نبيل بنعبدالله: الأحداث الإرهابية لن تثني المغرب عن مواصلة الإصلاحات السياسية والدستورية الإرهاب يستهدف المغرب في هويته ومشروعه الديمقراطي «في مثل هذا اليوم، (16 ماي) قبل ثماني سنوات، امتدت أيادي الغدر والإرهاب إلى مدينة الدارالبيضاء، وكلنا نتذكر الآثار البليغة لهذا الفعل الإجرامي، الذي خلف مجموعة من الضحايا». بهذه الكلمات استهل نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عشية أول أمس، كلمة له، بمناسبة تنظيم الحزب لوقفة تضامنية رمزية، أمام النصب التذكاري لأحداث 16 ماي 2003 بالدارالبيضاء، حضرها بعض أعضاء الديوان السياسي وأعضاء اللجنة المركزية، وحشد من مناضلي الحزب بجهة الدارالبيضاء... وحيى الأمين العام أسر ضحايا 16ماي الحاضرة بدورها في هذه الوقفة، قائلا: «أردنا اليوم، في حزب التقدم والاشتراكية، أن نساهم في تخليد هذه الذكرى الأليمة، ونعبر عن مشاطرتنا لآلام أسر الضحايا سواء في الدارالبيضاء، أومراكش». واعتبر بنعبد الله، أن تخليد الحزب لهذه الذكرى الأليمة، ما هو إلا تأكيد على موقف الحزب من الإرهاب مهما كان شكله ومصدره من جهة، وتعبير عن شجبه العميق لهذا الفعل الإرهابي ولكل الأطراف التي تروج هذه الأفكار المتطرفة التي كانت سببا في هذه الأعمال الإجرامية من جهة أخرى. وقال أيضا، إن الإرهاب الذي حدث في الدارالبيضاء أو مراكش، كان يستهدف في العمق، المغرب في هويته ومشروعه الديمقراطي، بعد أن ظل بلدا تتعايش فيه كل الديانات وملتقى لعدة حضارات وثقافات وروافد مختلفة، وأن الواقفين وراء هذه الأحداث هم نفس الأطراف الذين يرفضون الديمقراطية والحرية والاختلاف. وجدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تضامنه مع أسر الضحايا سواء في الدارالبيضاء أو مراكش، منددا بكافة أشكال الإرهاب والأوساط التي تروج لأفكاره، وأكد بالمناسبة أن هذه الأحداث «لن تثني المغرب عن مواصلة مشروعه الديمقراطي الحداثي، من خلال إرساء قواعد الحرية واحترام حقوق الإنسان وتوطيد الإصلاحات الدستورية والسياسية». وقال، «إن استمرار مسار الإصلاح هو الجواب الوحيد لتحصين المغرب ضد كل أشكال الإرهاب». هذا وتزامنت هذه الوقفة، مع وقفات لجمعيات مدنية، ضمنها شبكة جمعيات شباب الأحياء لجهة الدارالبيضاء والتنسيقية الوطنية لمناهضة الإرهاب ونشر ثقافة التسامح وجمعية عائلات ضحايا 16 ماي، حيث ردد الجميع شعارات متعددة، أجمعت على شجبها للإرهاب وأن الإصلاح هو الخيار الوحيد للتصدي للتطرف، وشعارات أخرى، تدعو إلى التعايش والتسامح والحب. كما تمت خلال هذه الوقفة قراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء. ومن جهته، قال عبد الرحيم بنصر، المنسق الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة الدارالبيضاء الكبرى، أن تنظيم الحزب لهذه الوقفة، يندرج في إطار ترجمة مواقف الحزب من الإرهاب الذي يتغدى من أفكار التطرف. وأكد المسؤول الحزبي في تصريح لبيان اليوم، على هامش هذه الوقفة التضامنية الرمزية، أن جميع القوى الديمقراطية، مطالبة اليوم ، للتصدي لكل المنتسبين للتيار الجهادي التكفيري التضليلي، من خلال كشف خطورة أفكارهم التضليلية واستغلالهم للدين من جهة، ونشر قيم التسامح والتعايش من جهة أخرى. وأوضح أيضا، أن على المدرسة العمومية أن تلعب دورا مهما في تنشئة الطفل على قيم الحوار والتسامح، داعيا المثقفين إلى الانخراط في الفضاء السياسي، والمساهمة في عقلنته وتحديثه. وأكد في الوقت نفسه، على ضرورة تعميق الإصلاحات في مختلف المجالات، والحفاظ على استمرارها من أجل تنمية حقيقية للبلد وعدالة اجتماعية، لكون الإصلاح هو الجواب الحقيقي للإرهاب.