أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري أن التغيرات المناخية لها آثار سلبية مباشرة على سبل العيش والنظم البيئية والبنية التحتية الهشة في كل أنحاء العالم، خاصة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية كالفلاحة والأمن الغذائي وتدبير الموارد المائية. وأوضح في كلمة ألقيت بالنيابة عنه خلال افتتاح أشغال الاجتماع الثالث لمؤلفي فريق العمل الأول للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يوم أمس الثلاثاء بمراكش، أن تغير المناخ أصبح ضمن مسؤولية الجميع وأن البلدان الأقل نموا ستكون أكثر هشاشة مستقبلا أمام هذا التغير. وأشار الدويري خلال هذا الاجتماع، المنظم إلى غاية 19 أبريل الجاري بمشاركة أزيد من 250 خبيرا من مختلف القارات، إلى أن تقرير التقييم الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نص على أن الأنشطة البشرية ساهمت في ارتفاع درجة الحرارة على الصعيد العالمي خلال القرن الماضي وذلك من خلال الانبعاثات المستمرة والمتزايدة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وبعد أن اعتبر أن تأثير الاحتباس الحراري أصبح ملموسا في جميع أنحاء العالم، أشار الوزير إلى أن المناخ سيصبح أقل استقرار خلال السنوات المقبلة بالمغرب بحيث يتوقع أن يشهد المزيد من الظواهر الجوية الحادة مثل الجفاف والفيضانات. وفي هذا الصدد، أكد الوزير، أن الحكومة المغربية مستعدة على جميع المستويات، لبذل المزيد من الجهود لمواجهة التحدي المتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري، موضحا أن المغرب منذ إصدار تقرير التقييم الرابع، قام بالعديد من المشاريع الرائدة لتقييم تأثير تغير المناخ بالعديد من القطاعات وعلى الخصوص تلك المرتبطة بالموارد المائية والفلاحة والمناطق الساحلية والبنية التحتية ومناطق الواحات. وشدد الدويري على ضرورة وضع قوانين وإجراءات تنظيمية في هذا المجال بشكل يتوافق مع مستجدات التطورات العلمية، مستدلا في هذا السياق بالقانون الذي أصدره المغرب بخصوص الطاقة المتجددة والرامي إلى تشجيع وتعزيز إنتاج الطاقة من الموارد المتجددة. وأشار الدويري من جانب آخر إلى الإستراتيجية الطاقية للمغرب والتي تعطي الأولوية لتعزيز النجاعة الطاقية والاستثمار في الطاقة النظيفة المستقبلية وحماية البيئة (الطاقة الشمسية والريحية...)، والتي من شأنها تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكاربون إلى 3.7 مليون طن سنويا. وبعد أن أعرب عن ارتياحه لتنظيم هذا الاجتماع بمدينة مراكش التي احتضنت قبل 11 سنة المؤتمر السابع للأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أوضح الوزير أن هذا اللقاء الثالث يعد مناسبة لوضع الأسس الفيزيائية والعلمية للتقرير الخامس حول التغيرات المناخية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالمناخ. تجدر الإشارة إلى المشاركين في الاجتماع الثالث لمؤلفي فريق العمل الأول للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، المنعقد بعد اجتماع الصين سنة 2010 وفرنسا سنة 2011، سيناقشون مواضيع الاحتباس الحراري وانبعاثات ثاني وأكسيد الكاربون والتغيرات المناخية، فضلا عن تقييم تأثير الأنشطة البشرية على المناخ على المستوى العالمي والجهوي بشكل خاص.