الغامبية. وذكر السيد معزوز، الذي كان يرأس لقاء حول آفاق المبادلات والشراكة بين المغرب وغامبيا في إطار القافلة الثالثة للشراكة الاقتصادية بإفريقيا، بالأهمية التي يوليها المغرب لتنمية التعاون جنوب-جنوب، مبرزا فرص الشراكة التفضيلية التي تتيحها الاقتصادات الصاعدة التي تحافظ على معدلات نمو ملموسة رغم الأزمة المالية العالمية. وأشار في مداخلة حول التعاون جنوب-جنوب إلى أنه من المنتظر أن يتجاوز نمو الاقتصاديات الصاعدة والسائرة في طريق النمو، حسب توقعات صندوق النقد الدولي، 1ر7 في المائة خلال السنة الحالية و4ر6 في المائة خلال سنة 2011 بمعدل إفريقي يناهز 5 في المائة، في الوقت الذي تعاني فيه الاقتصادات المتقدمة من تباطؤ دائم. واعتبر أن استعادة النمو تتم في جزء كبير منها بفضل التجارة والاستثمار وأنه من الملائم أكثر من أي وقت مضى الاستفادة ما أمكن من هذا النمو لضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية; خاصة في إطار التعاون جنوب-جنوب. وبعد أن ذكر بخطاب جلالة الملك خلال القمة العربية الإفريقية الثانية (في أكتوبر الماضي بسيرت) الذي دعا فيه جلالة الملك الى النهوض بالتعاون جنوب-جنوب، شدد الوزير على الاهتمام الذي يوليه المغرب لإقامة شراكة جيدة وتضامنية ومفيدة للطرفين مع جيرانه في القارة. وذكر بأن الزيارة التي قام بها جلالة الملك لبانغول خلال سنة 2006 أرست الأسس لتعاون مغربي غامبي حقيقي بفضل توقيع سبع اتفاقيات تهم مجالات متنوعة، موضحا أن غامبيا مؤهلة للاستفادة من المبادرة الملكية التي تمنح إعفاءات شاملة من حقوق الاستيراد لقائمة من المنتوجات الأساسية القادمة من بلدان غرب إفريقيا. ودعا السيد معزوز إلى تعزيز وتنويع المبادلات التجارية بين البلدين التي ارتفعت إلى 16 مليون دولار خلال سنة 2009 لكنها ترتكز بالأساس حول بعض المنتوجات الغذائية. وخلال هذا اللقاء الذي جمع فاعلين مغاربة ونظرائهم من أرباب العمل الغامبيين، تم تقديم عروض حول مؤهلات الشراكة التي يتيحها الاقتصاد المغربي، لا سيما في قطاعات الكهرباء والإلكترونيك والصناعات المعدنية والميكانيكية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والبناء والأشغال العمومية ومعدات البناء والصناعة الصيدلانية والصناعة الغذائية والسياحة. وبمناسبة وصول قافلة الشراكة الاقتصادية بإفريقيا إلى غامبيا، تم استقبال السيد معزوز من قبل رئيس جمهورية غامبيا السيد يحيى جامع. وكان السيد معزوز قد أجرى في وقت سابق مباحثات مع نظيره الغامبي السيد عبدو كولي تمحورت حول آفاق تنمية التعاون الثنائي وسبل تنظيم لقاءات دورية بين الفاعلين الخواص المغاربة والغامبيين وضرورة بلورة إطار قانوني للتعاون التجاري وميكانيزمات مواكبة الفاعلين الخواص في البلدين. وتقوم قافلة الشراكة الاقتصادية بإفريقيا ، في دورتها المنظمة من 5 إلى 11 دجنبر الحالي، بجولة تهم بلدان موريتانيا، وغامبيا، وبوركينا فاصو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وتضم قافلة هذه السنة عددا من المسؤولين في المقاولات المغربية، الساعين إلى البحث عن آفاق للشراكات التجارية والاستثمار في القارة الإفريقية. وسيتم خلال هذه الجولات الأربع تنظيم ندوة حول آفاق المبادلات والشراكة بين المغرب وهذه البلدان، فضلا عن عقد لقاءات بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الأفارقة. وعند كل محطة، سيجري السيد مباحثات مع أعضاء من الحكومة في البلدان الإفريقية المعنية لبحث سبل تعزيز المبادلات التجارية والاستثمار من أجل إرساء شراكة متبادلة مثمرة. وينشط الفاعلون الاقتصاديون المشاركون في هذه التظاهرة الاقتصادية في مجالات تهم الطاقة، والإلكترونيك، والصناعات المعدنية والميكانيكية، والتكنولوجيا الجديدة للاعلام والاتصال، والبناء، والأشغال العمومية، ومواد البناء، والصيدلة، والصناعة الغذائية. يذكر أن الدورتين السابقتين لهذه القافلة قد شملتا على التوالي السينغال، وكوت ديفوار ومالي ( دجنبر 2009)، والكاميرون، والغابون، وغينيا الاستوائية ( ماي 2010).