قالت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير إن "المجتمع الآن يتجه نحو الصورة بامتياز، وعلينا أن نمرر من خلال هذه الصورة لغة يلتقي عندها هذا المجتمع". وأضافت لطيفة لبصير الأستاذة بكلية الآداب (بن امسيك) - جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في حوار نشرته اليوم الإثنين جريدة (الحياة) اللندنية في طبعتها اللبنانية، أن "لدينا رصيدا ثقافيا كبيرا لا يستثمر بكل طاقاته". وأشارت لبصير، التي تنشط إلى جانب الكاتب والإعلامي رشيد بوطيب برنامج (الصالون الثقافي) المشترك بين القناة المغربية و"دويتشه فيله" الألمانية، إلى "أننا نتعامل مع البرامج الفكرية وكأنها برامج خاصة لا ينبغي الاهتمام بها، في حين تشكل جزءاً كبيراً ومهما في تطور المجتمع". وعن علاقة التلفزيون بالثقافة من خلال (الصالون الثقافي)، قالت إنه تحاور بين العالم العربي والعالم الأوروبي، وهو محاولة لتصحيح العديد من الأحكام المسبقة والجاهزة والتي توجه الرأي العام سواء المحلي أو العالمي تجاه استعارات ثابتة وراسخة في الزمن، في حين بناها المجتمع والظروف التي يمر منها العالم بأسره، والتي أصبح النقاش حولها ضروريا لإضاءة الذات والآخر. وأعربت الكاتبة المغربية، في هذا الحوار الذي أجراه الناقد المغربي نور الدين محقق، عن اعتقادها أن "البعد الثقافي هنا رهين أيضا بظروف سياسية متلاحمة، إذ أن كل شق ينفتح على الآخر ويساعده على الظهور". وأضافت أن هذا البرنامج "لا يقتصر على مواضيع أدبية، بل يتعداها إلى مواضيع فكرية سواء تلك التي تعيد التساؤل في تاريخ الأفكار وما قدمه من نظريات ما زالت تسائل زمننا الحديث أو ينفتح على أفكار حديثة تستدعي الوقوف عندها" واعتبرت أنه "يحاول قدر الإمكان فتح باب التسامح وتقبل اختلاف الآخر، لأن العالم كله يجتاز وضعية صعبة وهو في حاجة إلى نوع من المرونة للتعايش وللقبول بالعديد من السلوكيات حتى لو كانت على عكس ما نؤمن به وهو شرط ضروري في اللحظة الراهنة". يشار إلى أن لطيفة لبصير حاصلة على دكتوراه الدولة في الآداب حول (السيرة الذاتية النسائية، تحليل نماذج)، ومن مجاميعها القصصية (رغبة فقط) و(ضفائر) و(أخاف من).