الأقاليم الجنوبية للمملكة تسجل أعلى نسبة في المشاركة في الاستفتاء على الدستور كان لدسترة الجهوية المتقدمة، وإدراج الحسانية كمكون من مكونات الهوية المغربية، وقعها على الساكنة الصحراوية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، الذين أثبتوا مرة أخرى انخراطهم الفعلي في بناء المسار الديمقراطي ببلادنا، ضدا على كل من حاول الارتزاق بأسمائهم سواء في الداخل أو في مخيمات تندوف. لقد عبر الصحراويون المغاربة، من خلال إقبالهم المكثف على صناديق الاقتراع ليوم الجمعة الماضي، للاستفتاء على الدستور الجديد، عن مشاركتهم في صناعة التاريخ المغربي إلى جانب إخوانهم من المواطنين والمواطنات في شتى ربوع المملكة. فقد سجلت الأقاليم الجنوبية للمملكة، أعلى نسبة في التصويت على الدستور الجديد، حيث بلغت في مجموع الجهات الثلاثة، حسب النتائج الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية، أكثر من 90% كأعلى نسبة مشاركة على الصعيد الوطني، وسجل بجهة واد الذهب الكويرة نسبة مشاركة تصل إلى 92،19% من مجموع الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية، وبجهة كلميمالسمارة بلغت نسبة المشاركة 86،76%، وسجل بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء نسبة مشاركة تصل إلى 84،5%. هذه النسبة المرتفعة في المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني لم تكن الأولى من نوعها بالنسبة لأقاليمنا الجنوبية، فقد سجلت بهذه الأقاليم، نسب مرتفعة في المشاركة خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة سواء تعلق الأمر بالانتخابات الجماعية أو الانتخابات التشريعية، وفي ذلك، حسب العديد من المتتبعين، إشارة قوية موجهة لأعداء الوحدة الترابية للمغرب في الداخل والخارج، مفادها أن الصحراويين يقررون مصيرهم بأيديهم ولا حق لأحد أن يستمر في فرض الوصاية عليهم، والتحدث باسمهم. وقد عبر العديد من سكان المناطق الجنوبية، لمختلف وسائل الإعلام الوطنية، على أن نسبة المشاركة المرتفعة، هي نتاج قناعة مزدوجة، تربط بين إيمانهم بأن الدستور الجديد يحمل مقومات الدولة الديمقراطية الحديثة، التي تستجيب لتطلعات الشعب المغربي بهويته المتعددة والمتنوعة، في إطار وحدة وطنية غير قابلة للتجزيء، والرد الواضح على خصوم الوحدة الوطنية الذين يركبون على هذه المناسبات من أجل ترويج مغالطات تشكك في تمسكهم بالثوابت الوطنية وبوحدة الدولة المغربية. كما أن نسبة المشاركة المرتفعة في جهة مراكشالحوز التي بلغت نسبة 80،80% ، تؤشر على أن ساكنة الجهة ردت بالواضح على العمل الإرهابي الشنيع الذي ضرب مقهى أركانة بمراكش وخلف العديد من الضحايا، واعتباره حادثا معزولا لا يقوى على تثبيط عزائم مواطني ومواطنات هذه الجهة الذين أقبلوا بكثافة على صناديق الاقتراع من أجل التأشير على دستور يجعل من الانفتاح والسلم والتعايش إحدى مقوماته الأساسية التي يتأسس عليها المجتمع المغربي. إلى ذلك، احتلت جهة الحسيمة تاونات الرتبة الثانية من حيث نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور، بعد الأقاليم الجنوبية للمملكة بنسبة 81.10 %، وبلغت هذه النسبة بجهة دكالة عبدة 80،6%، وفي جهة تادلة أزيلال بلغت نسبة المشاركة في استفتاء الجمعة الماضي 79،85%، وبجهة الشاوية ورديغة 77،67%، وفي جهة فاس بولمان 76،31% متبوعة بجهة مكناس تافيلالت بنسبة 74،60%. وسجلت نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد بجهة سوس ماسة درعة 74،51%، تليها جهة الغرب الشراردة بني أحسن بنسبة 74،26% ثم جهة الرباطسلا زمور زعير بنسبة 72،39% متبوعة بجهة طنجة تطوان بنسبة 71،50%، ثم الجهة الشرقية بنسبة 63،99%، في حين لم تتجاوز نسبة المشاركة بجهة الدارالبيضاء الكبرى نسبة 57،17%.