توالت ردود الفعل الدولية إزاء الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الجمعة الماضي بالمغرب، وسط إجماع كلي على أجواء الوضوح والشفافية التي طبعت سيرها في مختلف جهات المملكة. وأشار عدد من الدول على لسان وزراء خارجيتها إلى أجواء الهدوء والمصداقية التي جرت فيها هذه الانتخابات التي وإن كان من جديد حملته هذه المرة، فإنه على مستوى الثقة لدى المواطنين من خلال حجم المشاركة الذي ارتفع إلى 45.4 في المائة عوض 37 خلال انتخابات التشريعية لسنة 2007. واعتبرت الكثير من الصحف الدولية هذه المحطة التاريخية، خطوة إضافية تعزز مسيرة المغرب على درب البناء الديمقراطي والتنموي. وزيرة الخارجية الأمريكية تهنئ الشعب المغربي على نجاح الانتخابات التشريعية عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، يوم السبت الماضي، عن تهانئها للشعب المغرب عقب الإجراء «الناجح» للانتخابات التشريعية، مؤكدة أن ملايين المغاربة توجهوا إلى صناديق الاقتراع بمناسبة هذه الاستحقاقات. وقالت رئيسة الديبلوماسية الأمريكية في بلاغ صدر بواشنطن «أريد تهنئة الشعب المغربي على إثر الإجراء الناجح للانتخابات التشريعية ليوم الجمعة الماضي» وأكدت أنه «ومن خلال العمل مع صاحب الجالة الملك محمد السادس، فإن البرلمان الجديد والمجتمع المدني قادران على تطبيق مقتضيات الدستور الجديد، باعتباره خطوة إلى الأمام على درب تجسيد تطلعات وحقوق كافة المغاربة». وأوضحت كلينتون، في سياق متصل، أن «العمل الشاق المتمثل في تشييد الصرح الديمقراطي، لا يتوقف عند الانتهاء من فرز الأصوات والإعلان عن أسماء الفائزين. وأكدت في هذا الصدد، أن الولاياتالمتحدة «مستعدة للعمل مع البرلمان الجديد والشعب المغربي، من أجل تدعيم دولة القانون وحقوق الإنسان، وتعزيز الشفافية والحكامة القائمة على أساس المساءلة، والعمل على إجراء إصلاحات ديمقراطية مستدامة». وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد قالت إن الإصلاحات المعلن عنها يوم 9 مارس الماضي، من طرف جلالة الملك محمد السادس، تشكل «نموذجا يحتذى بالنسبة لباقي بلدان المنطقة»، كما أنها «تحمل وعودا كبيرة، أولا وقبل كل شيء للشعب المغربي». وأكدت رئيسة الديبلوماسية الأمريكية، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيرها المغربي، الطيب الفاسي الفهري، عقدت بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، أنه «وفي الوقت الذي تتبنى فيه بعض الدول مقاربة أحادية الأبعاد، فإن صاحب الجلالة أطلق إصلاحات شاملة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية». صحيفة بريطانية: المغرب نموذج فريد للإصلاحات الديمقراطية بالعالم العربي كتبت اليومية البريطانية «فاينانشل تايمز»، يوم الأحد الماضي،، أن المغرب يشكل «نموذجا فريدا» في مجال تفعيل الإصلاحات الديمقراطية ضمن سياق عربي يتسم بانعدام الاستقرار السياسي. وقالت الصحيفة إن «الملاحظين يتابعون عن كثب التطورات التي حققها المغرب، كنموذج فريد لبلد عربي اختار الإصلاحات الديمقراطية ضمن سياق إقليمي يطبعه انعدام الاستقرار السياسي»، مشيرة إلى أن معدل المشاركة في اقتراع الجمعة، الذي بلغ 45 في المائة، يبقى «جد مرتفع مقارنة مع الاستحقاقات الفارطة». ونقلت، من جهة أخرى، عن بوب راي، قائد حزب ليبيرالي كندي شارك في لجنة الملاحظين الدوليين، قوله أن الانتخابات جرت في جو تطبعه «الشفافية». وكانت الصحيفة قد كشفت، يوم الجمعة الماضي، أن الملاحظين اعتبروا أن التطورات السياسية التي يشهدها المغرب يمكن أن تشكل نموذجا بالنسبة للمنطقة، مشيرة إلى أن المملكة، باعتبارها بلدا يقيم علاقات اقتصادية متينة مع أوروبا، «مختلف في العديد من الجوانب عن باقي بلدان المنطقة». في ندوة بإيطاليا: مشاركون يشيدون بمناخ الهدوء والشفافية الذي ميز الانتخابات التشريعية بالمملكة أشاد مشاركون في ندوة حول الإصلاحات السياسية والدستورية بالمغرب، نظمت يوم السبت الماضي ببوغيبونسي (توسكاني-وسط إيطاليا)، بمناخ الشفافية والهدوء الذي ميز الانتخابات التشريعية بالمملكة. وأعرب عدد من المتدخلين، خلال هذه الندوة التي نظمتها الجمعية الإيطالية (نظرة نحو أوروبا)، عن تقديرهم العميق للمغرب. وشارك في هذه الندوة، على الخصوص، طوماسو لورينزي نائب عمدة بوغيبونسي والنائب الأوروبي باولو بارطولوزي ورئيس فريق حزب الحرية بالمجلس البلدي للمدينة سورو فيغنوسي. ولم يفت المشاركون في هذه الندوة الإشارة إلى الزيادة الملحوظة التي سجلتها نسبة المشاركة في الاقتراع والتي انتقلت من 37 في المئة سنة 2007 إلى 40،45 في المئة خلال انتخابات يوم الجمعة الماضي، مسجلين أن هذه النسبة تتماشى مع المعيار الدولي في الدول الديمقراطية. وشكلت هذه الندوة، التي نظمت تحت شعار «المغرب.. الإصلاحات السياسية والدستورية، والجهوية»، مناسبة لتسليط الضوء على مختلف الأوراش المفتوحة في المغرب والتي تهدف إلى تعزيز مكتسباته الديمقراطية وخدمة التنمية فيه. وتميزت هذه الندوة، فضلا عن مشاركة شخصيات إيطالية، بمساهمة الكاتب الأول لسفارة المغرب في إيطاليا لحسن خاتوري ومنسق شبكة جمعيات الجالية المغربية في إيطاليا ياسين بلقاسم، وبحضور العديد من ممثلي الجالية المغربية في المنطقة. الحكومة الاسبانية: نسبة المشاركة في الانتخابات تؤكد دعم المغاربة للإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك أكدت الحكومة الاسبانية أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المغربية التي جرت يوم الجمعة الماضي، والتي تفوق بشكل ملحوظ تلك المسلجة خلال الانتخابات التشريعية المنصرمة، تؤكد دعم الشعب المغربي لمسلسل الإصلاحات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أن الحكومة الاسبانية تهنئ السلطات والشعب المغربيين على تنظيم هذه الانتخابات التشريعية، الأولى من نوعها بعد المصادقة على الدستور الجديد. وهنأت الحكومة الإسبانية، من جهة أخرى، حزب العدالة والتنمية، الفائز في هذه الانتخابات. وأضاف المصدر ذاته، أنه سيكون على هذا الحزب، إلى جانب باقي الأحزاب السياسية «مسؤولية التطوير التشريعي للدستور الجديد الذي يسعى إلى تعزيز ديمقراطية متقدمة بالمغرب، وكذا الاحترام التام لحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون». وبعدما ذكرت بأنها عبرت على الدوام على دعمها ل»الزخم القوي الذي أعطي للإصلاحات بالمغرب»، جددت الحكومة الإسبانية التعبير عن إرادتها «مواصلة تعزيز التعاون الثنائي مع المملكة في جميع المجالات، انطلاقا من المصالح المشتركة وروح حسن الجوار». أصداء إيجابية واسعة للانتخابات التشريعية المغربية في وسائل الإعلام الإيطالية وجدت النتائج الجزئية للانتخابات التشريعية التي جرت يوم الجمعة الماضي، بالمغرب، صدى واسعا في العديد من وسائل الإعلام الايطالية التي سجلت مناخ الشفافية والهدوء الذي طبع أجواء الاقتراع والتقدم الملحوظ الذي حققه حزب العدالة والتنمية. وأجمعت وكالات أنباء وصحف وقنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية، استنادا إلى شهادات وتصريحات مراقبين وفاعلين سياسيين من مختلف المشارب، على اعتبار الاقتراع انتصارا للديمقراطية بالمغرب وقفزة إضافية تعزز البنيان الصلب الذي يرسيه المغرب من خلال تفعيل إصلاحات طموحة سياسية ودستورية. وأبرزت يومية «إل صول 24 أوري» في هذا الصدد أن هذه الانتخابات تبشر «بعهد جديد» بالنسبة للمغرب حيث الأحزاب السياسية والبرلمان مدعوون للاضطلاع «بمسؤولية جسيمة» طبقا لمقتضيات الدستور الجديد الذي أقره استفتاء فاتح يوليوز. وبعد أن لاحظت الارتفاع النسبي في نسبة المشاركة في الاقتراع (40،45 في المائة) مقارنة مع مثيلتها المحققة في 2007 (37 في المائة)، اعتبر كاتب المقال أن هذه النسبة تشكل «إشارة إخفاق» لأولئك الذين دعوا إلى مقاطعة الانتخابات. وتوقفت الصحيفة التي استعرضت النتائج المحققة حتى الآن من قبل مختلف الأحزاب المتبارية عند فوز حزب العدالة والتنمية بوصفه «حزبا سياسيا بتاريخه الخاص، اضطلع بدوره الخاص داخل المعارضة البرلمانية ويحترم الدستور ومبادئه وقواعد اللعبة الديمقراطية». وأكد الكاتب أن هذا الحزب لا صلة له بالتاريخ السياسي لحركات أخرى قد ينحو البعض إلى حسابه عليها. وكتبت «إل صول 24 أوري» أن العدالة والتنمية أعرب عن استعداده، بلسان أمينه العام، عبد الإله بنكيران، لتشكيل «حكومة ائتلاف» تشارك فيها أحزاب سياسية أخرى. ورصدت في هذا السياق تصريحات رئيس الحكومة (والأمين العام لحزب الاستقلال) المنتهية ولايته، عباس الفاسي، التي عبر فيها عن استعداد حزبه للمشاركة في حكومة من هذا القبيل. ولاحظت الصحيفة أن العدالة والتنمية يدرك جيدا المسؤولية التي تنتظره. صحيح أنه، في برنامجه المكون من 118 صفحة، يشير إلى العدالة وبعض الإحالات على الهوية الإسلامية، لكن الأمر يتعلق قبل كل شيء بمخطط مفصل للتنمية ومكافحة الفساد. ووجدت الانتخابات التشريعية المغربية صداها أيضا في صحف أخرى مثل «لا ريبوبليكا»و»كورييرا ديلا سيرا». كما حظيت الاستحقاقات باهتمام وكالات «أنسا»، «تي.إم نيوز» و»إل فيلينو» على غرار القنوات التلفزيونية مثل «راي نيوز» ومواقع الكترونية اخبارية مثل «إيطاليا غلوبال». وزارة الشؤون الخارجية الصينية: نحن جد مرتاحين لحسن سير الانتخابات التشريعية بالمغرب أشادت الصين، أمس الاثنين، بحسن سير الانتخابات التشريعية بالمغرب، معربة عن استعدادها لتعزيز علاقات التعاون والصداقة التي تربطها بالمملكة. وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الصينية هونغ لي، في بيان توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، «نحن جد مرتاحين لحسن سير الانتخابات التشريعية بالمغرب». وشدد المسؤول الصيني أيضا على أن الحكومة الصينية «تدعم الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز الإصلاح السياسي والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي». من جهة أخرى، قال هونغ لي «نحن على استعداد لتعزيز علاقات التعاون والصداقة مع الحكومة المغربية الجديدة». وحسب النتائج النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية، فإن حزب العدالة والتنمية تصدر الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر بحصوله على 107 مقعدا من أصل 395 مقعدا، في حين بلغت نسبة المشاركة 40،45 في المائة، وهي نسبة أعلى من تلك التي تم تسجيلها خلال انتخابات 2007.