إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه "قصيدة من وحي لوحة " جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات. إعداد: محمد الصفى الحلقة الخامسة عبد الحق الموتشاوي ومحمد الزياني محمد الزياني فنان تشكيلي عصامي، من مواليد 1971بطنجة يشتغل على جماليات المعمار المغربي٬ لكن بأسلوب تجريدي واضح، بدأ تجربته التشكيلية بالنقش على الخشب قبل أن يهتدي إلى استخدام أدواته المهنية التي تطوع الحديد في إبداع أشكال فنية متميزة٬ تتدرج ألوانها بين الأسود والأسمر الفاتح والبني في تنويعات مختلفة "قحط" قحط.. لم يبق شيء خلا فزاعة … جفت الأرض ماذا تحرسين هنا يا فزاعة ؟ … الفزاعة لا تحكي كيف مر نهارها ….. شقوق الأرض منصوبة ماتزال فزاعة … انتبهي أيتها الفزاعة في كل سنبلة مائة حبة !! ….. جفاف حتى الفزاعة تتطلع إلى السماء …. إذا مشيت إلى نهاية هذا القمح ستجدين البحر .. بحر قريتي . قريتي هناك حيث تغرب الشمس ….. هي أيضا لها إسم ؛ الزهرة الوحيدة