في تاريخ السينما رجالات وأفلام تركت فينا أحزانا ومزيج من المشاعر المختلطة.أفلام بالفعل لا يمكننا وصفها الا بروائع سينمائية خالدة. من الصعب جدا أن نحصرها فى عدد بسيط أو فى القائمة التى نعرضها لقرائنا في هذه الحلقات الرمضانية. الحلقة -3- The Godfather من أهم التحولّات التي حدثت لشخصية في تاريخ السينما نتيجة لقرارٍ ما قد اتخذه، هو التحوّل الذي حدث ل (مايكل كورليون) عندما قررّ أن يقتل من حاولوا قتل أبيه دون (فيتو كورليون) في فيلم The Godfather. اختار مايكل أن يتحول من إنسان مُسالم، مُتبرئ من أفعال عائلته الإجرامية إلى قاتل، وهذا الاختيار كانت له عواقب دفع ثمنها لاحقًا. مايكل في فيلم العرّاب لم يضعه أحد في خانة الاختيار، بل هو من أقدم على هذا الفعل، هو من قرر أن يحمل على عاتقه مهمة الانتقام لأبيه وللعائلة، وهذا في حّد ذاته اختيارًا. وفعلها مايكل، بعد لحظات من التردد، والحيرة، وربما الخوف، كل هذه المشاعر ظهرت في عينيه الزائغتين قبل أن يُقدم على أهم خطوة في حياته، والتي لا رجعة فيها. أمّا العواقب فكانت أن تحمّل مايكل عبء زعامة العائلة بما فيها من صراعات دموية اضطرته إلى قتل الكثير من أعدائه، فقد زوجته الأولى التي قُتلت مكانه بالخطأ، تركته زوجته الثانية عندما اكتشفت حقيقته ورأت فيه رجلًا آخر غير الذي أحبته وتزوجته. توترت العلاقة بينه وبين أخته لسنوات لأنه قام بقتل زوجها، اضطُر إلى قتل أخيه الأكبر، اضطرته الزعامة والوفاء للعائلة من قتل شخص خائن حتى لو كان ابن (فيتو كورليون) نفسه. وأخيرًا فقد مايكل كورليون أحب الناس إلى قلبه على الإطلاق، إبنته صوفيا التي قُتلت بين ذراعيه. فهل كانت ضغطته الأولى على الزناد، وانتقامه المزعوم لعائلة كورليون، تساوي كل أنهار الدم هذه التي سالت على مدار سنوات طويلة؟ يقولون أنّ الطريق يبدأ بخطوة، خطوة واحدة تحدد مصيرك حسبما اخترت من طرق. ومايكل اختار طريقه ومشى فيه، وكانت أول خطوة في طريقه الدامي هي ضغطته الأولى على الزناد، والتي مشى من بعدها خطوات أخرى كثيرة، جعلت من المستحيل أن يتراجع. فهكذا كان اختيار مايكل، وهكذا كانت عواقب ما اختاره. لعب فرانسيس فورد كوبولا دورا مهما في إثراء السينما الأميركية والعالمية بتحف خالدة، لكنه أيضا شق منذ نهاية الستينيات، من خلال شركة الإنتاج التي أسسها، طريقا لجيل من السينمائيين المتمسكين باستقلاليتهم والراغبين في إنجاز مشاريع سينمائية خارج اليد الطولى لكبريات شركات الإنتاج. يقول فرانسيس عن الفن السابع “أعتقد أن السينما والأفلام والسحر تشترك في الكثير من الأشياء، لقد كان الأشخاص الذين بدؤوا السينما سحرة بلا شك”. الجوائز والأوسمة حقق فرانسيس فورد كوبولا أول تتويج كبير بمهرجان كان الفرنسي عام 1974 حين فاز بالجائزة الكبرى عن فيلمه “المحادثة”، وعاود التتويج بالسعفة الذهبية في المهرجان عام 1979 عن فيلم “القيامة الآن”. وتوّج عن هذا الفيلم أيضا بجائزة الغولدن غلوبز كأفضل مخرج عام 1980، وبينما رُشح للأوسكار عن فيلمه الملحمي “العراب” عام 1973، فإنه استطاع الحصول على جائزتي أوسكار عن الجزء الثاني من “العراب” عام 1991، وهما جائزتا أفضل فيلم وأفضل إخراج.