سحب أعضاء الغرف المهنية والمستشارون الجماعيون، من كل الأطياف السياسية، بجهة وادي الذهب لكويرة (البالغ عددهم 120)، نهاية الأسبوع المنصرم، استقالتهم الجماعية، التي كانوا قد تقدموا بها في الفاتح من مارس الجاري. ووفق مصادرنا، لعبت جمعية منتخبي الساقية الحمراء ووادي الذهب، المعروفة اختصارا باسم (أسيساريو)، دورا هاما في عودة المنتخبين وأعضاء الغرف إلى مزاولة مهامهم، حيث عقدت، منذ يوم الأربعاء المنصرم، وإلى غاية مساء السبت، لقاءات متواصلة مع ممثلي سكان الأحياء التي تضررت من الأحداث العنيفة التي هزت المدينة، وقدمت لكل رب أسرة في هذه الأحياء تعويضا ماليا بلغ 20 ألف درهم نقدا وبشكل مباشر، تحت حراسة الجيش الذي أخلى، فور رحيل أعضاء الجمعية، مواقعه التي كان يرابض بها ببعض المناطق التي اعتبرت «نقاطا سوداء».. وأقر حمدي ولد الرشيد رئيس جمعية أسيساريو، في توضيح لبيان اليوم، بصعوبة المهمة التي اعتبرها وطنية، وخاصة في شقها المتعلق بالوساطة بين المنتخبين ووالي جهة وادي الذهب لكويرة حميد شبار الذي سبق له، في اليوم الموالي لأحداث الداخلة، أن حمل عناصر، وصفها بأنها «انفصالية» مسؤولية الأحداث التي عرفتها مدينة الداخلة. وقال في ندوة صحافية إن تلك العناصر حاولت استغلال شجار وقع في البدء بين بعض الشباب للمس بمناخ الاستقرار الذي تنعم به المنطقة، وأن تلك العناصر حاولت توظيف وتضخيم هذه الأحداث، «التي كانت في الأصل موجهة لخدمة أجندة معروفة جدا»، في إشارة إلى موالاتها للبوليساريو. وهو ما اعتبره المنتخبون مجانبا للحقيقة، بل تناقضا وتمويها يراد به التغطية على «تقاعس السلطات المحلية والإقليمية بالجهة عن أداء واجبها خلال الأحداث العنيفة التي عرفتها مدينة الداخلة، وتفاعلها معها بنوع من اللامبالاة وانعدام للمسؤولية. ورفض حمدي ولد الرشيد التعليق على الغياب الصارخ للجمعية التي أسسها الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة» بمدينة الداخلة، وعدم قيامها بدورها في الظرف الحرج الذي مرت به مدينة الداخلة، مشيرا إلى أن ما يهمه هو نجاح وساطة جمعيته ومبادراتها التي مكنت من تهدئة الأوضاع وبلوغ تحسن كبير في الوضع الأمني، وعودة ثقة المواطنين برجال الأمن في المدينة. وترى فعاليات صحراوية أن جمعية «أسيساريو» التي يقودها الثلاتي حمدي ولد الرشيد وكجمولة منت أبى ومحمد لخريف، وجهت ضربة موجعة لمنافستها التابعة لحزب الأصالة والمعاصرة والتي أسسها الشيخ بيد الله مؤخرا. لكن، «لكل شيء إذا ما تم نقصان»، تقول مصادرنا. فقد ارتكبت جمعية «أسيساريو» خطأين قاتلين يتمثلان في عدم زيارة عائلة القتيل الوحيد الذي سقط في أحداث المدينة، والمسمى محمد الشرفي الذي يقطن المدينة منذ 20 سنة قادما إليها من نواحي أكادير، بالإضافة إلى عدم تضمن بلاغ الجمعية تنديدا بالتعامل السيئ مع علم البلاد خلال هذه الأحداث.