إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه "قصيدة من وحي لوحة " جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات. إعداد: محمد الصفى الحلقة الثانية الشاعرة فاطمة قيسر والتشكيلية شعيبية طلال المرحومة الشعيبية طلال فنانة تشكيلية مغربية، اكتسبت شهرة عالمية كنموذج للمدرسة الفطرية في الإبداع التشكيلي. ولدت عام 1929 في قرية اشتوكة قرب مدينة أزمور شكلت ذاكرة طفولتها الخزان البصري الذي ظلت تنهل منه في اكتشافها المتأخر لعالم الألوان لتحضى بعدها بالعالمية، توفيت يوم 3 أبريل عام 2004. " بحبري أكتبها " تشد نطاق الصبر كي ينجلي كأن الزمان لخطاها حاقد من دمع آماقها ضمخت حبري ألا ليت حبري لمناها ساعد يا امرأة بنور الشمس تهتدي يا هطل خير للخير رافد أنت الأم إن أعطت فاض النما وأنت الركن إذ سما يساند يا بسمة الأيام لك تنحني هامة الأيام لا تعاند ما ضرك إن أتتك الصروف تترى فإذا الجفن لوطئها ساهد لك حبي وحبي إذ شدا هو الحبر في البوح شاهد أراها بعيني وحبري يكتبها تنادي الأمل و الأماني نوافذ اسأل الأيك هل فارق الحمام غصنه واسأل الوفاء هل بدل إذ يعاهد هي الأرض بالعطاء تمد يدا فإذا المنى للخير حاصد لك حبي وحبي إذ شدا