لديّ نصيحة للممثلات “ولبعض الممثلين” ممن يسعين لإجراء عمليات تجميل للوجه، خصوصا تلك البسيطة منها: الرجاء التريث. خطوط السنين على الوجوه مقلقة، لا شك. هي صدمة حقيقية تلك التي تشاهدها العيون لوجوه اعتادت أن تكون نضرة. هذه عيون الفنانة والفنان نفسيهما وليست عيون المعجبين أو الحساد. إنها المرآة وليست الكاميرات. اعتاد المنتجون على إهمال الممثلين ما أن يكبروا في السن. يتركونهم لفترات ثم يعودون بتكليفهم بأدوار الأب أو الأم، أو الجد أو الجدة. لكن الممثل عادة ما يكون في قمة نضجه الفني في الأربعينات من عمره، وهنا تكمن الإشكالية. الخطوط تغزو الوجوه في الأربعينات. سنضع نفخ الشفايف والوجنات جانبا. هذه عمليات بسيطة يمكن أن تجرى للشابات (وبعض الشباب مرة أخرى)، تزيد من لمحات الإغراء. سنضع تاتو الحواجب جانبا أيضا، لأنها موضة تطاردها الشابات والمخضرمات على حدّ سواء. الموضوع يخص إبر البوتوكس. البوتوكس، للتذكير، هو أكثر مادة سامة اليوم على أرضنا. وبكميات قليلة، يمكن أن تعمل معجزات طبية، من تضبيط إيقاع عضلات المصابين بصرع مستمر، إلى فرض شلل مؤقت على عضلات المعدة والمساهمة في إنقاص الوزن. الاستخدام الأشهر للبوتوكس هو في محاربة خطوط السنين على الوجوه. تكرمش الجلد في مراحله الأولية مرتبط بتحريك العضلات تحت الجلد. البوتوكس يشل العضلة، فلا تتقلص ولا تشد الجلد معها. لمدة ستة أشهر أو سنة، تختفي تلك التعابير الغاضبة من على الجبهة مثلا، وهي تعابير غير حقيقية لكنها تبرز بسبب تلك الخطوط. قبل إبرة البوتوكس تتعقد الجبهة فوق العيون بسبب السنين. بعد البوتوكس تتفكك العقدة وينشرح الوجه. حتى لو حاولت السيدة أن تقطب حاجبيها وتغضب، فإن العضلة لا تستجيب. وجه سموح دائم. الجميع سعيد، صاحبة الوجه والناظر إليها. لكننا نعيش في زمن عبوس. الدراما التلفزيونية ركن أساسي في الترفيه. وهذه الدراما لا يمكن أن تمتلئ بوجوه شابة فقط خصوصا وأنها يجب أن تعكس عصرها. يمكن أن تقدم مسلسلا رومانسيا لشباب أو مسلسلين. ولكن بقية المسلسلات يجب أن تكون من واقعنا المرّ. هل تتخيل مشهدا في شارع بمدينة عربية حيث الجميع مبتسم؟ لا بالطبع. الممثلات بحاجة إلى التحكم بعضلات الوجه لأنهن ممثلات. وظيفتهن التعبير البصري. وإذا افتقدت الممثلة السيطرة على عضلات وجهها، فإننا سنرى مشاهد مضحكة كما شاهدنا في أكثر من حلقة في مسلسل مصري شهير عرض مؤخرا، تقتل فيه نصف العائلة والأم تبكي بدموع حارة ولكن وجهها سعيد. عصرنا عبوس. نحتاج إلى وجوه عابسة تجسده.