خيمت روح أيقونة الإعلام لفلسطين شرين أبوعاقلة التي اغتالها جيش الاحتلال الصهيوني، على فعاليات اللقاء الذي نظمته سفارة دولة فلسطينبالرباط، بشراكة مع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، أول أمس السبت، بمقر السفارة، بمناسبة الذكرى 74 للنكبة المرتبطة بإعلان قيام الكيان الصهيوني على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه سنة 1948. هذا اللقاء الذي شارك فيه ممثلون عن الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية المغربية، كان مناسبة أكد خلال سفير دولة فلسطينبالرباط، جمال الشوبكي، على إدانته للجريمة النكراء التي ارتكبت باغتيال أيقونة الإعلام الفلسطيني شرين أبوعاقلة، مشددا في الوقت ذاته، على الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . وذكر جمال الشوبكي أن النكبة، كانت أكبر من زلزال مدمر، لازال الشعب الفلسطيني يعاني من تبعاته، وأن العالم حينها، لم يكتف بعدم المبالاة اتجاه مأساة الشعب الفلسطيني، بل قدم دعما بلا حدود لقيام دولة إسرائيل، وتبنى روايتها القائمة على اعتبار فلسطين صحراء بلا شعب، لشعب بلا أرض، مشيرا إلى أن مخيمات اللجوء منتشرة داخل ما تبقى من فلسطين، وفي الدول العربية المجاورة، التي وقعت اتفاقات الهدنة مع إسرائيل دون إلزامها بقرار حق العودة أو وقف التقسيم. وبحسب سفير دولة فلسطين في الرباط، فإن لاجئي الشتات بعد مرور 74 عاما على النكبة يتحرون شوقا للعودة إلى الوطن ولا زال الاحتلال الإسرائيلي يمارس عنصريته وجبروته، مؤكدا على أن النكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني مستمرة ومتواصلة، إلى اليوم، من خلال استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وهو أطول احتلال في التاريخ وآخر احتلال في العالم، وأن العدوان الإسرائيلي لازال متسمرا بجرائمه ضد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية، والمقدسات الفلسطينية سواء تعلق الأمر بالمسجد الأقصى أو بكنيسة القيامة. وأوضح جمال الشوبكي، أن الغاية من الجرائم البشعة التي يقترفها الاحتلال في مدينة القدس، هي طمس معالمها وهويتها، وتهويدها، مستدلا في ذلك بما حدث خلال شهر رمضان الأخير من اقتحامات للجيش الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداءات على المصلين من نساء وأطفال وشيوخ، مشيرا إلى أن مخططات الحكومة الإسرائيلية الفاشية والمتطرفة، فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية. فحسب رؤياهم لسنوات طويلة، فلا وجود لشعب فلسطيني لأن الكبار يموتون والصغار ينسون، وأن إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى هو الحل الوحيد، لكن الحقيقة التي يجهلها الاحتلال الإسرائيلي يضيف الدبلوماسي الفلسطيني "هي أن لا سلام مع الاحتلال والشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وأن ما جرى سنة 1947 لن يتكرر". وخلال هذا اللقاء عبر رشيد روكبان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الذي حضر نيابة عن الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، عن إدانته القوية للجريمة الشنعاء والنكراء التي ارتكبتها قوة الاحتلال الإسرائيلي والتي أودت بحياة الصحفية الفلسطينية شرين أبوعاقلة. وذكر رشيد روكبان أن تزامن تخليد الذكرى 74 للنكبة مع هذه الجريمة الشنعاء، تسائل الضمير العالمي وتسائل المنتظم الدولي المطالب بملاحقة الجناة وترتيب المسؤوليات أمام العدالة الدولية ذات الاختصاص، معربا عن امتعاضه الكبير لما اقترفته قوة الاحتلال من انتهاكات لحرمة جنازة الفقيدة شرين ابوعاقلة في واحدة من أبشع الصور التي تترجم همجية وفاشية هذا الكيان الغاصب. من جانب آخر، ذكر عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، بالزيارة التي قام وفد من قيادة الحزب برئاسة الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، إلى فلسطين، والوقوف عن قرب على حجم معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدا على أن من رأى ليس كمن سمع، ومشيرا إلى أن تلك الزيارة مكنت قيادة حزب التقدم والاشتراكية من الوقوف على الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل، جراء الاعتداءات اليومية التي يقترفها الكيان الإسرائيلي في حق النساء والأطفال والشيوخ. وجدد رشيد روكبان التأكيد على مواقف حزب التقدم والاشتراكية الداعمة للقضية الفلسطينية، معربا عن استعداده لمواصلة الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية التي يعتبرها، منذ عقود من الزمن، قضية وطنية. من جانبه، قال محمد بنجلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني "إن النكبات بالنسبة للشعب الفلسطيني تشكل ثبات نحو طريق الوصول إلى حل لقضيته العادلة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف" مشيرا إلى أن آلاف الشهداء والأسرى لا يزيدون الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على مواصلة الكفاح من أجل تحقيق النصر وعودة اللاجئين المهجرين قسرا من أراضيهم. وذكر نبجلون الأندلسي أن الجرائم التي يقترفها الاحتلال، لا تورط إسرائيل وحدها، بل تورط كل من يساندها، مجددا إدانة الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني لجريمة الاغتيال التي راحت ضحيتها الإعلامية الفلسطينية شرين أبوعاقلة. يشار إلى أن الفلسطينيين والعالم يخلدون الذكرى 74 لاحتلال فلسطين من طرف الكيان الصهيوني وما خلفه من تهجير قسرى للشعب الفلسطيني. وأن إحياء هذه المناسبة يتم هذه السنة ايضا في ظل تمادي الكيان الصهيوني في جرائمه وارهابه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وآخرها اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة.