تعتبر الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الأستاذة في كلية الآداب «بن امسيك»، جامعة الحسن الثاني، الدارالبيضاء، فاعلة في الحياة الإعلامية والفكرية في المغرب من خلال عملها منشطة برنامج الصالون الثقافي مع الكاتب والإعلامي رشيد بوطيب، وهو البرنامج الذي تبثه قناة «الدوتشيه فيله» الألمانية بشراكة مع قناة «المغربية». لبصير حاصلة على دكتوراه الدولة في الآداب حول «السيرة الذاتية النسائية، تحليل نماذج» . لها مجموعة من المجاميع القصصية المعروفة : «رغبة فقط» و «ضفائر» و «أخاف من». وهنا بعض أجوبتها على اسئلة وجهناها اليها... حول تجربتها في مجال التنشيط التلفزيوني في المجال الثقافي ، بدءاً من سؤال أول عن كيف راودتها فكرة العمل في التلفزيون كمنشطة تلفزيونية ؟ فأجابت : «لم أكن أفكر في ارتياد هذا المجال، فدائماً أعتبر أن لهذا المجال أناسه الأكثر اختصاصاً، و لكن في أواخر السنة الماضية تم طرح الموضوع علي من طرف التلفزة المغربية، واجتزت الكاستينغ مع مرشحات أخريات وتم اختياري لأقدم برنامج «الصالون الثقافي» والذي يقدم بشراكة بين قناة المغربية وقناة الدوتشيه فيله الألمانية، وأنا أعتبرها تجربة مهمة بالنسبة الي لأنها تضيف أشياء لها علاقة بالصورة وبالتواصل مع الآخر». وعن علاقة التلفزيون بالثقافة من خلال العمل الذي تقدمه ، قالت لبصير: «تكمن أهمية برنامج «الصالون الثقافي» في كونه أولاً تحاور بين العالم العربي والعالم الأوروبي، وهو محاولة لتصحيح العديد من الأحكام المسبقة والجاهزة والتي توجه الرأي العام سواء المحلي أو العالمي تجاه استعارات ثابتة وراسخة في الزمن، في حين بناها المجتمع والظروف التي يمر منها العالم بأسره، والتي أصبح النقاش حولها ضرورياً لإضاءة الذات والآخر. فأنا أرى أن البعد الثقافي هنا رهين أيضا بظروف سياسية متلاحمة، إذ أن كل شق ينفتح على الآخر ويساعده على الظهور. ولا يقتصر هذا البرنامج على مواضيع أدبية، بل يتعداها إلى مواضيع فكرية سواء تلك التي تعيد التساؤل في تاريخ الأفكار وما قدمه من نظريات ما زالت تسائل زمننا الحديث أو ينفتح على أفكار حديثة تستدعي الوقوف عندها، ويحاول قدر الإمكان فتح باب التسامح وتقبل اختلاف الآخر، لأن العالم كله يجتاز وضعية صعبة وهو في حاجة إلى نوع من المرونة للتعايش وللقبول بالعديد من السلوكيات حتى لو كانت على عكس ما نؤمن به وهو شرط ضروري في اللحظة الراهنة». وعن البرامج التي تشاهدها في التلفزيون المغربي وتلفت انتباهها فتقول الأستاذة الجامعية التي اختارت الإعلام مجالاً ثانياً لنشاطها التعليمي الثقافي: «أنا أتتبع على الشاشة المغربية، برامج مثل «مشارف»، و «تحقيق» و «الزاوية الكبرى» و «بدون حرج» و «مختفون» و «مباشرة معكم» إلى غيرها. ولكنني أشعر دوماً بنقص في البرامج، وأحس ان لدي رغبة في برامج أخرى تمنح قيمة للثقافة في بلدنا، فنحن لدينا رصيد ثقافي كبير لا يستثمر بكل طاقاته، كما أننا نتعامل مع البرامج الفكرية وكأنها برامج خاصة لا ينبغي الاهتمام بها، في حين تشكل جزءاً كبيراً ومهماً في تطور المجتمع، بخاصة أن المجتمع الآن يتجه نحو الصورة بامتياز، وعلينا أن نمرر من خلال هذه الصورة لغة يلتقي عندها هذا المجتمع.