سجل إقليم الحاجب، خلال الموسم الفلاحي الفارط، إنتاجا هاما من الحبوب فاق مليون و200 ألف قنطار مقابل مليون قنطار كمعدل سجل خلال المواسم الفلاحية الخمسة الفارطة. وأكد المدير الإقليمي للفلاحة أن هذه النتائج تحققت بفضل تدابير عدة اتخذت قبل انطلاق الموسم تتمثل، بالخصوص، في دعم للدولة في إطار استراتيجية «مخطط المغرب الأخضر» لخدمة الأرض وتوفير الجرارات، وتوفير البذور المختارة في عدد من نقط البيع بالإقليم بتنسيق مع الجهات المتدخلة لتقريب الخدمات للفلاح، والتشجيع على استعمال الأسمدة من الصنف الجيد. وأوضح المدير الإقليمي للفلاحة في تصريح صحفي أن هذه التدابير تهم أيضا القيام بتحاليل للتربة، وتنظيم أيام تحسيسية لفائدة الفلاحين شكلت مناسبة لهم للتعبير عن آرائهم ومشاكلهم ومناقشة كل القضايا التي تهمهم مع المسؤولين سواء من الوزارة الوصية أو القرض الفلاحي أو شركة التأمين الفلاحي «لا مامدا» أو «سوناكوس» لتمويل البذور المختارة والمرخصة. وأبرز أن المشاكل التي واجهت بعض الفلاحين تسببت فيها التساقطات الأخيرة التي أثرت نسبيا على جودة الحبوب وعرقلت عملهم خاصة وأنهم تأخروا في عمليات الحصاد مقابل آخرين حصدوا في وقت مبكر واستعملوا تقنيات حديثة فحققوا إنتاجا جيدا على المستويين الكم والكيف. وأضاف حمانتن أن التساقطات المتأخرة تتسبب في الرطوبة والأمراض وتنتج عنها الفطريات التي تقلل من الجودة مما يثقل من كاهل الفلاح بالمصاريف الخاصة بالأدوية حيث يضطر إلى استعمالها ثلاث مرات عوض مرة واحدة. وأبرز أن أصناف الزراعات الأخرى التي تميز الإقليم كانت على العموم جيدة واستفادت أكثر من هذه التساقطات خاصة الأشجار المثمرة كالدالية والإجاص والتفاح والزيتون، مشيرا إلى أن الخضروات حققت بدورها نتائج جيدة خاصة البصل التي تحتل زراعتها مساحة تقدر ب`500 هكتار، وتأتي في المرتبة الأولى بالإقليم وتوزع إلى أبعد نقطة في المملكة. وقد أصبح الفلاحون بالإقليم بفضل تقنيات الري بالتنقيط ومساعدات الدولة ينتجون أزيد من 300 ألف طن من البصل في الموسم وذلك بمعدل 120 طن لكل فلاح، إلى جانب البطاطس التي تمتد على مساحة أربعة آلاف هكتار وتتراوح إنتاجيتها ما بين 40 و50 طن في الهكتار الواحد. وخلص حمانتن إلى أن جهة مكناس - تافيلالت، التي ينتمي إليها الإقليم، محاطة بالسدود، وتشهد تساقطات مهمة، وتدخل ضمن المناطق الفلاحية المهددة بالكوارث الطبيعية، ما حدا بالدولة إلى دعم اتفاقية بين شركة التأمين (لامامدا) والفلاحين لتعويضهم عن الخسائر المحتملة قد تصل إلى 40 في المائة للفلاح الصغير و30 في المائة للمتوسط و20 في المائة للفلاح الميسور. يذكر أن الحاجب حيث 2000 فلاح يمارسون مختلف الزراعات، إقليم فتي وغني بمؤهلات طبيعية تجعله يتبوأ الرتبة الثانية وطنيا في عدد من الزراعات، ويتوفر على مساحة تقدر ب222 ألف هكتار منها 150 ألف هكتار صالحة للزراعة منها 80 ألف هكتار مخصصة للحبوب حيث يستحوذ القمح الطري على حصة الأسد ب`50 ألف هكتار والباقي للقمح الصلب والشعير. ويزخر الإقليم بتربة صالحة للزراعة وتساقطات مطرية سنوية تفوق 500 ملم، إلى جانب مؤهلات مهمة من الموارد المائية الجوفية والسطحية، وبنية تحتية جيدة من طرق وكهربة والقرب من المراكز الاقتصادية الكبرى كفاس والرباط والدار البيضاء والقنيطرة وطنجة، ونسيج متطور للصناعة الفلاحية ويد عاملة مؤهلة.