أطلع سفير دولة فلسطين بالرباط جمال الشوبكي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنبعد الله، على آخر التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، وذلك في لقاء جمع الطرفين، أول أمس الأربعاء، بالمقر الوطني لحزب الكتاب بالرباط. وأوضح جمال الشوبكي، في تصريح لجريدتي “بيان اليوم” و”البيان” أن اللقاء مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تناول مختلف المستجدات والتطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، خاصة في هذه المرحلة التي قال إنها “أصعب مراحل كفاح ونضال الشعب الفلسطيني من أجل حقه في الحرية والكرامة”. وتكمن صعوبة هذه المرحلة، وفق الدبلوماسي الفلسطيني، في ما بات يعرف ب”صفقة القرن” والمتمثلة في القرار الأمريكي القاضي بتصفية القضية الفلسطينية، تحت عنوان هذه الصفقة، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية مدعومة بعمقها العربي والإسلامي والإنساني الدولي، أعلنت صراحة رفضها لهذه الصفقة، وبناء على ذلك، يضيف جمال الشوبكي، هناك استمرار للإجراءات الأمريكية ضد الفلسطينيين، بدأ بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل سفارة أمريكا إلى القدس وإغلاق مكتب منظمة التحرير ودولة فلسطين في واشنطن إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات المالية الرامية إلى تشديد الخناق على كفاح الشعب الفلسطيني. ومن بين القرارات التي اتخذتها أمريكا ضد الشعب الفلسطيني، أورد الشوبكي، في التصريح ذاته، قرار الكونغرس الأمريكي الذي يقضي بمعاقبة كل من يقاطع إسرائيل، وهذا أمر، بحسب سفير دولة فلسطين، مخالف حتى للقانون الأمريكي، بالإضافة إلى القرار الذي يمنح الحق لكل أمريكي تعرض للإرهاب في العالم، أن يقاضي الجهات التي تتلقى الدعم المالي الأمريكي، ما يعني، بحسب جمال الشوبكي، أن أي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية سيرفع دعوى ضد الفلسطينيين إذا ألقيت عليه حجارة وهو يبني مستوطنة على الأرض الفلسطينية المصادرة، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني ومنظماته المدنية، قرر رفض أي دعم مالي أمريكي. وأوضح السفير لقيادة حزب التقدم والاشتراكية، أن القضية الفلسطينية تعيش على إيقاع الانتخابات الإسرائيلية، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من المزايدات الإسرائيلية، و الأحزاب تتسابق فيما بينها في إيقاع الأذى والعدوان على الشعب الفلسطيني من أجل كسب أصوات اليمين، وبالتالي فهذه المرحلة، يضيف الدبلوماسي الفلسطيني، هي مرحلة مزايدات على الشعب الفلسطيني، حيث اعتداء الجيش الإسرائيلي بشكل يومي، ومصادر الأراضي وتوسيع الاستيطان ومواصلة تهويد القدس. لكل هذا، يضيف جمال الشوبكي، فإن القيادة الوطنية الفلسطينية قررت تشكيل حكومة حزبية جديدة من أجل أن تعيد الأمور إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي قادت كفاح الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن تشكيل حكومة حزبية يأتي أيضا، من أجل مواجهة السياسات العدوانية خلال المرحلة المقبلة التي هي من أخطر المراحل التي عاشتها القضية الفلسطينية. إلى ذلك، وجه جمال الشوبكي الدعوة إلى قيادة حزب التقدم والاشتراكية لزيارة الأراضي الفلسطينية من جديد، للاطلاع عن كثب على كل ما يجري على الأرض من سياسات عدوانية إسرائيلية. من جانبه أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله الذي كان مرفوقا بعضوي الديوان السياسي خالد الناصري وسعيد الفكاك، على أن اللقاء بسفير دولة فلسطين جمال الشوبكي كان مناسبة للاطلاع على آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني سواء داخليا أو خارجيا من خلال التعامل السلبي لعدد من القوى الأجنبية مع القضية الفلسطينية، أو من خلال الاعتداءات اليومية التي يقترفها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح محمد نبيل بنعبد الله، أن اللقاء كان أيضا مناسبة لتجديد التأكيد على مواقف حزب التقدم والاشتراكية الداعمة للقضية الفلسطينية، معربا عن استعداده لمواصل الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية التي يعتبرها، منذ عقود من الزمن، قضية وطنية، مشيرا إلى أن المباحثات مع سفير دولة فلسطين ركزت، أيضا، على كيفية تجسيد هذا الدعم وهذا التضامن سواء من خلال القيام مجددا بزيارة للأراضي الفلسطينية وإلى السلطة الوطنية الفلسطينية، “كما سبق وفعلنا ذلك، حيث كنا أول حزب سياسي مغربي يزور فلسطين سنة 2013″، يقول الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية. كما أعرب بنعبد الله عن استعداده، أيضا، لمواصلة الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال تحريك القضية مجددا على الساحة الوطنية المغربية بشكل مباشر كحزب، لكن أيضا من داخل الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني التي يعتبر حزب الكتاب، جزء منها، والتي هي في أمس الحاجة لإحياء عملها. أو من خلال واجهة ثالثة، وهي كل ما يمكن أن يقدمه الحزب من دعم من خلال حضوره الدولي سواء على الساحة الأوروبية، أو على الساحة الإفريقية، وكذا في باقي الساحات العالمية، من أجل التعبير الدائم عن انتظارات وتطلعات الشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. محمد حجيوي