عودة موفقة لتاعرابت وحضور لافت لأبرز العناصر الأساسية «والعودُ أحمدُ» بهذا المعنى تمكن العائد إلى أحضان المنتخب الوطني عادل تاعرابت من قيادة أسود الأطلس إلى التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، بعدما سجل أحد الأهداف الثلاثة للمنتخب المغربي أمام ضيفه التنزاني، خلال المباراة التي جمعتهما أول أمس الأحد بالملعب الجديد بمراكش، برسم الجولة السادسة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، ليكمل المنتخب الوطني المنتخبات ال 16 التي ستشارك في النهائيات مطلع السنة القادمة. وعكس التوقعات فإن اللقاء شهد مشاركة نجم كوينز بارك رينجرز الإنجليزي عادل تاعرابت منذ البداية بسبب غياب مهاجم رين الفرنسي يوسف حجي لتعرضه لإصابة في الفخذ، وهو ما عاد بالنفع الكبير على المنتخب في ظل الأداء المتواضع لبعض العناصر الوطنية، إذ أظهر تاعرابت للكل أن يستطيع حمل القميص الوطني بمهاراته الفنية سواء في المراوغة أو صناعة اللعب، غير أن أكثر شيء اتضح في اللقاء أن إيريك غيريتس لم يكن مخطئا عندما قرر الصفح عن تاعرابت وإعادة أفضل محترف مغربي بأوروبا لكتيبة الأسود. الانطلاقة كانت قوية منذ البداية من الجانب المغربي، إذ شهدت الدقيقة الثانية رأسية خطرة من تاعرابت بعد أرضية من الجهة اليسرى عبر لاعب سلتيك الاسكتلندي بدر القادوري، تلتها فرصة سانحة لمهاجم أرسنال الإنجليزي مروان الشماخ، وتحصل المنتخب الوطني على ركنية بعدها (د6) إلا أنها لم تشكل أي خطورة تذكر، مع العلم أن الجهة اليسرى كانت الأنشط بفضل تحركات جناح هيرنيفين الهولندي أسامة السعيدي الذي خاض مباراته الخامسة مع الأسود. في الدقيقة العاشرة وبعد فاصل مهاري رائع من تاعرابت هيأ الأخير الكرة لعميد الأسود ولاعب فيورنتينا الإيطالي الحسين خرجة الذي سددها صاروخية، لكنها آبت أن تدخل شباك الحارس التنزاني، لتستمر بعد ذلك سلسلة الفرص الضائعة بسيطرة ميدانية وصلت إلى حدود 70%، إضافة إلى وقوع لاعبي المنتخب في مصيدة التسلل في أكثر من مناسبة، فيما اكتفى الزوار بالدفاع ولم ينجحوا في الوصول إلى مرمى الحارس الودادي نادر المياغري. وعقب تنفيذ ضربة ثابتة من الجهة اليسرى دائما أثمرت عن محاولة حقيقية للتسجيل (د14)، بعد أن ارتقى مدافع مونبولييه عبد الحميد الكوثري لها برأسية اصطدمت بالقائم، قبل أن يلعبها مدافع أودينيزي الإيطالي المهدي بنعطية بكرة خلفية لكنها كانت ضعيفة في يدي الحارس، بالإضافة إلى احتساب حكم التماس لتسلل ضد بنعطية. بعدها بست دقائق تمريرة من الساحر تاعرابت صوب السعيدي الذي لم يتردد في رفعها أرضية نحو الشماخ الذي ارتقى فوق المدافعين وأسكن الكرة الشباك برأسية لم يستطع الحارس جوما كاسيجا منعها، معلنا عن الهدف السبق لأسود الأطلس، فيما علت فرحة عارمة محيى الجماهير المغربية التي حجت بقوة لمشاهدة المباراة من عين المكان. وكانت هذه الفرحة ستتضاعف لو استغل الفنان تاعرابت فرصة سانحة بعد هدية من مروان الشماخ كانت ستمنح المنتخب فرصة تعزيز النتيجة غير أن كرته مرت محادية للمرمى (د25)، علما أن نجم كوينز بارك رينجرز كان أفضل العناصر الوطنية طيلة الشوط الأول، بعدما أخذ على عاتقه التكفل ببناء هجمات المنتخب الوطني، وكان وراء العديد من التمريرات السحرية التي لم تستغل. وبدا واضحا أن المنتخب الوطني يعتمد في طريقة لعبه على الكرات الأرضية لإيصالها لرأس الحربة الصريح الشماخ، حيث لم يقم اللاعبون بالتسديد على المرمى إلا في مناسبة واحدة عن طريق لاعب وسط مونبولييه الفرنسي يونس بلهندة (د33) بين أحضان حارس منتخب تنزانيا، قبل ان يفاجأ الجميع بهدف التعادل بتسديدة من خارج منطقة الجزاء لم يتمكن المياغري من إيقافها عبر المهاجم عبدي قاسم سادالا (د40). مباشرة بعد هذا الهدف حاول لاعبو المنتخب التقدم أكثر، وأضاع خرجة كرة مرت محاذية للمرمى عد تلقيه عرضية من أسامة السعيدي، تلتها رأسية من المتألق تاعرابت أبعدها الحار التنزاني، لتبدأ تدريجيا نسبة الاستحواذ على الكرة التراجع، ويعلن الحكم الغامبي نهاية الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة. في الشوط الثاني، دخلت العناصر الوطنية وهي تعلم بنتيجة المباراة الثانية عن ذات المجموعة بين الجزائر وضيفتها جمهورية إفريقيا الوسطى، ما أعطى نوعا من الارتياح والحماس في الآن ذاته، ولم يحسن الشماخ استغلال عرضية طويلة ورائعة من تاعرابت، واستمرت السيطرة مغربية وسط سيل من الفرص الضائعة للتسجيل وخشونة من لاعبي تنزانيا في حق أصحاب الأرض. السعيدي كان أمام بإمكانه أن يعيد التقدم لمصلحة الأسود، بعدما هيأ له الشماخ الكرة داخل مربع العمليات إلا أن تسديدته (د60) جانبت المرمى في الشباك الخارجية، وهو نفس الحال بالنسبة لتسديدة أخرى لنفس اللاعب، في الوقت التي بدأت الجماهير تطالب بالتغيير ودخول مهاجم الهلال السعودي يوسف العربي. وفي الدقيقة 69 سيتحصل لاعب أنجي الروسي مبارك بوصوفة على ضربة خطإ عقب عرقلته بالقرب من مربع العمليات، ليتكفل تاعرابت شخصيا بتنفيذ الخطإ بعدما لم تفلح أي من محاولات بوصوفة السابقة، وبرباطة جأش وثقة في النفس أسكن تاعرابت الكرة في شباك جوما كاسيجا بطريقة اللاعبين الكبار، هذا الهدف أعاد البهجة إلى الملايين من المشجعين، كما أن علامات الرضا ظهرت على الجمهور وتاعرابت لتنطوي بذلك ذكرى سيئة من ذكريات الماضي. بعد هذا الهدف مباشرة قرر غيريتس أن يستجيب لمطلب الشعب ويقحم المهاجم يوسف العربي، لكن الغريب في الأمر أن يأتي هذا التغيير على حساب نجم اللقاء عادل تاعرابت الذي تقبل قرار خروجه من الملعب برحابة صدر وسط هالة من تصفيقات الجمهور على فارس المغرب بالملاعب الإنجليزية. وتابع المنتخب الوطني تقدمه نحو الخصم بهدف زيادة الغلة التهديفية بالرغم من التراجع في أداء العناصر الوطنية بعد خروج تاعرابت، وتمكن الحارس التنزاني الذي تألق في هذه المباراة من التصدي للعديد من المحاولات، الأولى كانت عبر توغل من السعيدي لكن الحارس جوما كاسيجا تدخل وأنقذ الموقف، والثانية عبر رأسية للشماخ الذي كان متسللا إثر متابعته لعرضية من بوصوفة أبعدها الحارس بأطراف اليد إلى ركنية (د74)، مع الإشارة إلى أن حكم المقابلة لم يحتسب ضربة جزاء صحيحة للسعيدي بعد عرقلته داخل منطقة الجزاء من أحد مدافعي تنزانيا. وأجر غيريتس تغييرا ثانيا بإشراك كريم الأحمدي بديلا للسيعدي (د85)، قبل أن يترك الشماخ مكانه للاعب الوداد سعيد فتاح الذي سجل ظهوره الأول بقميص المنتخب الوطني (د89)، وفي غفلة من الدفاع التنزاني استغل بوصوفة كرة هيأها له العربي على طبق من ذهب، ليرسلها زاحفة في الجهة اليمنى من مرمى الحارس التنزاني (د91). وبعد ست دقائق من الوقت بدل الضائع التي احتسبها الحكم الغامبي كاساما باكاري بابا، أطلق الحكم صافرة النهاية معلنا عن تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كاس الأمم الإفريقية للمرة الرابعة عشر في تاريخه، بعدما حقق فوزا مهما مكنه من تصدر المجموعة الرابعة برصيد 11 نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وهزيمة، دون إغفال الدور الذي لعبه الأسود في تأهل رابع منتخب عربي (السودان) إلى النهائيات. مشوار المنتخب المغربي في التصفيات * الجولة الأولى: المغرب - إفريقيا الوسطى: 0-0 * الجولة الثانية: تنزانيا - المغرب: 1-0 هدف منير الحمداوي (د.43). * الجولة الثالثة: الجزائر - المغرب: 0-1 * الجولة الرابعة: المغرب - الجزائر: 0-4 المهدي بنعطية (د26)، مروان الشماخ (د38)، يوسف حجي (د60) وأسامة السعيدي (68). * الجولة الخامسة: إفريقيا الوسطى - المغرب: 0-0 * الجولة السادسة: المغرب - تنزانيا: 1-3 مروان الشماخ (20)، عادل تاعرابت (د 69) ومبارك بوصوفة (91). - النقاط: 11 نقطة (3 انتصارات، تعادلين وهزيمة). - عدد الأهداف المسجلة له: 8 - عدد الأهداف المسجلة عليه: 2.