توفي، صباح أمس الثلاثاء، السياسي والمقاوم المغربي الكبير، محمد بن سعيد آيت يدر، في المستشفى العسكري بالرباط، عن عمر يناهز 99 عاما. الراحل آيت إيدر كان سياسيا بارزا وعضوا فاعلا في جيش التحرير المغربي.، أسهم في تأسيس منظمة 23 مارس، وكان رئيسا لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي بعد عودته إلى المغرب في عام 1983 ، ونائبا في البرلمان عن إقليم شتوكة أيت باها. وفي عام 2002، أسس حزب اليسار الاشتراكي الموحد، متخليا عن منصب الأمين العام ومكتفيا بموقع الرئيس. وكان جلالة الملك محمد السادس وشح الراحل ، في يوليوز 2015، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لعيد العرش. عن الراحل وما تركه من تراث غني من النضال والإسهام في بناء وتشكيل مسار المغرب الحديث، قال محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم زالاشتراكية، في تصريح لبيان اليوم إن محمد بن سعيد آيت إيدر، نموذج للأخلاق ومثال لمجموع الحركة الديمقراطية والتقدمية في بلادنا، وأثار اسماعيل العلوي، رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، خصال الوفاء خط النضالي ومبادئ العليا وللقضية الوطنية التي ميزت الراحل، والتي جعلت منه منارة لكفاح شعبنا وللممارسة السياسية في أفضل تجلياتها.أما عبد اللطيف أوعمو، عضو مجلس الرئاسة، فيرى أن اليسار يفقد برحيل بنسعيد ايت ايدر، قياديا عفيفا وزاهدا ومتفانيا في حب وطنه بدون رياء. *** محمد نبيل بن عبد الله: محمد بن سعيد آيت إيدر، نموذج للأخلاق ومثال لمجموع الحركة الديمقراطية والتقدمية في بلادنا سي محمد بن سعيد آيت إيدر، سيظل أحد رموز حركة التحرير الوطني والحركة الوطنية التقدمية…تشكل وفاته نبأ حزينا بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية وتثير في صفوفه مشاعر الأسى. يعتبر محمد بن سعيد آيت إيدر مناضلا من أجل مواصلة حرية واستقلال بلادنا، ومناضل في سبيل مواصلة التحرر الوطني حتى نيل السيادة الوطنية على كامل تراب بلادنا. سي محمد بن سعيد آيت إيدر كان مناضلاً من أجل بناء مغرب ديمقراطي. وواصل نضاله إلى جانب القادة الكبار لحركتنا الوطنية والديمقراطية في ظروف صعبة ومؤلمة. عرف سي محمد بن سعيد آيت إيدر كيف يدير الدفة إلى غاية المساهمة بطريقة قوية ومفيدة في إنشاء منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وتشكيل الكتلة الديمقراطية. كان سي محمد بن سعيد آيت إيدر متميزا بالثبات على المبادئ، والوفاء لخطه السياسي وللدور الخاص الذي كان يلعبه داخل اليسار المغربي. وقد ظل سي محمد بن سعيد آيت إيدر، إلى آخر رمق في حياته، نموذجا للأخلاق ومثالا لجميع مناضلات ومناضلي الحركة الديمقراطية والتقدمية في بلادنا. وأكيد أن الفقيد سيترك آثاراً لا تمحى في الذاكرة الوطنية الجماعية. تغمده الله بواسع رحمته *** اسماعيل العلوي : محمد بنسعيد ايت ايدر قدوة للأجيال القادمة سي محمد ايت ايدر يعد نبراسا لأجيال من المناضلين وقدوة ومثالا للأجيال القادمة كذلك. كان مناضلا كبيرا ضد الاستعمار ولم يتردد في حمل السلاح في مواجهة المستعمر الغاشم. وكان له الفضل أيضا في الجمع بين الكفاح المسلح والنضال السياسي والاجتماعي من أجل التقدم والنماء في بلادنا. لقد ظل وفيا لخطه النضالي ولمبادئه العليا وللقضية الوطنية. وهو ما يجعل منه منارة لكفاح شعبنا وللممارسة السياسية في أفضل تجلياتها. *** عبد اللطيف أوعمو: اليسار يفقد قياديا عفيفا وزاهدا ومتفانيا في حب وطنه بدون رياء تلقيت بعميق الأسى والتأثر، النبأ المحزن لوفاة أحد رموز اليسار المغربي، وأحد آخر وجوه المقاومة ضد الاستعمار، المشمول بعفو الله ورضاه، محمد بن سعيد أيت إيدر ، عن عمر يناهز 99 عاما. وبهذه المناسبة الأليمة أعرب لأسرة الفقيد السياسية والحزبية، ولأسرة المقاومة، ولكل أقاربه وذويه، ولرفاقه وأصدقائه ومحبيه عن أحر تعازينا وخالص عبارات مواساتنا، مقدرين فداحة الرزء في رحيل أحد رجال الحركة الوطنية البارزين، الذين نذروا حياتهم لخدمة وطنهم بكل تفان وإخلاص ونكران ذات. إن هذا المصاب الجلل هو خسارة لبلادنا ككل، فبرحيل هذا الرجل الاستثنائي، فقد المغرب قياديا يساريا عفيفا وزاهدا عن المناصب ومتفانيا في حب وطنه بدون رياء، وقد كانت للفقيد تجربة سياسية مميزة، حيث كان رحمه الله أحد المقاومين الوطنيين وأحد الزعماء السياسيين البارزين، حيث انخرط ، رحمه الله، في صفوف مقاومة الاستعمار وتعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير. كما ساهم في تأسيس منظمة 23 مارس اليسارية، وبعد عودته إلى المغرب، أسس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في سنة 1983 وتولى مهمة الأمين العام لها. وباسمها انتخب نائباً في البرلمان عن منطقة شتوكة آيت باها. وساهم سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية، وفي 2002 ساهم في تأسيس حزب اليسار الاشتراكي الموحد. فكان نموذجا للمناضل الملتزم بقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان. وكان ذا مبادئ وطنية راسخة، يعتبر قدوة في حضوره ووزنه وثقله. وسيترك لا محالة فراغا في قلوب كثير من المغاربة الذين احترموا مساره السياسي والنضالي وتابعوا مسيرته المليئة بالتضحيات. وإننا إذ نستحضر بهذه المناسبة الأليمة، هذا الرصيد السياسي والإنساني، وما كان يتميز به الفقيد في مختلف المهام والمسؤوليات النضالية والسياسية التي تولاها، طيلة حياته الغنية، من خصال إنسانية عالية. نحيي فيه، رحمه الله، وفاءه للمثل العليا، ووطنيته وسمو أخلاقه وغيرته على وحدة المغرب وسيادته، وحرصه على مصالحه العليا، ونشيد بعفته وقناعته وبتواضعه الشديد، حيث ظل قريباً من كافة فئات المجتمع المغربي، فضلاً عن إسهاماته الكثيرة في مختلف مجالات الحياة السياسية والحقوقية والثقافية. ونرجو من العلي القدير أن يوفي الفقيد الكبير أحسن الجزاء، على ما أسدى لوطنه من خدمات جليلة، وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه. وإذ نشاطر، أقارب الفقيد ومحبيه، أحزانهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، نسأل الله عز وجل أن يلهم أسرته المهنية والسياسية وأقرباءه وذويه جميل الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.