تشكل الحوادث الخطيرة الناتجة عن الاستعمال السيء للأدوية أعلى نسبة مما تسجله المخاطر الناتجة عن مرضى السيدا وسرطان الثدي، عبر العالم. ملايين المناشير التحسيسية ستوزع من طرف الصيدليات خلال الحملة (مشواري) وقالت رشيدة السليماني بن الشيخ، مديرة المركز الوطني لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، خلال لقاء نظم، أول أمس الأربعاء، في الدارالبيضاء، بمناسبة انطلاق الحملة الوطنية للتحسيس بمخاطر التعامل الخاطئ مع الأدوية، إن مخاطر الاستعمال الخاطئ للأدوية يساوي ما تخلفه حوادث الطيران عبر العالم، وتعادل تبعاتها ما ينتج عن انفجار طائرتي "بوينع" يوميا في العالم. ويسجل في المغرب ألفان و36 حالة تسمم بالأدوية سنويا، إما بسبب تناول دواء غير مناسب، أو أخذ جرعة عالية، وفق آخر المعطيات المعلنة من قبل مركز محاربة التسممات واليقظة الدوائية. ويتعرض العديد من المواطنين لتسممات دوائية أو لمضاعفاتها الجانبية، كما جاء في مداخلات المشاركين في اللقاء المذكور، بسبب التعامل الخاطئ للمواطنين مع الأدوية، أو بسبب الوصف الخاطئ لها من قبل الأطباء، أو بسبب استعمال أدوية مهربة أو منتهية الصلاحية، أو التداوي الذاتي عبر تتبع نصائح المحيط من غير المختصين، أو بإعادة استعمال أدوية سبق للمريض أن وصفها له الطبيب في حالة معينة وفي ظرف معين. ولوقف تبعات ذلك، دعت السليماني إلى مساهمة الصيادلة في الإبلاغ عن الحوادث الناتجة عن استعمال الأدوية لدى مركز اليقظة الدوائية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، مبينة أن 2 في المائة، فقط، من مجموع التبليغات الواردة على المركز تصدر من صيادلة، مقابل مساهمة الأطباء بنسبة 80 في المائة، و5 في المائة من عموم المواطنين. والمثير في الأمر، أن نسبة الحوادث الناتجة عن استعمال الأدوية تفوق حجم مبيعات الأدوية في المغرب، ما يفيد أن استهلاك المغاربة للأدوية يأتي خارج استشارة الصيدلي أو الطبيب، حسب ما جاء في تدخل عبد المجيد بلعيش، أحد المتخصصين في مجال الأدوية والصيدلة، مستشهدا باستعمال مادة "الكورتيزون" والمضادات الحيوية للتداوي بشكل ذاتي، وشبه ذلك ب"قنبلة ستتفرقع"، بسبب مخاطر هذه المواد الطبية. وعبر بلعيش عن مخاوفه من توسع التعامل الخاطئ مع الأدوية، مع التحضير لتوسعة نطاق الاستفادة من التغطية الصحية في المغرب. من جهته، قال عبد الإله لحلو، صيدلي، والمدير العام لمختبر "إيبيرما"، إن الصيادلة قرروا الانخراط في عمل تحسيسي، بتوزيع منشورات على المرضى الوافدين على صيدلياتهم، لنشر أكبر عدد ممكن من المعلومات الصحيحة حول الاستعمال الرشيد للأدوية. وأوضح لحلو أن الحملة الوطنية تتوخى توزيع 200 منشور تحسيسي داخل كل صيدلية، أي ملايين المنشورات التحسيسة ابتداء من الأسبوع المقبل، تحمل شعار "كلنا معا" للتحسيس بالاستعمال الرشيد للأدوية. وترتكز الحملة على مساعدة المغاربة على استعمال أمثل للدواء، باعتباره مادة موجهة للوقاية، أو لعلاج مرض ما، إلا أن استعماله ينطوي على مخاطر، يمكن أن تتسبب في آثار صحية ضارة. وتشتمل هذه المنشورات على 7 توصيات، تتعلق بالقواعد الجيدة لاستعمال الأدوية، منها التحذير من اقتناء الأدوية من خارج الصيدلية، والتأكد من عدم انتهاء صلاحية الدواء قبل تناوله، مع الاحتفاظ بالدواء داخل علبته الخاصة، لأنها تتضمن معلومات مهمة يمكن الرجوع إليها، والتوصية بوضعها بعيدا عن متناول الأطفال، وبعيدا عن الضوء والحرارة والرطوبة. كما تحذر المنشورات من إعادة استعمال الدواء دون استشارة الطبيب أو الصيدلي، خاصة من طرف المرأة المرضع أو التي يجب ألا تأخذ أي دواء دون مراجعة الطبيب أو الصيدلي، مع تجنب نصح أشخاص بتناول أدوية أشخاص آخرين، لما يشكله ذلك من تهديد لصحتهم.