سوء استعمال الدواء تسبب في 2036 حالة تسمم في سنة 2009 «كلنا معا» هو الشعار، الذي اختير لسلسلة من الحملات الوطنية التحسيسية للعموم. وتستهدف الحملة الأولى الإخبار والتحسيس بالاستعمال الرشيد للأدوية. الفكرة التي بادرت إليها مختبرات «إيبرما»، رأت النور بتعاون مع مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، وفارماسي.ما، موقع إلكتروني موجه للقطاع الصيدلاني والأخبار المتعلقة به، إلى جانب «أوفيسينال» و»إيسبرانس مديكال»، و»دوكتينيوس»، وهي مجلات متخصصة في المجال الطبي. ويبقى الهدف الذي حدده الفاعلون لهذه الشراكة الأولى من نوعها بالمغرب، من الانخراط في هذا المشروع، هو ضمان مجهود لتفسير وتقريب كيفية استعمال الدواء، بغية مساعدة المغاربة على استعمال أمثل للمنتوجات التي تعتبر ثمرة تقدم على صعيد التخصصات الصيدلية. فرغم أن الدواء منتوج كغيره، إلى جانب أنه عامل ضروري لتطوير جودة حياة المريض، فإنه في المقابل يشكل عامل خطر على صحته، عندما لا يتم استخدامه بحكمة. ومن هنا ولدت فكرة الحاجة إلى مكافحة جميع أشكال إساءة استخدامه، وخصوصا حالات التسمم الدوائي، التي تبقى مشكلة صحية حقيقية. ويؤكد شركاء هذا البرنامج أنه من أجل تدبير أفضل لصحة كل مواطن، سواء كان مريضا أو معافى، فإنه يفترض أن يكون أكثر اطلاعا. ولذلك ف»دورنا هو وضع رهن إشارته معلومات موثوقة تخول له استعمالا أمثل للدواء. ومن هذا المنطلق، فإن الفاعلين في مجال صناعة الدواء صيادلة، أطباء، مسؤولين حكوميين، جمعيات المرضى، الشركات العلمية، مدعوون للانخراط في هذا المبادرة، التي تسهم في تطوير الوضعية الصحية للمواطنين». وعلاوة على هذه الجوانب الطبية الصحية، تعتبر هذه الخطوة نابعة من رغبة المجتمع المدني للعمل من بشكل جماعي، من أجل تقديم خدمة للمواطن. كما تجسد هذه المبادرة انعكاسا للجهود المبذولة لقضية عامة، والتي يود الشركاء تقاسمها، في المستقبل، مع عدد أكبر من المتدخلين، لأنه في إطار مبادرة «كلنا معا» سيكون بلوغ الهدف ممكنا بما أنه « تم وضع منبر للتبادل والتزام جميع الفاعلين سواء من بعيد أو قريب للمعنيين بالدواء، لفائدة الاستعمال الجيد للدواء من قبل المريض». عندما يصبح المستهلك المريض فاعلافي التكفل بمرضه الاستعمال الأمثل للدواء والمعلومات، مفهومان وثيقا الصلة يستلزمان بساطة ودقة الرسالة الموجهة، بغية استيعابها من قبل مجموع العموم، خاصة وأن تربية المرضى وتلقينهم الممارسات الجيدة إزاء الأدوية يمكن أن ينقذ حياتهم. ويمر الاستعمال الأمثل للدواء عبر الامتثال لقواعد الاستعمال: فالدواء مادة موجهة للوقاية أو علاج مرض ما، لكن استعماله ينطوي على مخاطر، وإساءة استعماله يمكن أن تتسبب في آثار صحية ضارة. إن الدواء ليس مادة تافهة فهي مسلمة لمريض من أجل غرض دقيق، ولكي يستخدمها في فترة محددة، وبجرعة محددة ولمرض معين. بالمقابل، فإن الأمثلة التي توضح سوء الاستخدام عديدة، والأرقام المرتبطة بها تدق ناقوس الخطر، لتعكس حجم الظاهرة. فوفق معطيات سبق أن أعلن عنها مركز محاربة التسمم بالمغرب برسم 2009، هناك 2036 حالة تسمم بالأدوية، بسبب إما تناول دواء غير مناسب أو جرعة عالية. ولذلك فإن كل استهلاك للدواء ينبغي أن يكون مضبوطا، وأن يحظى بالتفكير اللازم سواء من قبل فاعلين في الصحة أو المرضى أنفسهم. ومن خلال برنامج «كلنا معا» يامل أصحاب المبادرة أن تقوم جميع حلقات سلسلة العلاجية الدوائية، المرتبطة بالمريض والمعالجين، والصناعة الصيدلية، والسلطات العمومية، ومؤسسات التأمين ووسائل الإعلام، بتقاسم الهدف من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة. حملات تحسيسية أخرى في الأفق «كلنا معا من أجل استعمال أمثل للدواء» هو موضوع الحملة التحسيسية الأولى ضمن سلسلة أخرى مرتقبة في إطار هذا المشروع. والهدف من هذه المبادرة هو تعميم المعلومات بشأن الأدوية لفائدة عدد أكبر من المستهلكين بهدف تعزيز تبني واعتماد سلوك مسؤول وواضح إزاء استعمال الأدوية. وهكذا فنشر هذه المعلومات يهم مستخدمي صيدليات المغرب، من خلال وسائل تواصلية مختلفة، بما في ذلك نشرات وضعت في جميع الصيدليات في المملكة. هذه النشرات، المكتوبة بالعربية والفرنسية، ستوضع رهن إشارة المستعملين في واجهة ومنضدات كل صيدلية. وتشتمل على 7 توصيات بسيطة ومفهومة تتعلق بالقواعد الجيدة لاستعمال الأدوية. وهكذا سيتم توزيع الملايين من النشرات من قبل الصيدليات على مجموع المستهلكين بالمغرب. وانطلاقا من وفائهم الدائم في مجال الإرشاد، فإن الصيادلة سيقومون بدعم مساعديهم، الذين يعتبرون فاعلين أساسيين في نجاح هذه المبادرة البيداغوجية، بتقديم المزيد من الإيضاحات للمرضى عند الضرورة. وعلاوة على المنشورات، سيتم أيضا توزيع أزيد من 4000 ملصق من الحجم الكبير، تضم معلومات مهمة بخصوص الاستعمال الصحيح والأمثل للأدوية باللغة العربية، ستكون موضوعة في عيادات الأطباء العامين وأطباء القطاع الخاص. وبالموازاة مع ذلك، فإن المبادرات على صعيد هذا البرنامج التواصلي، التي ينخرط فيها الصيادلة والأطباء، تقوم على وسائل تواصلية متعددة، تتضمن خطابات ورسائل بسيطة يمكن استيعابها من قبل المواطنين، وترمي إلى استهداف نسب مئوية مهمة من المواطنين المغاربة في وقت وجيز نسبيا. وعلى غرار هذه الحملة التحسيسية الأولى حول الاستعمال الأمثل للدواء، هناك عدة مبادرات مبرمجة تهم المراحل اللاحقة، ستكون بنفس مخطط التعميم، وبنفس الأهداف: الحفاظ وتحسين صحة المواطنين عن طريق الإخبار. ومن ضمن المواضيع المختارة بالنسبة للمبادرات التحسيسية المقبلة، نجد «الحوادث المنزلية»، «الاستعمال الرشيد للماء»، و»الأدوية والحمل». وصايا حسن استعمال الدواء 1- من أجل سلامتكم لا تقتنوا أدويتكم سوى من الصيدلية. 2- قبل أي استعمال للدواء، تأكدوا من عدم انتهاء صلاحيته. 3- دواؤكم وصف لكم بناء على مرض معين ولفترة محددة. قبل إعادة استعماله استشيروا طبيبكم أو اطلبوا المشورة من صيدليكم. 4- امرأة حامل أو مرضع: لا ينبغي في أي حال من الأحوال استعمال دواء دون استشارة الطبيب أو رأي الصيدلي 5- احفظوا أدويتكم بعيدا عن متناول الأطفال وبعيدا عن الضوء والحرارة والرطوبة. 6- احفظوا الدواء في العلبة الأصلية فهي تضم معلومات هامة. 7-لا تنصحوا بأدويتكم أشخاصا آخرين يمكن أن تشكل خطرا على صحتهم.