عشاق «نايضة» وجدوا ضالتهم لدى الفنان الشاب حاتم عمور، الذي أحيى السهرة الموسيقية لليلة أول أمس الخميس بمنصة ابن مسيك، في إطار أنشطة الدورة السابعة لمهرجان الدارالبيضاء، التي من المقرر أن تختتم مساء اليوم. استهل حفل هذه السهرة، التي شاركت فيها كذلك المطربة ذات الصوت القوي ليلى الكوشي، بأداء ألوان موسيقية غير مصحوبة بالغناء، من طرف فرقة سعيد العلوي، التي تتألف من أساتذة المعهد الموسيقي بالدارالبيضاء، ومن بين المقطوعات الموسيقية التي شدت إليها انتباه الجماهير، وتفاعل معها أيما تفاعل، تلك التي تحمل عنوان «رقصة الأطلس» والتي ألفها الموسيقار الراحل عبدالقادر الراشدي، وقد كان حضور آلة القانون في هذه المقطوعة قويا، إلى جانب طبعا آلات الكمان. ومنذ الوهلة الأولى التي ظهر فيها المطرب حاتم عمور، اشتد الحماس إلى الرقص والحركة والغناء في صفوف الجماهير، الذين كان من حظ البعض منهم، متابعة الحفل على مقربة من المنصة، دون حواجز، ولأجل مساعدة من يتعذر عليه مشاهدة العرض عن بعد، تم نصب شاشتين كبيرتين، لتقريب الصورة أكثر، وفي هذا السياق لا ينبغي إغفال الإشارة إلى جودة الإضاءة والصوت، وقد تحقق ذلك بفضل الاعتماد على مهندسين متخصصين. أدى المطرب حاتم عمور مختارات متنوعة من الأغاني الشعبية والعصرية، منها ما ينتمي إلى ذخيرته الغنائية الخاصة، ومنها ما هو مستقى من التراث الشعبي. وقد كان موفقا إلى حد بعد، في التحرك فوق الخشبة والتجاوب مع الجمهور، بدون إحساس بالارتباك؛ فمن وقت إلى آخر، كان يقطع مختاراته الغنائية ويخاطب الجمهور الذي كان متألفا في معظمه من الشباب والأطفال، على اعتبار أن هذه التظاهرة الفنية تزامنت مع نهاية الموسم الدراسي والإعلان عن النتائج، كان عمور يخاطب الجمهور بواسطة عبارات جد مقتضبة وإيماءات بيديه، محفزا له على مشاركته الغناء والرقص، عبارات من قبيل: «فور» أي بقوة أكثر، أو «تو لموند» أي الجميع معا،أو بكل بساطة»أيوة»، ثم «ديما نايضة» التي اقتحمت القاموس اللغوي الشعبي وباتت جد مفهومة ومتداولة،وأحيانا كان يستخدم عبارة فصيحة، من قبيل»كل شيء معنا»، هكذا يتبين من خلال هذه التعابير المختلفة والمتعددة، أن صاحب «بنت بلادي» كان يسعى إلى التواصل مع جميع الفئات الحاضرة، على اختلاف أعمارها ومستوياتها الثقافية. وقد غلب على مختلف المختارات الغنائية التي قام بأدائها، الطابع العاطفي، حيث المعاناة من الفراق، يقول في مطلع الأغنية، وهي من ربرتواره الخاص:»سألتك ما نطقت بجواب..وأنا قلبي ذاب..مالي آش طرا لي.مشيتي وزاد هبالي..». لكن الأغنية الوطنية، هي الأخرى كانت حاضرة، في مختارات عمور، حيث أطرب الجمهور بأداة أغنية «يا وطني يا حبيب. حتى نارك جنة..»، أو «مغاربة اللي بغا يكون يكون..حبي لكم مجنون..»، واللافت في هذه السهرة، هو حرص المطرب الشاب على استحضار النتائج الأخيرة للمنتخب المغربي لكرة القدم، سعيا منه إلى رفع درجة حماس الجماهير. وشاركت في هذه السهرة بعد ذلك، المطربة ليلى الكوشي، التي ظهرت في فستان أثار إعجاب المتفرجين، حيث طفقوا يهتفون ويصفقون، ورددت مجموعة من أغانيها الخاصة، منها «ما أحلى ذاك الزين»، المطبوع ببعض إيقاعات التراث الموسيقي الإسباني، ثم توجهت بخطابها إلى الجمهور قائلة إنها ستقوم بأداء أغنية عزيزة لدى «قلوب المغاربة كاملين»، وبمجرد أن شرعت الآلات الموسيقية توقع الإيقاعات الخاصة بهذه الأغنية، فطنت فئة عريضة من المتفرجين إلى الأغنية المقصودة، ورددوا رفقة الكوشي: «يا ولدي يا حبيبي. رد بالك.. هذي بلادك..رانت محسود عليها..»، وفي تلك الأثناء تسلمت المطربة العلم الوطني، وواصلت أداء مقاطع الأغنية، بالإضافة إلى مختارات أخرى متنوعة تجاوب معها الجمهور أيما تجاوب.