قدم 79 منتخبا ينتمون إلى جهة «واد الذهب لكويرة»استقالاتهم من مهامهم بجميع المجالس بالجهة، وجاء قرار تقديم الاستقالات حسب تصريح برلماني عن مدينة الداخلة، كون السلطات الإقليمية زيفت الوقائع الحقيقية لما وقع من أحداث نهاية الأسبوع الماضي بالمدينة التي وصفها البرلماني نفسه في تصريح ل«المساء» ب«الهادئة»، فيما أرفق هؤلاء المنتخبون استقالاتهم ببرقية ولاء وإخلاص والتماس إلى الملك، قصد إيفاد لجنة تحقيق مستقلة لتقصي حقائق الأحداث التي عرفتها مدينة الداخلة وتزامنت مع مهرجانها «الصحراء والبحر» الذي تم إلغاؤه بسبب أعمال الشغب التي لم تعرف المدينة مثيلا لها من قبل. وعبر مستشارون جماعيون بمدينة الداخلة عن استيائهم العميق من الزيارة التي قام بها حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الحضري لمدينة العيون وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إلى المدينة. ووصف بعضهم زيارة ولد الرشيد ب»المستفزة» وليست في وقتها، لأنه حاول الركوب على معاناة أهل المدينة متناسيا المصلحة العليا للبلاد والسعي وراء مصالح انتخابية، فيما تحدثت مصادر أخرى عن كون ولد الرشيد قام بهذه الزيارة ليعرض أموالا من ماله الخاص لجبر ضرر العائلات المتضررة من أعمال العنف والتخريب، وتشير مصادرنا في هذا السياق إلى أن ولد الرشيد عرض مبلغ 20 ألف درهم لفائدة كل بيت متضرر، الشيء الذي دفع بعض المتضررين إلى رفض –الهبات- التي قدمها ولد الرشيد، في حين علق بعضهم بأنه كان حريا بولد الرشيد أن يسلم هذه النقود إلى سكان مدينة العيون التي عانت هي الأخرى من نفس المصير، وقد قام ولد الرشيد رفقة أعضاء جمعية منتخبي واد الساقية الحمراء وواد الذهب التي يرأسها والمعروفة اختصارا ب»اسيساريو»، بزيارة مدينة الداخلة قصد تأسيس فرع للجمعية التي تم تأسيسها بمدينة العيون قبل أسابيع. و من جهة ثانية، عادت أجواء الهدوء لتخيم على مدينة الداخلة رغم الحضور الأمني الذي تعرفه شوارع المدينة، فيما تحدثت أنباء عن أن حملة الاعتقالات طالت بعض العناصر التي تسببت في أعمال العنف التي عرفتها المدينة يوم السبت الماضي، أما في بعض الأحياء وسط المدينة، فقد سيطر بعض الشباب، على مداخل ومخارج تلك الأحياء لتفتيش كل من يدخل أو يخرج منها، مخافة تجدد أعمال العنف، وأطلق هؤلاء الشباب على أنفسهم اللجان الشعبية لحماية الممتلكات الخاصة والعامة. يذكر أن الملتمس الذي رفعه المنتخبون المستقيلون إلى الملك، أحيط محتواه بكامل السرية، خشية تسريبه إلى الرأي العام، في ما أسر مصدر ل«المساء» أن من بين النقاط التي تضمنها الملتمس –السري- نقطة تتعلق باتهام والي الجهة حميد شبار بنشر الفتنة بين ساكنة المدينة بسبب تصريحاته لوسائل الإعلام، وكذا اتهام الملتمس نفسه، بعض الأسماء الأمنية، التي تعمل بمدينة الداخلة، بالتحريض على العنف.