بريجة يفشل في تمرير الدورة الاستثنائية والوالي يبعد ساجد عن أشغالها تفاديا للاحتقان كالعادة، تأخر انعقاد دورة مجلس مدينة الدارالبيضاء بساعتين بعد ما كان مقررا أن تنطلق أشغالها على الساعة الثالثة من زوال أول أمس الاثنين، هذا التأخير، فتح المجال لمجموعة من المنتخبين لإعادة نفس مشاهد الدورات السابقة. وتحت إيقاع المواجهة المفتوحة التي انطلقت شرارتها بالتلميحات والغمز واللمز، أعلن النائب الأول لرئيس مجلس المدينة أحمد بريجة عن انطلاق أشغال الدورة الاستثنائية. الاحتقان تبين مباشرة بعد عرض أحد المستشارين عدة نقاط أشعلت الدورة في بدايتها وبالتالي أدخلتها في لعبة تبادل الاتهامات والاستفزازات. ومند البداية، اتضح وجود تيارين داخل القاعة، الأول يطالب بحل المجلس ومحاسبة العمدة ساجد، والثاني يطالب بإحالة النقط على اللجان (المالية والتعمير) من أجل البت فيها ومناقشتها قبل عرضها في جدول أعمال الدورة. وفي حدود الساعة الخامسة، أعلن أحمد بريجة عن افتتاح أشغال الدورة، وفتح الباب أمام نقط النظام التي تجاوزت 30 نقطة، وتشابهت في شكلها وفي مضمونها. غياب ساجد عن أشغال الدورة، جاء بعد اشتراط مجموعة من المنتخبين على الوالي عدم حضوره، وذلك لمرور الدورة في أجواء عادية، لكن غياب ساجد لم ينعكس على أشغال الدورة، فالأصوات المعارضة داخل المجلس، ارتفعت للمطالبة بتحريك بعض مواد الميثاق الجماعي، وفتح تحقيق في تقرير المجلس الأعلى للحسابات. «من يحمي ساجد»، عبارة رددت لأكثر من مرة داخل القاعة، بعدما نبه بعض المنتخبين سواء المحسوبين على الأغلبية أو المعارضة، بأن هناك شخصيات نافذة في الدولة تحمي ساجد. وفي تطور غير مسبوق، خرج منتخبو الاتحاد الدستوري عن المألوف، وحملوا العمدة ساجد مسؤولية «البلوكاج» الذي وصلت إليه المدينة، وأقروا بأن حزبهم انهزم في مدينة الدارالبيضاء، ولم يستطع تسييرها تسييرا جيدا. كما اتجهت جل تدخلات المنتمين للاتحاد الدستوري، للبحث عن مخرج من الأزمة، حتى لو تطلب ذلك حل المجلس. وفي حدود الساعة التاسعة ليلا، رضخ رئيس الجلسة لمطلب التيار المنادي بالمرور للجان من أجل مناقشة نقط جدول أعمال الدورة، والوقوف على الارتباك الحاصل في صياغتها، والأرقام المعلنة فيها. وستلتئم لجنتا المالية والتعمير، يومه الأربعاء، ومن تم تحديد تاريخ جديد للشوط الثاني من الدورة الاستثنائية التي دعا إليها الوالي، وثلثا أعضاء المجلس. يشار إلى أن جدول أعمال الدورة تضمن ثماني نقاط، خصصت أربع نقاط منها لمشروع مدار سيدي معروف، فيما النقاط المتبقية خصصت للترامواي ومسرح محمد السادس.