بعد غياب دام زهاء 18 سنة، قضى منها سبع سنوات في قسم الهواة، يعود فريق شباب المحمدية العريق إلى مكانته الطبيعية ضمن أندية الصفوة، ويرفع سقف الطموحات ليشكل رقما صعبا بين الكبار، ويلعب بالتالي الأدوار الطلائعية في البطولة الوطنية الإحترافية. ففريق شباب المحمدية، الذي يمني النفس بإحياء أمجاده وإيجاد موطئ قدم من جديد بين الرواد من الأندية الوطنية، أكد تألقه في الميادين الرياضية وطنيا وعربيا، حيث فاز بالكأس المغاربية سنة 1972 وتوج بكأس العرش سنة 1975، ثم نال درع البطولة سنة 1980. كما أنجب، فريق مدينة الزهور، نخبة من النجوم كتبوا صفحات خالدة في تاريخ كرة القدم المغربية من أمثال أحمد فرس ورفاق دربه عسيلة وحدادي و الأخوة الرعد، وشكل مدرسة في التسيير والتدبير قادها على مر سنوات الراحلين محمد أيت منا وعبد القادر الخميري. وفي هذا السياق، أكد رئيس فريق شباب المحمدية هشام أيت منا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بعد عودة الفريق الأول لمدينة المحمدية إلى قسم الأضواء، تعهدت مكونات النادي على انتشال الفريق من براثن النسيان، ورفع سقف الطموحات والتحديات حتى يتمكن من لعب أدوار طلائعية في البطولة الاحترافية، مشددا على أن لا التاريخ المجيد للنادي العريق ولا محبيه يرضون بغير ذلك. وأوضح أنه منذ تعيينه رئيسا للفريق، رسم خريطة طريق محكمة رفقة أعضاء مكتبه، تكللت بالنجاح في مرحلتها الأولى المتمثلة في الصعود إلى قسم الأضواء، مضيفا أن المرحلة الثانية تركز بالأساس على إعداد فريق قوي ومتنافس جدي لا تنحصر أهدافه في الحفاظ على مكانته وتنشيط البطولة، بل أن يكون ندا لكبار الأندية ويتنافس على الألقاب. وقال إن نادي شباب المحمدية سيسعى أيضا من خلال تحقيق طموحاته إلى تجديد العهد مع أنصاره ومحبيه محليا وداخل وخارج الوطن، لا سيما أن قضاء سبع سنوات في قسم الهواة أثرت معنويا على الفريق، إذ فقد الكثير من قاعدته الجماهيرية. وفي معرض حديثه عن الآفاق المستقبلية للفريق، أكد أيت منا أن المشروع الذي يتبناه المكتب المسير يتوزع على عدة أوراش تهم على وجه الخصوص تكوين اللاعبين والذي يشرف عليه الإطار التقني حميدو الوركة ويخص إحياء مدرسة النادي التي ستكون مشتلا لتعزيز صفوف الفريق في السنوات الأربع القادمة بلاعبين ينحدرون من مدينة المحمدية، مبرزا أن قوة الفريق كانت تتمثل دائما في لاعبيه من أبناء أحياء المدينة، والذين كانوا يمثلون 70 في المائة من تركيبته البشرية، ويكنون الحب للفريق ويتنافسون في الدفاع عن ألوانه. كما يهم المشروع في جانبه التقني إنشاء فريق للأمل يتولى مسؤوليته الإطار التقني و اللاعب الدولي السابق، نور الدين الزياتي، وسيمثل قاعدة كبيرة للاختيار. وأضاف رئيس النادي، أنه لإنجاح المشروع التقني تم تعيين الخبير الدولي والإطار الوطني حسن حرمة الله، كمشرف عام على الفريق، باعتباره واحد من أبرز الأطر الوطنية في مجال التكوين، وراكم تجارب عديدة داخل وخارج الوطن، إذ سبق له أن شغل منصب المدير التقني للمنتخبات الوطنية في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومشرفا عاما بفريق الرجاء الرياضي، فضلا عن تجارب عديدة بدول الخليج بقطر والإمارات وسلطنة عمان . وكشف أيت منا أن فريق شباب المحمدية جدد الثقة في الإطار التقني الوطني محمد أمين بنهاشم كمدرب للفريق، بعد نجاحه في المهمة الأولى التي أنيطت به والمتمثلة في تحقيق الصعود، مضيفا أن بن هاشم ،بحكم تجربته وخبرته الميدانية قادر على رفع التحدي في المرحلة الثانية من المشروع والمتمثله في لعب ادوار طلائعية خلال منافسات الموسم القادم. وأشار في هذا الصدد، إلى أن مدرب الفريق والمشرف العام منهمكان حاليا على إعداد تركيبة بشرية قادرة على تحقيق الطموحات المرجوة، ويبحثان بتنسيق تام على جلب لاعبين قادرين على تقديم قيمة مضافة للفريق، مضيفا أن الفريق نجح في ضم اللاعب محمد المرابيط قادما من أولمبيك آسفي. ومن جانب آخر، أكد أن الرفع من مستوى الممارسة الكروية بفريق شباب المحمدية رهين بتواجد بنيات تحتية في المستوى، مبرزا أن ملعب البشير في حلته الجديدة يشكل مفخرة للمدينة، معربا عن الأمل في أن يعود جمهور الشباب ليؤثت فضاءات هذا الملعب التاريخي، ويملأ مدرجاته التي ستعزز مستقبلا بأخرى جديدة من طابقين. وعن سر القفزة النوعية التي حققها النادي في ظرف ثلاث سنوات من الهواة الى الصفوة، اعتبر السيد أيت منا أن هذا النجاح هو ثمرة لتظافر جهود جل مكونات النادي وفي مقدمتهم المكتب المسير الذي اشتغل بعزم و نكران الذات وثقة متبادلة، متوجها بالشكر للمنخرطين والجماهير الذين خلقوا جوا من الاستقرار جعل المكتب المسير يعمل بكل أريحية لإعادة الفريق إلى السكة الصحيحة. ولم يفت أيت منا التذكير بالدور الطلائعي الذي لعبه قدماء اللاعبين، وفي مقدمتهم نجوم الجيل الذهبي ومن بينهم الأسطورة أحمد فرس، أول متوج بالكرة الذهبية على الصعيد الوطني ورفاق دربه عسيلة وكلاوة وولد عيشة، والإخوة الرعد، حيث كانوا يتواجدون في كل وقت وحين إلى جانب النادي، وبالتالي ساهموا في لم شمل أسرة شباب المحمدية من جديد، وعملوا من جانبهم على تحفيز اللاعبين الشباب على تحقيق النتائج الإيجابية.