النساء قوة فاعلة للتغيير «النساء قوة فاعلة للتغيير»، شعار اختاره المنظمون للملتقى الجهوي الأول للمساواة، الذي احتضنه، أول أمس السبت، فندق حمزة بمدينة كلميم. في مستهل هذا اللقاء، وفي كلمتها الترحيبية، تحدثت رجاء حباد، عضوة اللجنة المركزية للحزب، ومديرة معهد التكنولوجيا التطبيقية بالسمارة، عن مفهوم التنمية الشاملة، الذي، ورغم تفاوت حظ تطبيقه بين دول العالم، إلا أنه، أصبح من بين الأسس الثابتة لقياس تقدم المجتمعات، ودليلا قويا على كون التنمية تشكل مطلبا ملحا وأساسيا لكل المجتمعات المعاصرة، لما تنطوي عليه من مضامين اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية هامة، وأيضا لما ينتج عنها من نتائج حاسمة في حاضر هذه المجتمعات ومستقبلها، مضيفة أن الاهتمام بالمرأة وبدورها في تنمية المجتمع، أصبح جزءً أساسيا في التنمية ذاتها، اعتبارا لتأثيرها المباشر في الجزء الآخر، ولكون النساء يشكلن نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقاته الإنتاجية. رشيدة الطاهري، عضوة الديوان السياسي للحزب المكلفة بالقضية النسائية والمساواة ومقاربة النوع، ذكرت القاعة، التي امتلأت عن آخرها بالنساء الوادنونيات، بكون هذا اللقاء يندرج في إطار الدينامية والتعبئة اللتين دشنهما حزب التقدم والاشتراكية منذ مؤتمره الوطني الثامن، والهادف إلى خلق التواصل المستمر والتشاور وتلقي الأفكار والاقتراحات التي من شأنها إغناء الحوار والنقاش بين الحزب وجميع مكونات المجتمع. مشيرة إلى أن الحديث عن الديمقراطية والإصلاحات السياسية، لا يستقيم في غياب المرأة، ويبقى كلاما جافا وفارغا من كل مضمون، لذلك، تضيف الطاهري، فأشغال مؤتمر الحزب، ووثائقه كلها تتحدث عن الحملة التعبوية المطالبة بدستور جديد، يضمن الحقوق الكاملة للمرأة المغربية، وهذا ما حملته هذه الوثيقة المرجعية الأسمى لكل المغاربة. وذلك ما جعل الحزب يدعو الشعب المغربي إلى التصويت بنعم، اعتزازا منه بمضامين هذا الدستور ذي الصنع المحلي بامتياز، والذي وضع قطيعة مع الماضي وكرس التوجهات العامة والقاضية بإنصاف المرأة ومساواتها مع شقيقها الرجل. ولإعطاء فرصة للنقاش، والبوح بكل هموم المرأة الصحراوية، ارتأى المنظمون تقسيم المشاركات، حسب الرغبة والميول، إلى ثلاث ورشات: الأولى حول «المرأة وتدبير الشأن المحلي في ضوء الدستور الجديد»، قامت بتنشيطها الأستاذة فاطمة الشعبي، جامعية، وكاتبة أولى للفرع الإقليمي للحزب بأكادير، وعضوة اللجنة المركزية، والتي استطاعت، بفضل أسلوبها البيداغوجي وتكوينها الأكاديمي، أن تشرك وأن تفسح المجال للمرأة الصحراوية للتعبير بكل تلقائية وعفوية عما يخالجها، من أفكار وهموم، وأن تبوح بما حملت هواجسها من قضايا واهتمامات.. الورشة مست العديد من النقط من قبيل مفهوم الشأن المحلي، إقصاء المرأة من المشاركة السياسية ومن تدبير شؤون المجالس الجماعية، تأثير غياب المرأة على التقدم في الدول العربية، التذكير بجملة من العوامل والعوائق المفرملة لتقدم المرأة العربية عموما والمغربية بشكل خاص. الورشة الثانية، وكمثيلتها الأولى، تميزت بمستوى النضج المعرفي والسياسي الذي أبانت عنه المستفيدات من مختلف الأعمار واللواتي ناقشن بالصراحة المعهودة في المرأة الصحراوية موضوع «إدماج المرأة في التنمية، ...أية آليات وأية استراتيجيات؟ من تنشيط المهندسة شرفات أفيلال، عضوة الديوان السياسي، مكلفة بالبيئة والماء والطاقة والمنسقة الوطنية لقطاع المهندسين، والتي تطرقت في معرض نقاشها مع الحاضرات إلى عدد كبير من النقط ذات الصلة بموضوع الورشة كالمعيقات الأساسية للتنمية الشاملة والمندمجة، التربية والتكوين، الهشاشة والفقر في المجال الاقتصادي والاجتماعي، والعقلية الذكورية والموروث السوسيو ثقافي وكذا إقصاء المرأة من مراكز القرار، وإدماج مقاربة النوع في السياسات العمومية. الورشة الأخيرة خصصت لمناقشة المناصفة في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقامت بتنشيط فقراتها، الأستاذة رشيدة الطاهري التي استهلت عرضها بسرد كرونولوجيا تطور المشاركة السياسية للمرأة المغربية، والتي لم تلج هذا العالم إلا في بداية تسعينيات القرن الماضي، ومنذ ذالك والمرأة تتسلق الدرجات، سنة بعد أخرى، بفضل النضالات المستميتة للقوى الحية في البلاد وبفضل تضافر جهودها. الفرصة كانت مناسبة أيضا لتقريب كل المستفيدات من مضامين الدستور الجديد والذي كان أكبر منصف لشقيقة الرجل في المجتمع. جدير بالذكر، أن هذا الملتقى الأول من نوعه بجهة كلميم سمارة، اختتم بعملية توزيع البطائق على المنخرطات الجديدات في صفوف الحزب، تخللتها فقرات موسيقية لجمعية فنون، وإلقاء قصائد شعرية وزجلية، كما تم تكريم فعاليات نسائية محلية.