حمدي ولد الرشيد يوزع 20 ألف درهم لكل متضرر من أحداث الداخلة علمت بيان اليوم، من مصادر متطابقة، أن أعضاء الغرف المهنية والمستشارين الجماعيين، من كل الأطياف السياسية، بجهة وادي الذهب لكوير (البالغ عددهم 120) لازالوا، إلى حدود أمس الخميس، متشبثين باستقالتهم من مهامهم كمنتخبين. وحسب الرسالة، التي توصلت بيان اليوم بنسخة منها، تأتي الاستقالة تنديدا ب»تقاعس السلطات المحلية والإقليمية بالجهة عن أداء واجبها خلال الأحداث العنيفة التي عرفتها مدينة الداخلة، وتفاعلها معها بنوع من اللامبالاة وانعدام للمسؤولية». ويرى المستشارون وأعضاء الغرف المهنية المستقيلون، وفق الرسالة ذاتها، أن هناك «تناقضا بين تصريحات والي الجهة وشروحاته للأحداث التي شهدتها المدينة وبين روايات شهود العيان والوقائع المادية لهذه الأحداث». وحسب معلومات استقتها بيان اليوم من مصادر داخل ولاية جهة وادي الذهب – لكويرة ومن بعض المستقيلين ومن هيئات حزبية داخل مدينة الداخلة، فإن حميد شبار والي الجهة رفض ملتمس الاستقالة، ما دفع المستقيلين إلى توجيه رسالة خطية في الموضوع إلى وزارة الداخلية، التي تدرس الملف، ومن المتوقع أن تجري نهاية الأسبوع الجاري اتصالات لاحتواء الخلاف. وهي المهمة ذاتها التي يقوم بها حمدي ولد الرشيد، الذي حل في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء بالداخلة، مرفوقا بأعضاء من جمعية «منتخبي الساقية الحمراء ووادي الذهب» التي تعرف اختصارا ب «اسيساريو». ووفق مصادرنا، فإن مهمة حمدي ولد الرشيد تكتسي طابعا «تحقيقيا»، وتروم بذلك الوقوف على الجهات المتورطة في أحداث الداخلة، قبل تحميل المسؤولية لأي كان. ومن غير المستبعد أن تليها إجراءات عملية لنزع فتيل التوتر، خاصة وأن أغلب أحياء المدينة، باستثناء حي المسيرة والسلام، يقول محمد الغيلاني، ممثل إحدى الغرف المهنية بالداخلة لبيان اليوم، مازالت متوترة، لدرجة أن العديد من المتاجر تخشى فتح محلاتها، رغم انتشار وحدات من الجيش التي تعيد بعض الاطمئنان للمواطنين. وعلمت بيان اليوم من مصادر متطابقة بولاية الداخلة ومن أعضاء بالكوركاس، أن حمدي ولد الرشيد، يقوم بموازاة مع التحقيقات الجارية، بتوزيع مبالغ مالية على السكان الذين تضررت مساكنهم جراء الاعتداءات الهمجية التي شهدتها الداخلة. وقدرت مصادرنا هذه المبالغ ب 20 ألف درهم لكل رب أسرة، يتم تقديمها نقدا وبشكل مباشر تحت حراسة الجيش الذي عاد أمس لاحتلال مواقعه ببعض الأحياء التي تعتبر «نقاطا سوداء». وكان حميد شبار، والي جهة وادي الذهب الكويرة عامل إقليم وادي الذهب، قد حمل عناصر، وصفها بأنها «انفصالية» مسؤولية الأحداث التي عرفتها مدينة الداخلة. وقال في ندوة صحافية إن تلك العناصر حاولت استغلال شجار وقع في البدء بين بعض الشباب للمس بمناخ الاستقرار الذي تنعم به المنطقة، وأن تلك العناصر حاولت توظيف وتضخيم هذه الأحداث، «التي كانت في الأصل موجهة لخدمة أجندة معروفة جدا»، في إشارة إلى موالاتها للبوليساريو.