اختتام رحلة حول العالم في تسعة أيام تألقت النجمة شاكيرا «كعادتها» في حفلها الذي أحيته مساء السبت الماضي بحلبة السويسي إيذانا بانتهاء الدورة العاشرة لمهرجان «موازين» - إيقاعات العالم، أكبر مهرجان موسيقي في إفريقيا والعالم العربي. وحرصت شاكيرا خلال الحفل الذي استقطب عشرات الآلآف من الشباب المغربي، على الحديث مع الجمهور أثناء الفواصل بين أغنياتها، وقد عبرت عن سعادتها الكبيرة بالتواجد بالمهرجان. وفي منتصف الحفل، توقفت شاكيرا عن الغناء وتوجهت للسيدات فقط، داعية إياهن مشاركتها الرقص على الخشبة ملحة أن دعوتها تخص السيدات فقط. وصعدت ثلاث فتيات على المسرح، لتقوم شاكيرا بتعليمهن رقصتها الشهيرة، على أنغام أغنيتها Whenever Wherever. قبل أن يسدل الستار على الدورة العاشرة لمهرجان موازين، وقبل أن تنطفئ الأضواء، وتخفت الإيقاعات الموسيقية، وينصرف الجمهور كل إلى وجهته، عاشت الرباط العاصمة على إيقاع المتعة والتبادل الثقافي والفني في دورة كانت حافلة بالمفاجآت والفقرات الفنية الرائعة، استمرت من 20 إلى 28 ماي الجاري، وشهدت مشاركة عشرات من نجوم الأغنية المغربية وأسماء وازنة في سماء الموسيقى العالمية. ومعلوم أن الدورة العاشرة تميزت بالتنظيم المحكم كما جرت العادة بذلك كل سنة، ومرت في ظروف أمنية جيدة، إذ لم يتم تسجيل أدنى حادث يذكر على الرغم من الاكتظاظ الشديد الذي عرفته مختلف المنصات الموزعة على جميع أنحاء الرباط والناتج عن تقاطر الآلاف من عشاق الموسيقى وأصدقاء المهرجان، وكان كل هذا كفيلا بدحض كل الإشاعات التي كان يطلقها بعض المغرضين، وأخرست أصواتهم التي كانت تدعو لمنع هذه التظاهرة عن غير وعي بقيمتها الكبيرة التي صارت مع توالي السنوات مكسبا مهما للمغرب والمغاربة. وأكد المسؤولون عن التنظيم أن دورة هذه السنة استقطبت جمهورا قدر ب 2 230 000 متفرجا، على عكس التوقعات التي تنبأت بأقل من هذا العدد بسبب دعوات المقاطعة المتكررة لحركة 20 فبراير. ولا يمكن أن تمر الدورة دون أن تتم الإشارة إلى الحفل الموسيقي الذي نظمته «جمعية مغرب الثقافات» يوم أمس الأحد بحلبة السباقات الدولية بمراكش تكريما لأرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع بمقهى أركانة بمراكش يوم 28 أبريل الماضي ومساندة لعائلاتهم. كما أشرفت الجمعية حاليا على مشروع أغنية تحمل عنوان (غدا) يتغنى فيها نجوم مغاربة وعرب بالسلام والمحبة والتضامن من أجل عالم أفضل. المشروع الذي يقف وراءه كل من المنتج الأمريكي كوينسي جونز والمنتج المغربي رضوان، تم تصويره بالموقع الأثري شالة. شاكيرا تتألق كان موعد جمهور المهرجان مع الفنانة الكولومبية، اللبنانية الأصل، شاكيرا وهي تحيي حفلا فنيا في المغرب لأول مرة، حيث أدت بمنصة السويسي عددا من الأغاني خاصة « نوتينك إيلز ماتير» للفرقة الأمريكية «ميتاليكا». وكانت أقوى لحظات هذا الحفل الاستثنائي عندما أدت شاكيرا أغنية «واكا واكا» التي زادت من شهرة وتألق هذه الفنانة، وهي الأغنية الرسمية لكأس العالم في كرة القدم بجنوب إفريقيا. وبحرفية وتقنية عالية وحضور متميز فوق الخشبة، التي هيئت خصيصا لتلائم عروضها التي تجمع بين الإيقاعات الموسيقية والحركات الجسدية، أدت شاكيرا أيضا أغاني «وين إيفر» و «مي هيبس دونت لاي» و»لوكا لوكا»، وكذا «أوخوس أسي» المستلهمة من الإيقاعات الشرقية. وعن غنائها لأول مرة في المغرب، قالت شاكيرا، خلال ندوة صحفية عقدتها قبل الحفل بالصخيرات إن «المغرب بلد جميل يتميز بثقافته الغنية والمتعددة»، مشيرة إلى أنها تكن تقديرا كبيرا للمرأة المغربية. واعتبرت شاكيرا، التي حازت على عدد من الجوائز العالمية كجائزة (جرامي) التي حصلت عليها مرتين، أن مهرجان موازين - إيقاعات العالم «تظاهرة كبيرة تتميز بمشاركة فنانين كبار». وعن علاقتها بالموسيقى العربية، قالت إن هذه الأخيرة حاضرة بقوة في أعمالها، وهي مصدر إلهام لها خاصة موسيقى المطربتين اللبنانية فيروز والمصرية الراحلة أم كلثوم، معبرة عن استعدادها لإنجاز أعمال إبداعية مع الفنانين العرب. وبعد أن ذكرت بتجربة أدائها للأغنية الرسمية لبطولة كأس العالم في كرة القدم بجنوب إفريقيا، التي وصفتها ب`»الهامة»، أبرزت شاكيرا أنها متشبعة بالثقافة الإفريقية التي لها حضور قوي في بلدها كولومبيا. و عبرت عن التزامها بخدمة قضايا القارة السمراء من خلال موسيقاها، قائلة إن الثقافة الإفريقية أغنت تجربتها الفنية. حفلات الختام وقد تميزت السهرة الختامية للدورة العاشرة لمهرجان موازين أيضا بتنظيم حفلات غنائية مغربية وعربية ودولية. إذ كان الجمهور على موعد مع حفلات بمختلف فضاءات المهرجان، حيث احتضنت منصة مدينة سلا سهرة «الموجة»، الخاصة بإبراز الإبداعات الشبابية، شارك فيها 12 مجموعة موسيقية وفنان. وبمنصة أبي رقراق، أحيى الفنان الغيني موري كونتي، الذي جسد بعزفه على آلة «الكورا» (عبارة عن قيثارة -عود) عمق وأصالة التراث الموسيقي بالقارة السمراء. وغنى موري كانتي، الذي يعتبر وريث تقاليد «دجيلي» بموندي، خلال هذه الأمسية الفنية الإفريقية بامتياز، مجموعة من أجمل إبداعاته ك»ديزول» و»ولونييا» و»موكو» و»كينكان» و»سابو» و»دياناكو»، ثم أغنية «يكي يكي» التي حققت نجاحا باهرا عبر العالم. وبفضاء حي النهضة أحيى الفنان المصري عمرو دياب حفلا فنيا ساهرا استقطب جمهورا من عشاق لونه الموسيقي، أدى خلاله عدة أغاني من ريبيرتواره، من قبيل «عمري» و «أنا ليك». فيما كانت سهرة منصة المنزه مغربية أحيتها مجموعتي «رباب فوزيون» و»جوالة فوزيون». وعلى غرار الحفل الختامي، تميز حفل افتتاح فقرات الدورة العاشرة لهذه التظاهرة الفنية العالمية، التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وطنيا ودوليا، بتكريم الفنانين الأمريكي كوينسي جونز والمغربي عبد الوهاب الدكالي. موعد النجوم وقد التأم عمالقة النجوم العالميين والمغاربة والعرب في الدورة العاشرة لموازين-إيقاعات العالم، إذ أضاء هؤلاء منصات حي النهضة والسويسي والمنزه وسلا وأبي رقراق وشالة والمسرح الوطني محمد الخامس ودار الفنون والمنزه، طيلة تسعة أيام من الفن والموسيقى التي لبت أذواق متنوعة. ومن هؤلاء النجوم يوسف إسلام وعبد الوهاب الدكالي، و جو كوكر، وكوينسي جونز، وليونيل ريتشي، وروجر هودسون، وإيدير، و كاظم الساهر، وميادة الحناوي، وحسين الجسمي، وصابر الرباعي، وأسماء المنور وحياة الإدريسي، وزهرة هندي، وجنات والمجموعة الهندية «بهاراتي». من جانب آخر تجاوزت مشاركة الفنانين المغاربة في هذه التظاهرة نسبة 50 في المائة، إذ تميزت منصة سلا مثلا، التي استضافت طيلة أيام المهرجان ألمع أسماء الساحة الموسيقية والغنائية الوطنية، بالتنوع الموسيقي والفني، فكل الألوان الموسيقية المغربية حاضرة، من الحساني، والأمازيغي، بلهجاته الثلاث، وموسيقى كناوية، وطرب شعبي، وطرب الآلة، و موسيقى عصرية، وأناشيد صوفية، إلى جانب الموسيقى الشبابية والشباب خريجي ستار أكاديمي، فضلا عن نجوم الأغنية المغربية كلطيفة رأفت ونعمان لحلو، والأستاذ عبد الوهاب الدكالي الذي بدا متألقا أنيقا كعادته ومعانقا لعوده وفقد كانت له مشاركة استثنائية بكل المقاييس اتحف خلالها جمهوره بأداء أغاني جديدة يغنيها لأول مرة . وقد غنى الدكالي وعلى شاكلة أغنيته الذائعة الصيت «مرسول الحب» أغنية اختار لها عميد الأغنية المغربية اسم «مرسال الحب». كما فاجأ الدكالي جمهوره بحيويته وهو يتابع كل تفاصيل ألحانه مع مايسترو أوركسترا الركراكي، التي رافقته في الحفل، بأغنية حرص على أدائها رغم أنه لم يحفظ بعد كل كلماتها وسماها ب «حربيش» التي تميزت بإيقاع سريع، أثبت فيها الدكالي أنه مطرب كل الأجيال. وفضلا عن هذه المفاجآت أدى الدكالي وبعد إلحاح الجمهور باقة من روائعه من قبيل «حجبوك العدا»، و»لهلا يزيد كثر»، و»مرسول الحب»، و»سوق البشرية» و «مونبارناس» . أما بخصوص المشاركة العربية حرص الفنان الإماراتي حسين الجسمي، الذي شارك في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان موازين إيقاعات العالم، على أن يقدم تحية خاصة للمغرب بأدائه أغنية «ما تقيسش بلادي». «بلادي الجميلة، بلادي الأصيلة، بلاد السلام، بلاد المسيرة ...» كلمات أبدع في أدائها الجسمي أمام جمهور منصة حي النهضة، سمفونية موسيقية وقع الحضور أسيرا لسحرها، وكانت شهادة على عشق الجمهور المغربي الذواق والسميع للطرب الراقي. وقدم الجسمي، في هذه الليلة المطيرة التي تتبعها جمهور غفير، باقة من أشهر أغانيه ك`»ستة الصبح» و»ما يسوى» و»بودعك» و»الحريم» و»أنت كافى»، و»بحبك وحشتيني» التي كان لها وقع كبير على الجمهور، الذي رددها مع الجسمي. وفاجأ الجسمي الجمهور بأدائه رفقة الفنان المغربي عبد الرحيم الصويري لمقطوعات من ريبيرتوار الفنانة المغربية نجاة عتابو. وأحيى الفنان المصري عمرو دياب حفلا فنيا ساهرا استقطب جمهورا من عشاق لونه الموسيقي، أدى خلاله عدة أغاني من ريبيرتواره، من قبيل «عمري» و «أنا ليك». وعزف الفنان العراقي نصير شمة مساء اليوم السبت، في إطار مشاركته في الأمسية الأخيرة للدورة العاشرة لمهرجان موازين - إيقاعات العالم ، مقطوعات من ريبيرتواره الفني، بالموقع الأثري شالة، منها اثنتان أهداهما خصيصا لموازين. وقال الفنان العراقي، إنه استوحى أحد هذه الألحان وهو يتجول بأزقة مدينة الرباط لذلك سماها «التجوال بالرباط» تكريما لعاصمة المغرب . بالنسبة للمشاركة العالمية وفضلا عن مشاركة كل من كوينسي جونز وشاكيرا، ليونيل ريتشي والعديد من الأسماء الكبيرة في سماء الموسيقى العالمية، شهدت الدورة العاشرة مشاركة الفنان البريطاني جو كوكر الذي تربع على عرش الشهرة منذ مهرجان وودستوك نهايات ستينيات القرن الماضي، والى الآن. وأوضح كوكر، ظاهرة فن البوب وأحد ألمع نجوم هذا اللون الغنائي، في لقاء مع الصحافة بفيلا الفنون بالرباط، أنه سبق له أن زار في سيتينيات القرن الماضي المغرب حيث مكث عدة أيام، ومن تم راوده حلم العودة إليه، وهاهو حلمه يتحقق اليوم، من خلال الحفل الذي أحياه بمنصة السويسي. واسترسل جو كوكر في بوحه، قائلا إنه يعشق أغاني بوب ديلان إضافة إلى موسيقى ال` «بوب-روك» ذات روح موسيقى «السول» و»البلوز» شديدة التأثير، والتي قدم منها أمس بعض الخالدات ك»ويد ألليتل هيلب فروم مايفريند» و»وي آر دو وورلد» و»يوآر سو بيوتيفول» و»كيت أون»، لجمهور حج للاستمتاع بأداءه الرائع رغم الطقس المطير. وكوكر، الذي بدأ الغناء في سن مبكرة، يتميز بصوته العميق وطريقته في الأداء، وأيضا بإلمامه بالموسيقات الجديدة، ويؤكد على أن الموسيقى هي قبل كل شيء فن وإحساس وإبداع أكثر منه صناعة، مشيرا إلى أنه يحرص في أعماله على خلق نوع من التلاقح بين الإيقاعات الموسيقية. فلا غرو أن يصبح هذا الفنان البريطاني واحداً من الأساطير الحية التي ميزت موسيقى هذا العصر، باستخدامه صوته القوي والتحكم فيه بالكثير من العشق والدقة والإبداع، وطريقته الخالدة في تقليد حركات عازفي القيثارة والغناء مثلهم، والتي ما زالت تشد حتى اليوم الكثيرين. موازين الموازي «لا يقتصر مهرجان موازين-إيقاعات العالم على الموسيقى فقط ولكنه يتضمن أجناسا أخرى من الفنون» بهذه العبارات تم تقديم المعرض الفوتوغرافي الذي يقيمه حاليا المصور المغربي فؤاد معزوز، والذي يتوخى «التوثيق لموازين بالصورة» من خلال التأريخ لحضور أسماء لامعة لمبدعين مغاربة وأجانب في الدورة السابقة لمهرجان موازين (ماي 2010). ومن بين الفنانين الذين التقطت عدسة المصور الفوتوغرافي المغربي صورا لهم هناك عبد الهادي بلخياط وماجدة الرومي، وكستينغ، وبيبي كينغ، وكارلوس سانتانا، وخوليو إغليسياس. ولم يلتقط معزوز فقط صور النجوم، بل أيضا صورا للجمهور بمختلف منصات العرض، كما اختار التأريخ للحظات من أجواء هذه التظاهرة الفنية. واختار الفنان أن تكون صوره المقدمة في هذا المعرض، باللونين الأبيض والأسود. وسبق لهذا الفنان المغربي الشاب، الذي يرجع الفضل في عشقه للصورة إلى والدته وإلى أستاذه المصور الفوتوغرافي محمد مالي، أن أقام عدة معارض بمدن عالمية كباريس ونيويورك وبرلين، وبرشلونة، وباماكو، والإسكندرية، سانتياغو، وروما وبروكسيل.