احتضن أحد فنادق العاصمة الاقتصادية مساء يوم الأربعاء 23 فبراير لقاء طبيا/علميا ضم عددا من الأطباء والصيادلة والفاعلين والمهتمين بالمجال الصحي بالمغرب، وذلك من أجل الإعلان الرسمي عن انطلاق حملة وطنية، الهدف منها الانخراط في التحسيس بأهمية الاستعمال الرشيد والجيد للأدوية، وذلك من أجل توعية المواطنين/المرضى بالأضرار الناجمة عن الاستعمال السيئ، والخاطئ وحتى المفرط للأدوية، بدون التقيد بوصفات طبية أو اتباع للإرشادات من المصالح الصحية المعنية، الأمر الذي تكون له عواقب وخيمة على صحة مستعملي هذه الأدوية. اللقاء شكل مناسبة للمشاركين لدق ناقوس الخطر، وذلك من خلال استعراض نماذج لحالات ونماذج تترجم شيوع استعمال الأدوية بشكل خاطئ أو مبالغ فيه من قبل المواطنين، وهو الأمر الذي لوحظ تفشيه بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مما يعرضهم لآثار جانبية تصل إلى حد تهديد حياتهم بالخطر أو الموت، خاصة بالنسبة للفئات التي تعاني من أمراض مزمنة أو لديهم حساسية ضد بعض المواد الطبية. وهي المعطيات التي شكلت دافعا/حافزا لصيادلة المغرب وممثلي الهيئات والمؤسسات المشاركة في هذا اللقاء من أجل الانخراط في خطوة تطوعية، تتمثل في «كلنا معا» : الحملة الوطنية للتحسيس بالاستعمال الرشيد للأدوية، وذلك من طرف مختبرات «ايبرما» بتعاون مع مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، و»فارماسي.ما»، الموقع الإلكتروني الموجه للقطاع الصيدلاني، إضافة إلى مجلات ومطبوعات متخصصة في المجال الطبي وهي : «أوفيسينال» و»إيسبرانس مديكال»، و»دوكتينيوس». وتهدف المرحلة الأولى من الحملة التي انطلقت أمس الإثنين، وفق ما تم الإعلان عنه خلال اللقاء المذكور، إلى الإخبار والتحسيس بمخاطر الأدوية، من أجل مساعدة المواطنين على استعمال أفضل لها، وذلك عبر استحضار سلبيات وتأثيرات عدم استعمالها بالكيفية والطريقة المطلوبة والصحيحة، ولتي تصل إلى حد حالات التسمم الدوائي، بالرغم من أنها عامل وعنصر أساسي لتحسين جودة حياة المرضى. وتشمل الحملة الوطنية، التي ستتخذ من الصيدليات فضاء للتواصل مع المواطنين، وضع إعلانات/ملصقات ومطويات تتضمن معطيات ومعلومات موثقة رهن إشارة الزبناء، تتضمن عدة تدابير وإرشادات هي عبارة عن نصائح من أجل استعمال أنجع للأدوية، سواء بالنسبة للمرضى أو «الأصحاء» على حد سواء، وهي المطبوعات التي تم الإعلان على أنها ستكون أعدادها متوفرة بكثرة من أجل ضمان وصول المعلومة التي يتضمنها كل مطبوع إلى فئات كبرى من المواطنين. وفي السياق ذاته فإن هذه الحملة الوطنية ستعرف في بعض محطاتها/لحظاتها الانخراط في برمجة حملات تحسيسية متتالية، سيكون موضوعها الرئيسي حول الاستعمال الأمثل للدواء، وسبل الحفاظ وتحسين صحة المواطنين عن طريق الإخبار. ومن ضمن المواضيع المختارة بالنسبة إلى المبادرات التحسيسية المقبلة، هناك محور «الحوادث المنزلية»، ومحور «الاستعمال الرشيد للماء»، إضافة إلى محور «الأدوية والحمل». وهي الحملة التي تعتمد على انخراط أرباب ومستخدمي الصيدليات الوطنية، وذلك من أجل تجميع الجهود وتوحيدها للعمل على إنجاح ما تم اعتباره من طرف المشاركين مبادرة بيداغوجية، وذلك من خلال توزيع وسائل تواصلية مختلفة، بما في ذلك مطبوعات وضعت في جميع الصيدليات عبر تراب المملكة، مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، وضعت رهن إشارة المستعملين، في واجهات وبداخل مرافق كل صيدلية. وتشتمل على 7 توصيات مبسطة وواضحة تتعلق بالقواعد الجيدة لاستعمال الأدوية، وهي كالتالي: 1-من أجل سلامتكم لاتقتنوا أدويتكم سوى من الصيدلية. 2-قبل أي استعمال للدواء، تأكدوا من عدم انتهاء صلاحيته. 3-دواؤكم وصف لكم بناء على مرض معين ولفترة محددة. قبل إعادة استعماله استشيروا طبيبكم أو اطلبوا المشورة من صيدليكم. 4-امرأة حامل أو مرضع لا ينبغي لها في أي حال من الأحوال استعمال دواء دون استشارة الطبيب أو أخذ رأي الصيدلي. 5-احفظوا أدويتكم بعيدا عن متناول الأطفال وبعيدا عن الضوء والحرارة والرطوبة. 7- احفظوا الدواء في العلبة الأصلية، فهي تضم معلومات مهمة. 7-لا تنصحوا بأدويتكم أشخاصا آخرين يمكن أن تشكل خطرا على صحتهم. وهكذا سيجري توزيع الملايين من النشرات من قبل الصيدليات على مجموع المستهلكين بالمغرب. وانطلاقا من وفائهم الدائم في مجال الإرشاد، فإن الصيادلة سيقومون بدعم مساعديهم، الذين يعتبرون فاعلين أساسيين. وقد شهد اللقاء تقديم مداخلات/عروض في محاور مختلفة ومتنوعة لكنها تتوحد في مضمون وأهداف الحملةالوطنية، من بينها مداخلة لمديرة مركز التسممات واليقظة الدوائية حول « التسممات الدوائية أولوية صحية في المغرب»، ومداخلة لعبد الرحيم الدراجي صاحب الموقع الالكتروني «فارماسي . ما « ومدير تحرير مجلة «أوفيسينال» في محور « الأبعاد الدوائية والاجتماعية لبرنامج حملة كلنا معا»، إضافة إلى مداخلة في محور «دور الإعلام كحليف في التوعية بالاستعمال الجيد للأدوية» للسيدة «غالية تالاوي» مديرة مجلة «إسبيرانس ميديكال».