أكد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أنه لا يمكن لاتحاد المغرب العربي أن يضطلع بدور قوي وفعال في إطار الشراكة الأورومتوسطية في ظل الوضع الذي يوجد عليه حاليا. ------------------------------------------------------------------------ وقال الوزير في تصريحات صحفية، عقب اختتام أشغال الاجتماع الوزاري لمجموعة دول غرب المتوسط (5+5) بعد ظهر يوم الجمعة الماضي بالعاصمة التونسية، إن "الأشقاء الجزائريين ما زالوا إلى يومنا هذا لم يغيروا موقفهم بالنسبة لفتح الحدود مع المغرب وتطبيع العلاقات الثنائية، ويربطون ذلك بحل قضية الصحراء المغربية"• وأضاف أن هذه الشروط أصبحت تشكل "عرقلة حقيقية للعمل المغاربي المشترك"، مؤكدا أن المغرب ينتظر من الجزائر أن تغير موقفها، وهو على استعداد لتطبيع علاقته وفتح الحدود معها، "حتى يمكن أن تكون لنا مصداقية عندما نتباحث كاتحاد مغاربي مع الفضاء الأوروبي أو المتوسطي أو مع غيرهما"• وبعد أن أشار إلى أن مشكل الصحراء هو مشكل بين المغرب والجزائر وأن المغرب قام بمبادرات في اتجاه حل هذه القضية، تساءل الوزير "كيف يمكن في سنة 2010 ، التفكير بعقلية وبمواقف ترجع إلى فترة السبعينات عندما كانت تسود الإيديولوجيا، بدل النظر إلى المستقبل والأخذ في الاعتبار مستقبل الأجيال الصاعدة وتطلعات شعوب المنطقة؟". وأوضح الفاسي الفهري أن شركاء المغرب العربي، سواء في الاتحاد الأوروبي أو على مستوى الدول العربية أو الإفريقية وغيرها كالأمريكيين، كلهم يطالبون بجدية أكبر في العمل المغاربي المشترك. وخلص إلى التأكيد على أن المغرب يتفهم ويقدر مواقف هؤلاء الشركاء، وكذا موقف باقي الدول المغاربية، تونس وليبيا وموريتانيا، الذين يريدون قيام هذا المغرب العربي الذي يعتبر ضرورة إستراتيجية وفضاء يتوفر على إمكانات اقتصادية وتنموية هائلة لم يتم استغلالها حتى الآن. يذكر أنه في ختام أشغال اجتماع وزراء الشؤون الخارجية لغرب المتوسط "حوار 5+5"، صادقت البلدان الأعضاء في الحوار على وثيقة عبرت فيها عن "انشغالها العميق" إزاء قرارات السلطات الإسرائيلية الأخيرة القاضية بتغيير قواعد إقامة الفلسطينيين في الضفة الغربية لاسيما إذا أسفرت هذه الأخيرة عن إجراءات طرد"• ودعت الوثيقة إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل ونددت بالاستيطان الاسرائيلي خصوصا في القدسالشرقية. وقال وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي ترأس مع نظيره التونسي كمال مرجان الدورة الثامنة لهذا المنتدى "طالبنا بالاستئناف الفوري للمفاوضات وعبرنا عن قلقنا إزاء الاستيطان والوضع في القدسالشرقية"• وأضاف موراتينوس الذي تعد بلاده لإعادة إطلاق عملية السلام لمناسبة قمة الاتحاد من أجل المتوسط في يونيو في برشلونة، "انه التزام ايجابي من أجل الدفع بعملية السلام(..) والعمل على جعل حل الدولتين قابلا للتحقق في مستقبل قريب جدا"• وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "تحدثنا بشكل جيد في السياسة ومن الطبيعي ألا نكون متفقين في كل الأوقات ولكن خلال هذا الاجتماع كنا قريبين جدا حقيقة من اتفاق كامل بشأن ما يجري في القدس والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني"• وضم هذا الاجتماع وزراء الخارجية لكل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا والمغرب والجزائر وموريتانيا والبرتغال وتونس.