جنوب في إطار شراكة مربحة للطرفين يوجد في صلب انشغالات المغرب. وأوضح الوزير، الذي يترأس وفدا يضم أزيد من مائة فاعل في إطار قافلة التصدير التي ستقوده، ما بين 16 و22 ماي الجاري، إلى الكامرون وغينيا الاستوائية والغابون، أن القطاع الخاص جاء للانضمام لهذا الخيار عبر إيلاء أهمية أكبر للمبادلات والاستثمارات في إفريقيا جنوب الصحراء. وأبرز السيد معزوز، متحدثا في افتتاح منتدى الأعمال المغربي الكامروني، في هذا الصدد أن الاستثمارات المغربية في هذا الجزء من القارة تجاوزت 360 مليون دولار أمريكي في 2009 مقابل 270 مليون دولار في 2008، أي ما يمثل أزيد من 56 في المائة من الاستثمارات الخارجية الخاصة للمغرب في الخارج. وتتميز هذه الاستثمارات بتنوع قطاعي، خاصة في المجالات ذات القيمة المضافة القوية كالبناء والأشغال العمومية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال والكهرباء، إلى جانب القطاع البنكي والمالي والنقل والكهربة القروية ومعالجة المياه والفلاحة والصحة وخدمات الطيران والتكوين المهني والتعليم العالي وغيرها. كما أكد السيد معزوز، الذي أشاد بالجهود التي تبذلها الكامرون لفائدة اندماج مثمر وتنمية متضامنة، أن المغرب يدعم ويشجع كل عمل لصالح تنمية منطقة المجموعة الاقتصادية والنقدية لإفريقيا الوسطى، مقترحا إبرام اتفاق تفاضلي في مجال التجارة والاستثمار معها. ويتوخى الاتفاق، حسب الوزير، إعطاء دفعة للمبادلات التجارية الثنائية والنهوض بشراكة جيدة، مضيفا أن من شأن هذا الإطار القانوني إفساح الطريق أمام المزيد من الاندماج الاقتصادي للقارة عبر تنمية الاستثمارات والمزيد من تثمين الموارد التي تزخر بها بلدانها. وقال إنه آن الأوان للقيام بقفزة نوعية في العلاقات بين المغرب والكامرون اللذين يرتبطان بأزيد من ثماني اتفاقيات تعاون في مجالات متنوعة، دون أن ترقى مبادلاتهما التجارية لمستوى القدرات المتوفرة، إذ لم تتجاوز 23 مليون دولار أمريكي في 2009 وتتسم بقلة تنوعها. وخلص إلى القول "إننا واثقون من أن الوقت قد حان لتطوير مقاولاتنا وتحفيزها على إقامة شراكات، في أسرع وقت ممكن، تكون مربحة للطرفين"، معتبرا أن وجود هذه البعثة في دوالا يعكس الاهتمام الذي يوليه المغرب، من صناع القرار وفاعلين اقتصاديين، لهذه الشراكة. من جانبه، أشار وزير التجارة الكامروني السيد لوك ماغلوار مبارغا أتانغانا إلى أن بلاده أعدت رؤية استراتيجية للتنمية على المدى البعيد، تطمح إلى الارتقاء بها إلى مصاف البلدان الصاعدة، مضيفا أن الكامرون تعول على خبرة بلدان الجنوب في إطار شراكة مربحة للطرفين. وقال إن المغرب يتوفر على قطاع للمقاولات الصغرى والمتوسطة يتمتع بدينامية كبيرة، ووضع برنامجا لتعزيز قدراتها الصناعية وكذا تأهيل المقاولات، يمكن أن تستفيد منه المقاولات بالكامرون، مستعرضا فرص الأعمال المتاحة ببلاده. وأوضح السيد أتانغانا أن هذه الفرص تهم مجالات إنتاج وتحويل وتصدير المنتوجات الفلاحية، وبناء مجمعات فندقية، والسكن الاجتماعي وكذا المعادن والصحة والتعليم وتكنولوجيا الاعلام والاتصال، وتحديث مدارات التوزيع، والأبناك وشركات التأمين. وأضاف أن الكامرون قامت بتعزيز تشريعاتها، من خلال ميثاق الاستثمار، وقانون ينظم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مذكرا في هذا السياق بأن المغرب والكامرون أبرما العديد من اتفاقات التعاون التي سيم تعزيزها قريبا. وسجل أنه إذا كان هذا التعاون يحكمه إطار مؤسساتي، فإن على الفاعلين الاقتصاديين بكلا البلدين الاستفادة من الخبرة التي راكمها كل منهما، في أفق انجاز مشاريع شراكة ملموسة والارتقاء بالتعاون ليصل إلى مستوى علاقات الصداقة والتقدير الممتازة التي تجمع بين قائدي البلدين، موضحا أن الهدف في نهاية المطاف يتمثل في جعل العلاقات الاقتصادية والتجارية، التي تعود إلى 40 سنة خلت، تعكس بشكل جلي المستوى الممتاز للعلاقات السياسية. وستتواصل أشغال هذا المنتدى غدا الثلاثاء، ولا سيما من خلال لقاءات ثنائية بين الفاعلين من كلا البلدين.