الفلاحون يستعيدون الأمل في نشاطهم الزراعي وأسواق الماشية تشهد انتعاشة أكد المدير الإقليمي للفلاحة بالحاجب عبد الصادق حمانتن، أن التساقطات المطرية الأخيرة التي سجلت بالإقليم أنقذت الموسم الزراعي وبشكل خاص قطاع الماشية الذي يعتمد عليه قسم كبير من الفاعلين في القطاع الفلاحي بالإقليم. وأوضح حمانتين في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بخصوص التأثيرات السلبية التي خلفتها ندرة الأمطار على قطاع الزراعة والكلأ بالإقليم في الفترة الأخيرة، أن الأزمة كانت قاب قوسين أو أدنى خاصة على مستوى المراعي حيث أن قلة التساقطات ألقت بظلالها على مربي الماشية حيث شهدت الأسواق أدنى مستوياتها في أثمنة القطيع مقابل ارتفاع كبير في أثمنة الأعلاف. لكن بعد التساقطات الأخيرة، يضيف حمانتن، استبشر مربو الماشية خيرا حيث شهد السوق حركة جيدة ومفيدة بالنسبة لكلأ الماشية خاصة الأغنام التي يبلغ عددها أزيد من 400 ألف رأس، وكذا بالنسبة للأعلاف المدعمة التي خصصتها وزارة الفلاحة والصيد البحري للقطاع حيث توصل الإقليم بحصته الأولى وحجمها 1000 طن، مما حقق توازنا في أسعار الأعلاف عند الخواص. وعلى مستوى الزراعات أوضح حمانتن أن الإقليم يعتمد استراتيجية خاصة في مواسمه الفلاحية التي تنطلق متأخرة نسبيا عن باقي أقاليم المملكة خاصة وأن علو المنطقة عن سطح البحر له تأثير إيجابي على العوامل الطبيعية التي تتحكم في سير المواسم وكذا تواجده في قلب هضبة سايس، ورغم ذلك، يقول المدير الإقليمي، فقد تضررت نسبيا زراعة الحبوب التي سجلت الموسم الفارط، إنتاجا هاما فاق مليون و200 ألف قنطار. وأضاف أنه بالنسبة للأشجار المثمرة كالأجاص والتفاح والزيتون، فقد استفادت كثيرا من التساقطات المطرية الأخيرة ويتوقع أن تشهد انتعاشا في الإنتاج، أما في ما يتعلق بالبطاطس التي تزرع ثلاث مرات في السنة بالإقليم فتعتبر ضمن أهم الزراعات وتحتل مساحة تناهز خمسة آلاف هكتار، وقد بدأ الفلاحون في زراعتها إلى جانب البصل التي تحتل زراعته مساحة تقدر ب500 هكتار. وأشار الى أن إنتاج البصل في الإقليم تطور بفضل التدابير التي اعتمدها الفلاحون خاصة تقنيات الري بالتنقيط، وكذا الخبرة المحلية في مجال تخزين المنتوج، مبرزا أن هناك مشاكل تعترض قطاع البصل تتجلى بالخصوص في عدم انخراط الفلاحين في إطار يحمي منتوجهم ويضمن حقوقهم أمام الوسطاء الذين يتحكمون في السوق الذي يتضرر من أسعاره كل من الفلاح والمستهلك. وأكد في هذا السياق أن المديرية تقوم بمجهودات لتنظيم القطاع وتحسيس الفلاحين بضرورة الانخراط في إطار الجمعيات والتعاونيات، التي تندرج ضمن إستراتيجية «مخطط المغرب الأخضر» ليحقق القطاع الفلاحي الربح المتوخى ويستفيد الفلاحون بالتالي من دعم الدولة. وأوضح أن الفلاح أضحى شريكا للدولة عبر التعاونيات والتجمعات المعترف بها قانونيا وتلتزم بدفتر تحملات، مشيرا إلى أن الحملات التحسيسية تركز أيضا على تشجيع الفلاحين على التأمين المتعدد المخاطر على فلاحتهم لحماية مصالحهم وليس فقط على الجفاف. وعبر في هذا الصدد عن الأسف كون عددا من الفلاحين لم يؤمنوا على زراعتهم ولم يستوعبوا أهمية هذا الإجراء خاصة وأن السنوات القليلة الماضية وهذه السنة شهدت تغيرات مناخية كان لها وقع على السير الطبيعي للمواسم الفلاحية. وخلص حمانتن إلى أن الإقليم يقع ضمن المناطق الفلاحية المهددة بالكوارث الطبيعية، ما حدا بالدولة إلى دعم اتفاقية بين شركة التأمين (لامامدا) والفلاحين لتعويضهم عن الخسائر المحتملة التي قد تصل إلى 40 في المائة للفلاح الصغير و30 في المائة للمتوسط و20 في المائة للفلاح الكبير. يذكر 2000 فلاح يمارسون نشاطهم في إقليم الحاجب الذي يحتل الرتبة الثانية وطنيا في عدد من الزراعات، ويتوفر على مساحة تقدر ب222 ألف هكتار منها 150 ألف هكتار صالحة للزراعة، 80 ألف هكتار مخصصة للحبوب حيث يستحوذ القمح الطري على حصة الأسد ب50 ألف هكتار والباقي للقمح الصلب والشعير، والمساحة المتبقية مخصصة للخضروات والأعشاب الطبية والعطرية. ويتوفر الإقليم على تربة صالحة للزراعة وتساقطات مطرية سنوية تفوق في المعدل 500 ملم? ونسيج متطور للصناعة الفلاحية ويد عاملة مؤهلة.