حزب الكتاب يسمو فوق الاعتبارات الظرفية ويدعو المواطنين إلى التصويت على أحزاب المعقول المستقبل رهين بالحاضر. وأي استشراف لمستقبل واعد ومزهر لابد أن يمر عبر تخصيص المواطن لحيز زمني وجيز من انشغالاته اليومية للقيام بعملية التصويت باعتبارها شرطا أساسيا من شروط المواطنة، وباعتبارها حقا مشروعا لا ينبغي التفريط فيه. هذا هو الهاجس الكبير الذي بنى عليه حزب التقدم والاشتراكية استراتيجيته التواصلية للانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر الجاري. فمن خلال التصريحات التي يدلي بها الأمين العام للحزب وقادته، ومن خلال البيانات والبلاغات التي يصدرها الديوان السياسي، وعبر الرسائل التي يبثها الحزب عن طريق مختلف وسائط الاتصال الجماهيرية، سواء الورقية أو السمعية البصرية أو الإلكترونية... يلاحظ أن حزب التقدم والاشتراكية يعطي أولوية قصوى لموضوع المشاركة الشعبية المكثفة في التصويت، قبل أن يروج خطابه البرنامجي ورمزه الانتخابي.. وكأنه يقول لعموم المواطنين بأن ما يهم الحزب اليوم هو إنجاح المسار الديمقراطي للبلاد بعد إقرار الدستور الجديد، ولن يتأتى هذا النجاح إلا بالمشاركة القوية والواعية للمواطنات والمواطنين. ففي الشريط التلفزي لا نجد دعوة مباشرة واحدة للتصويت على «الكتاب»، ولا إشارة واحدة تعتبر التصويت على مرشحي الحزب، وحدهم، مفتاحا لحل مشاكل البلاد. فبعيدا عن الأنانية المفرطة التي تميز سلوك المفسدين، يمكن اعتبار وصلة الحزب التلفزية، أولا وقبل كل شيء، نداء لقراءة واعية، ليس فقط لبرنامج حزب التقدم والاشتراكية الانتخابي، بل أيضا لبرامج الأحزاب الجادة والنزيهة، (أحزاب المعقول كما وصفها نبيل بنعبد الله في الشريط) الأحزاب الساعية إلى تكريس الخيار الديمقراطي والاستجابة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية المشروعة للفئات المحرومة. وهي، من دون شك، قراءة تفضي بالضرورة إلى ملامسة نقاط الالتقاء في المطالب المتضمنة في برنامج الإصلاح والتغيير الذي تنادي به الأحزاب الوطنية الديمقراطية والتقدمية جميعها. ولا يتردد حزب التقدم والاشتراكية في الدعوة إلى التصويت على مرشحين ينتمون لهيئات سياسية لعبت، منذ استقلال البلاد، دورا أساسيا في الدفع بالمغرب إلى التطور والتقدم والتغيير، إلى جانب ما قامت وتقوم به من مجهودات من أجل ترسيخ قيم الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة. هو ذا المضمون السياسي والبيداغوجي الموجز والواقعي للشريط التلفزي التواصلي الذي نال إعجاب العديد من الملاحظين.. شريط يكمل مضامين الدعامات التواصلية الأخرى لحملة حزب التقدم والاشتراكية الانتخابية التي تحث المواطنين على المشاركة المكثفة والواعية، وعلى عدم الاستسلام للعزوف، والتعبير، بدل ذلك، عن تمسكهم بالعملية السياسية وبالخيارات التي تطرحها الأحزاب الجادة والنزيهة التي خاضت، بكل شجاعة ومسؤولية، وفي أحلك الظروف، معارك التجديد والحداثة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل، بالإضافة إلى معارك أخرى لا يخلو منها برنامجها الانتخابي الذي تتقدم به اليوم للجماهير والمستلهم من عمق المشروع المجتمعي. إن الخمس دقائق من وقت المواطن سترهن بالتأكيد مستقبل البلاد للسنوات الخمس القادمة. وهو أمر يؤكد حزب القدم والاشتراكية على ضرورة الوعي به. ففي حياة الأمم والشعوب مراحل تكون أهم من أخرى، لأنها تفرز عناصر وعوامل مؤثره على المدى البعيد.. ومرحلة الاستحقاق التشريعي تدخل ضمن الفترات الزمنية الحاسمة. وهو ما يشدد الشريط التواصلي الذي يؤكد على أن مغرب الخمس سنوات القادمة يجب أن يسلم تدبيره للأحزاب النزيهة والجادة المستعدة دوما لمواصلة مسيرة البناء.. بناء المغرب الديمقراطي والحداثي، مغرب الحريات والعدالة الاجتماعية، مغرب التضامن والتماسك والوحدة. فهناك تحديات كبرى، يقول الشريط التلفزي، تنتظرنا في الشهور والسنوات القادمة، سيكون حضور الأحزاب النزيهة والجادة فيها أساسيا وضروريا. وحتى تضمن هذه الأحزاب حضورها، لا بد لها، ليس فقط من كسب الانتخابات، بل أيضا أن تكون أصوات المواطنين بالكثافة التي تجعل حصتها في البرلمان المقبل مرتفعة على اعتبار أن الجانب العددي يلعب دورا كبيرا في رسم خريطة الأغلبية في النظم الديمقراطية. إن وصلة حزب التقدم والاشتراكية أثارت وثتير أكثر من متتبع. فهدفها يسمو فوق «الأنانية الانتخابوية» ويرنو إلى إنجاح المرحلة الديمقراطية التي تجتازها البلاد. وهو هدف نبيل لا يمكن بلوغه دون مخاطبة المواطن لوعيه خلال الخمس دقائق التي سيخصصها للإدلاء بصوته. خمس دقائق ستعيد شريط تضحيات مناضلات ومناضلي الأحزاب الجادة والنزيهة التي استطاع المغرب بفضلها أن يحقق مكتسبات هامة. فبنضالات نساء ورجال حزب التقدم والاشتراكية ومناضلات ومناضلي الأحزاب الجادة تحققت جملة من الإصلاحات. وبمبادرات هذه الأحزاب قامت حكومة التناوب وتم التصويت على دستور 1996. وبهذه النضالات يواصل المغرب مسيره في قطار التغيير والإصلاح. وبجاهزية هذه الأحزاب وتواجدها في الساحة وبيقظتها وبحضورها حصل المغرب على دستور جديد تعتبره برامج الأحزاب الجادة، التي يدعو شريط حزب التقدم والاشتراكية إلى التصويت عليها، مجرد بداية وانطلاقة لبناء المستقبل ومحطة تدفع إلى مواصلة النضال وخوض معارك جديدة من أجل مزيد من الإصلاحات. فهذه الأحزاب، التي قامت بدورها في الماضي، وتقوم به في الحاضر، مستعدة، تقول الرسالة التي يبعثها الشريط التلفزي التواصلي لحزب التقدم والاشتراكية، للاضطلاع بمهامها ومسؤولياتها في المستقبل، ولا تطالب سوى بخمس دقائق مصيرية من وقت المواطن المغربي ليمنحها، عن وعي ومسؤولية، صوتا يصدح بثقته وبإيمانه بضرورة حضورها بقوة لمواصلة الإصلاح في إطار من العمل الجاد ...