شارك مئات الآلاف، اليوم الأحد بالرباط، في المسيرة الوطنية التضامنية مع الشعب الفلسطيني تنديدا بقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بحسب المنظمين. وتأتي هذه المسيرة، التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، من أجل التأكيد على الموقف الثابت للشعب المغربي بكافة مكوناته السياسية والنقابية والجمعوية والحقوقية الداعم للشعب الفلسطيني. وقال خالد السفياني، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المسيرة الحاشدة للشعب المغربي جاءت للتأكيد على أن "القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال"، وأن شعوب الأمة العربية والإسلامية قاطبة تقف إلى جانب الفلسطينيين في انتفاضتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر السفياني "أن شعوب العالم بأجمعه أهينت جراء قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل"، مشددا على أنه " لا يمكن السماح بالمس بالقدس". وبعد أن أشار السفياني إلى أن مسيرات واحتجاجات مماثلة نظمت بمختلف القرى والمدن المغربية، أكد أن مسيرة الشعب المغربي الحاشدة بالرباط تأتي للتعبير من جديد عن الموقف الثابت للمغاربة من مختلف الأطياف تجاه القضية الفلسطينية، معبرا عن يقينه بأن "الشعب الفلسطيني الجبار سيحقق الانتصار للقدس الشريف الذي له مكانه خاصة في قلوب وجوارح أبناء الأمة العربية والإسلامية". بدوره ، قال محمد بن جلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في تصريح مماثل، إن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل " أدى إلى تجميد كل الخطوات الإيجابية لإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس". واعتبر بن جلون الأندلسي، في هذا السياق، أن الإدارة الأمريكية تهدف من خلال هذا القرار إلى محاباة إسرائيل ولا تكترث لمصير الفلسطينيين، مشيرا إلى أن المغاربة يوجهون من خلال مسيرة اليوم نداء للعالم من أجل نصرة القضية الفلسطينية. أما السفير الفلسطيني بالرباط جمال الشوبكي فأكد، في تصريح مماثل، أن "مسيرة الشعب المغربي الشقيق تأتي لتقول لا للقرار الأمريكي الظالم، نعم لاستقلال القدس ولتكون عاصمة للدولة الفلسطينية، وكذا للتعبير عن الاستعداد للدفاع عن المقدسات ووقف هذا الظلم الجائر على الشعب الفلسطيني". وأضاف الشوبكي أن كافة الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني بالمغرب "خرجت اليوم لتقول كلمتها"، منوها بالموقف الذي عبر عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الرسالتين اللتين بعثهما إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذا إلى الأمين العام للأمم المتحدة". من جهته، قال الأستاذ مصطفى السايح، نقيب هيئة المحامين بالرباط، إن "قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدسالمحتلة مستفز للشعور العربي والإسلامي، ووقوفنا اليوم، نحن هيئات المحامين، جاء لاستنكار هذا القرار". وردد المشاركون في المسيرة، الذين رفعوا العلمين المغربي والفلسطيني، شعارات تستنكر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلده إلى القدس الشريف، وتحذر من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم برمته. كما صدحت حناجر المشاركين من مختلف الفئات العمرية، الذين احتشدوا منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، بأناشيد الغضب والاستنكار للقرار الأمريكي لما سيخلفه من تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية، مجددين التأكيد على الموقف الثابت واللامشروط للشعب المغربي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية. ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات وشعارات من قبيل "القدس عاصمة فلسطين الأبدية" و"مسيرة شعبية رافضة للقرارات الظالمة" و"الشعب المغربي يتضامن مع القدسوفلسطين ويرفض القرارات الأمريكية"، و"فلسطين عربية.. فلسطين أرض حرة".