادس مايو الجاري، أن هذه الوضعية تستلزم بذل مزيد من الجهود من أجل إعطاء دفعة جديدة للرقي بهذه العلاقات، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تختزن طاقات يجب استغلالها. وأضاف أن القارة الإفريقية أصبحت من بين المناطق التي يكثر عليها الطلب على المستوى العالمي، بسبب نموها الاقتصادي المطرد الذي وصل 4,8 في المائة سنة 2010 في حين بلغ 4,9 في المائة سنة 2011، رغم الظرفية العالمية السلبية، مضيفا أن المبادلات التجارية داخل القارة لا تزال منخفضة (11 في المائة) مقارنة مع أوروبا (حوالي 72 في المائة) وآسيا (حوالي 52 في المائة). وأكد أن التكامل الاقتصادي داخل القارة، يقوم أساسا على الاستثمارات وتعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية باعتبارها أداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وعاملا للاستقرار والسلام والرخاء بالمنطقة. وذكر أن حضور القطاع الخاص المغربي في أسواق البلدان التي تقع جنوب الصحراء، يعد بمثابة شهادة قوية على الاهتمام الذي يوليه رجال الأعمال لتطوير التكامل الاقتصادي بين المناطق الفرعية، موضحا، أن المملكة تعد ثاني مستثمر في القارة الإفريقية بغلاف مالي يقدر ب582 مليون دولار برسم سنة 2010، أي حوالي 91 في المائة من الاستثمار المغربي المباشر بالخارج. وقال إن هذه الاستثمارات تتميز بتنوع أنشطتها وقطاعاتها، خاصة القطاعات ذات القيمة المضافة العالية (البناء والأشغال العمومية، وتكنولوجيات المعلوميات والاتصالات، والكهرباء). وفي ما يتعلق بالخدمات المالية، ذكر عمارة أن المغرب ساهم بشكل مباشر، عبر البنوك المغربية المتواجدة بالعديد من البلدان الإفريقية، في تطوير النظام المالي للقارة. ومن جانبه، قال وزير التجارة الكاميروني ليك ماغلوار مباركا أتانغانا إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يجب أن يكون نموذجا للشراكة بشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء? ونموذجا هاما للتعاون جنوب-جنوب. ودعا، بالمناسبة ذاتها، رجال الأعمال بالبلدين إلى العمل على تعزيز وتكثيف المبادلات التجارية الثنائية، مضيفا أن اقتصاد البلدين يتميز بتنوع منتجاته واختلافها. ووجه الوزير الكاميروني، في هذا السياق، دعوة إلى الفاعلين الاقتصاديين المغاربة للاستثمار في بلاده عبر خلق مشاريع مشتركة مع نظرائهم الكاميرونيين، مشيرا إلى أن بلاده تعد بوابة إفريقيا الوسطى. وتهدف الأيام الاقتصادية والتجارية الكاميرونية في المغرب، التي تنظمها وزارة التجارة الكاميرونية بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات للدار البيضاء، إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الاقتصادية عقد سلسلة من اللقاءات مع الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، والقيام بزيارات لعدد من المقاولات، فضلا عن تنظيم منتدى لرجال الأعمال بغية عرض فرص الاستثمار بكل من المغرب والكاميرون.