فاعلون سعوديون يؤكدون على الإصلاحات الاقتصادية بالمغرب وانعكاساتها الإيجابية على مناخ الأعمال والاستثمار أبانت الأيام الاقتصادية المغربية السعودية التي تواصلت، نهاية الأسبوع المنصرم بالرياض، بعد أن افتتحت يوم السبت الماضي بجدة، عن تقارب في وجهات النظر بين الجانبين حول أهم عناصر التكامل والقطاعات التي يمكن أن تساهم في تطوير التبادل التجاري بين البلدين واستغلال الطاقات الاقتصادية التي يتوفران عليها. وفي هذا السياق أوضح خالد بنجلون رئيس مجلس الأعمال السعودي المغربي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استراتيجيات المغرب القطاعية وخاصة في المجال الفلاحي مع مخطط المغرب الأخضر، استأثرت باهتمام خاص من لدن الفاعلين الخواص السعوديين بالنظر إلى الامتيازات الهامة التي يمنحها نظام استغلال الأراضي الفلاحية لإنتاج منتوجات متنوعة يمكن أن تلبي احتياجات السوق السعودي. وكان لقطاع البترو - كيماويات أيضا نصيب كبير من الاهتمام في المناقشات المثمرة بين الجانبين بالنظر إلى التقدم المسجل من لدن المملكة العربية السعودية في هذا المجال والذي يفسر تطلعها للاستفادة من موقع المغرب كأرضية للإنتاج البترو- كيماوي منفتحة على سوق واسع بالمنطقة. وأشار بنجلون إلى أن القطاع الصيدلي الوطني الذي يملك مؤهلات هامة باعتباره ثاني منتج للأدوية في القارة الإفريقية، يمكن أن يطور شراكات مع المملكة العربية السعودية مربحة للجانبين خصوصا وأن الرياض تعتبر بوابة لولوج أسواق آسيا والشرق الأوسط. وتابع أن قطاع السكنى بالسعودية الذي يعرف دفعة قوية بفضل البرنامج الطموح لإنجاز 500 ألف وحدة سكنية يطمح للاستفادة من الخبرة المقاولاتية المغربية، وهو ما يمكن أن يكون محل شراكة مثمرة بين الجانبين. وقد شكلت الأيام التجارية المغربية بجدة والرياض المنظمة من قبل المركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير) تحت شعار «معا من أجل الشراكة والتكامل» نقاط القوة في الزيارة التي بدأتها أمس للمملكة العربية السعودية بعثة من رجال الأعمال المغاربة تضم حوالي أربعين شخصا ينتمون لعدد من القطاعات بتأطير من المركز. وتعتبر السعودية المحطة الأولى لجولة تقوم بها البعثة وتشمل أيضا كلا من سلطنة عمان ومملكة البحرين، سيعقد خلالها أعضاء البعثة عدة لقاءات مع الفاعلين الاقتصاديين بهذه البلدان قصد تعزيز المبادلات التجارية وتحديد فرص للشراكة بين المقاولات المغربية ونظيراتها في هذه البلدان. وقد أكد الفاعلون الاقتصاديون المغاربة الذين عقدوا لقاءات قطاعية مع نظرائهم السعوديين، على أهمية الدخول في شراكات بين الجانبين وفق مقاربة جديدة تقوم على تحالفات استراتيجية ترتكز على القطاعات ذات التنافسية. وأبدى الفاعلون الاقتصاديون السعوديون اهتماما كبيرا لمستوى التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال الإصلاحات الاقتصادية والانعكاسات الإيجابية لذلك على تحسين مناخ الأعمال وإعطاء دفعة قوية لحركة الاستثمارات التي يستقطبها المغرب من دول الخليج. كما أبدى هؤلاء الفاعلون الذين تم اطلاعهم على الإمكانيات والمؤهلات الهامة التي يتوفر عليها المغرب في قطاعات متقدمة كالاتصالات وصناعة الطيران وصناعة السيارات، استعدادهم للبحث في صيغ إقامة شراكات خلاقة مع نظرائهم المغاربة بعيدا عن الأنماط التقليدية التي ترتكز فقط على تبادل البضائع والسلع. ومن جهة أخرى استعرض الجانبان بعض المعوقات في مجال التبادل التجاري وسبل النهوض بها وأكدا على ضرورة زيادة تبادل الزيارات بين رجال الأعمال في البلدين لاستكشاف الفرص المتاحة وتطوير التبادل التجاري وتيسير سبل الدخول المتبادل للأسواق الواعدة خصوصا وان المغرب مرتبط بعدد من اتفاقيات التبادل الحر مع 55 دول إي سوق يتكون من مليار مستهلك.