قال سفير المملكة بروما، يوسف بلا، الثلاثاء، إن المغرب، كمحور للتبادل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، يمثل جسرا بين إفريقيا وأوروبا، مستعرضا التقدم الذي أحرزه المغرب في مختلف القطاعات تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وأكد السفير في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية (أغريكولاي) أن المغرب، من موقعه كبوابة الى إفريقيا، بلد حديث يعيش زخما في النمو، وأصبح مرجعا من حيث الاستقرار والسلام والأمن والتقدم في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، مسجلا أن العلاقات التجارية بين المغرب وأوروبا "وثيقة وديناميكية". وقال إن هذه العلاقات "تشهد على إرادة الطرفين في بناء شراكة استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل والحوار والتعاون"، مستعرضا المراحل الرئيسية لهذه العلاقات التي عززتها الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف التي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين الطرفين. وشدد على أن "إيطاليا يمكن أن تمثل بوابة نحو أوروبا بالنسبة للمغرب"، مشيرا إلى أن الرباطوروما تتعاونان استراتيجيا في العديد من القطاعات، بما في ذلك التجارة والطاقة والزراعة والصيد البحري والهجرة والأمن. وتابع أنهما يتقاسمان رؤية مشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك استقرار البحر الأبيض المتوسط والساحل، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم التعددية. وأبرز السفير أن "روما يمكن أن تكون أيضا شريكا متميزا للرباط في استراتيجيتها التنموية للقارة الأفريقية، حيث توجد للبلدين مصالح متقاربة ومتكاملة"، مضيفا أن "إيطاليا والمغرب لهما مصلحة كبيرة في تسريع تنفيذ شراكتهما الاستراتيجية المتعددة الأبعاد، التي ثبت أنها مفيدة ليس فقط للبلدين، ولكن أيضا لأوروبا وأفريقيا ". وسلط الدبلوماسي الضوء على خطة العمل لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين المغرب وإيطاليا، الموقعة في 5 يوليوز 2023 في روما، مؤكدا أن هذه الوثيقة تترجم إرادة المغرب وإيطاليا لتوطيد العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل والحوار والتعاون. وهي شراكة تغطي مجالات مختلفة، وتستند على "أداة طموحة ومبتكرة تفتح آفاقا جديدة للشراكة بين البلدين" التي "لا يستفيد منها المغرب وإيطاليا فحسب، بل أوروبا وإفريقيا أيضا". بالإضافة إلى ذلك، عاد يوسف بلا إلى الاتفاقيات المبرمة بين المغرب وبريطانيا من جهة، ومع إسبانيا من جهة أخرى، لبناء نفق تحت مضيق جبل طارق، مما يجعل من الممكن نقل البضائع من قارة إلى أخرى بشكل لحظي. وفي سياق آخر، أشار السفير إلى أن المملكة نجحت في بناء نموذج فعال لإدارة المياه، فريد من نوعه ويعتبر نموذجا على المستوى الدولي، باعتماد سياسة استباقية وطموحة طويلة المدى تضمن حكامة الثروة المائية. ولطالما كانت الموارد أولوية بالنسبة للمغرب الذي يظل على استعداد لتقاسم تجربته مع البلدان الأخرى، لا سيما في المغرب العربي. وقال إن المغرب، بقيادة جلالة الملك، يواصل مسيرته المتواصلة لترسيخ الديمقراطية وسيادة القانون والحريات العامة، منتهزا الفرصة لإبراز رمزية عيد العرش الذي سيحتفل به في 30 يوليوز. وأوضح أن عيد العرش يكرس أواصر الولاء الثابتة بين الشعب والعرش ويوطد وحدة الدولة المغربية، مشيرا إلى أن "هذا الاحتفال الذي يشاركنا فيه أصدقاؤنا الإيطاليون، يتيح فرصة لاستحضار روابط الصداقة والتعاون التاريخية بين المملكة المغربية والجمهورية الإيطالية والتي تعود إلى فترة الجمهوريات البحرية ودولة المرابطين". وخلص السفير الى القول إن هذه الروابط يثريها وجود جالية مغربية قوية تساهم بشكل إيجابي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد المضيف وجالية إيطالية نشطة في المغرب.