وقف عدد من الأطباء والصيادلة على شيوع استعمال الأدوية بشكل خاطئ أو مبالغ فيه من قبل المواطنين، في الآونة الأخيرة، ما يعرضهم لآثار جانبية لا تخلو من تهديد حياتهم بالخطر أو الموت سيما المصابين بأمراض مزمنة أو لديهم حساسية ضد بعض المواد الطبية. وبسبب ذلك، ارتأى صيادلة المغرب الانخراط في عمل تطوعي ، بموجبه، يساهمون في التأكيد على أهمية استشارة ذوي الاختصاص قبل تناول أي دواء، الطبيب المختص أو الصيدلاني المسؤول، لتفادي التعرض للأخطار والآثار الجانبية. وتبعا لذلك، تنطلق بداية من الأسبوع المقبل، الحملة الوطنية للتحسيس بالاستعمال الرشيد للأدوية، تهدف إلى توعية المواطنين بمخاطر الاستعمال الخاطئ أو المفرط للأدوية، بادرت إليها مختبرات "ايبرما" بتعاون مع مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، و"فارماسي.ما"، الموقع الإلكتروني الموجه للقطاع الصيدلاني والأخبار المتعلقة به، إلى جانب "أوفيسينال" و"إيسبرانس مديكال"، و"دوكتينيوس"، وهي مجلات متخصصة في المجال الطبي. وتحمل الحملة الوطنية شعار "كلنا معا"، اختير لسلسلة من الحملات الوطنية التحسيسية للعموم، وتهدف العملية الأولى، إلى الإخبار والتحسيس بمخاطر الدواء، بغية مساعدة المغاربة على استعمال أمثل، لما تحقق من تقدم على صعيد التخصصات الصيدلية، علما أن الدواء يشكل خطرا على صحة الإنسان، عندما لا يستخدم بحكمة، رغم أنه عامل ضروري لتطوير جودة حياة المريض. ومن ذلك تولدت فكرة الحاجة إلى مكافحة جميع أشكال إساءة استخدام الأدوية،لتجنب حالات التسمم الدوائي، التي تبقى مشكلة صحية حقيقية. وترمي الحملة الوطنية، التي ستنفذ داخل فضاء الصيدليات في المغرب، إلى وضع معلومات موثوقة رهن إشارة المواطنين، تخول لهم استعمالا أمثل للدواء، من أجل تدبير أفضل لصحة كل المواطنين، سواء كانوا مرضى أو معافين، وترمي إلى استهداف نسب مائوية مهمة من المواطنين المغاربة في وقت وجيز نسبيا، ستوزع خلاله ملايين المنشورات التحسيسية. ولذلك دعا شركاء الحملة، جميع الفاعلين في مجال صناعة الدواء، صيادلة، وأطباء، ومسؤولين حكوميين، وجمعيات المرضى، والشركات العلمية، للانخراط في المبادرة، "للمساهمة في تطوير الوضعية الصحية للمواطنين". وتأتي هذه الحملة في إطار نشر الوعي بالاستعمال الأمثل للدواء ونشر المعلومات بخصوصه، ولحث المواطنين على تبني واعتماد سلوك مسؤول وواضح إزاء استعمال الأدوية، باعتماد البساطة والدقة في الرسالة الموجهة، بغية استيعابها من قبل عموم الناس، وتلقينهم الممارسات الجيدة إزاء الأدوية لإنقاذ حياتهم. وتكمن خطورة الدواء في إساءة استعماله، ما يتسبب في آثار صحية ضارة، لذا يجب أخذ جميع الاحتياطات في تناول جرعات منه، ولا يسلم إلا من أجل مرض معين، ولأجل محدد. وسيلي تنظيم هذه الحملة الوطنية الدخول في حملات تحسيسية متتالية، سيدور محورها حول الاستعمال الأمثل للدواء، وسبل الحفاظ وتحسين صحة المواطنين عن طريق الإخبار. ومن ضمن المواضيع المختارة بالنسبة إلى المبادرات التحسيسية المقبلة، نذكر "الحوادث المنزلية"، "الاستعمال الرشيد للماء"، و"الأدوية والحمل". وتعتمد الحملة على انخراط مستخدمي صيدليات المغرب،لإنجاح هذه المبادرة البيداغوجية، من خلال توزيع وسائل تواصلية مختلفة،بما في ذلك نشرات وضعت في جميع الصيدليات عبر تراب المملكة، مكتوبة بالعربية والفرنسية، ستوضع رهن إشارة المستعملين، في واجهة ومنضدات كل صيدلية. وتشتمل على 7 توصيات بسيطة ومفهومة تتعلق بالقواعد الجيدة لاستعمال الأدوية، وهي كالتالي: 1-من أجل سلامتكم لاتقتنوا أدويتكم سوى من الصيدلية 2-قبل أي استعمال للدواء، تأكدوا من عدم انتهاء صلاحيته 3-دواؤكم وصف لكم بناء على مرض معين ولفترة محددة. قبل إعادة استعماله استشيروا طبيبكم أو اطلبوا المشورة من صيدليكم 4-امرأة حامل أو مرضع لا ينبغي لها في أي حال من الأحوال استعمال دواء دون استشارة الطبيب أو أخذ رأي الصيدلي 5-احفظوا أدويتكم بعيدا عن متناول الأطفال وبعيدا عن الضوء والحرارة والرطوبة 7- احفظوا الدواء في العلبة الأصلية، فهي تضم معلومات مهمة 7-لا تنصحوا بأدويتكم أشخاصا آخرين يمكن أن تشكل خطرا على صحتهم وهكذا سيجري توزيع الملايين من النشرات من قبل الصيدليات على مجموع المستهلكين بالمغرب. وانطلاقا من وفائهم الدائم في مجال الإرشاد، فإن الصيادلة سيقومون بدعم مساعديهم، الذين يعتبرون فاعلين أساسيين.