يستضيف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته العاشرة، المخرج، والمنتِج، وكاتب السيناريو الأميركي من أصول إيطالية، فرانسيس فورد كوبولا، الذي حصل على جائزة الأوسكار خمس مرات. فرانسيس فورد كوبولا بعد استضافته العديد من السينمائيين العالميين، أمثال المخرجين الأميركيين، مارتين سكورسيزي، وجيم جارموش، والناقد السينمائي الفرنسي جون بيير لافوانيا، وتأتي دعوة كوبولا، الذي سيتحدث عن تجربته السينمائية أمام ضيوف المهرجان، الذي سينظم من 3 إلى 11 دجنبر المقبل، متزامنة مع حصول فيلمه الشهير "العراب"، الذي عاد من خلاله كوبولا إلى أصوله الايطالية وأشرك فيه عددا من أفراد عائلته، وحصد من خلاله 9 جوائز أوسكار، على المرتبة الأولى، في استطلاع حول أفضل ألف فيلم في التاريخ، أجرته شركة "زاغات" الأميركية أخيرا. ونال الجزء الثاني من الفيلم المرتبة الثانية، فيما نال فيلم "كازابلانكا" المرتبة الثالثة، و"سكيندلز ليست" الرابعة، و"لورانس العرب" الخامسة، و"تو كيل إي موكينغبرد" السادسة، و"ستار وورز" السابعة، و"ذا ويزرد أوف أوز" الثامنة، و"لادي إيف" التاسعة، بينما حل فيلم"سينغينغ إن ذا رين" المرتبة العاشرة. تعرض ثلاثيّة "العراب" 1972، 1974 و1990، المقتبسة من رواية ماريو بوزو (العراب)، التي كتبها عام 1968، وأخرجها عام 1972 فرانسيس فورد كوبولا، قصة عائلة الكورليوني منذ سنة 1945، وهي إحدى أقوى عائلات المافيا الإيطالية في نيويورك، متورطة في أعمال إجرامية مختلفة، كإدارة نوادي القمار، والبغاء ومتاجرة الكحول. إلا أن علاقات زعيم العائلة، دون فيتو كورليوني (مارلون براندو) بشخصيات سياسية مهمة، منحته نفوذا قويا، وبالتالي منحت أعمال عائلته تغطية. غير أن هذه العلاقات تتأثر بعد رفضه لطلب سالازو بحمايته وأعماله في تجارة المخدرات لقاء مبلغ كبير من المال، ما يدخل العائلة في حرب مع بقية العائلات، عندها يتدخل للمساعدة وإنقاذ العائلة من الدمار الابن الأصغر لدون مايكل (آل باتشينو)، الذي كان عسكريا بعد الحرب العالمية الثانية، ويرفض المشاركة أو التورط في أعمال عائلته. وتميز الفيلم، بالإضافة إلى براعة الممثلين مارلون براندو وآل باتشينو، والسيناريو الفريد من نوعه، بإخراجه المتميز جدا، إذ اعتبره العديد من النقاد الأفضل في تاريخ السينما العالمية. للإشارة، ولد فرانسيس فورد كوبولا في 7 أبريل 1939 في ديترويت، وحصل على ماجستير الفنون الجميلة في الإخراج، ورغم أن والده، الذي كان عازفا شهيرا في أوركسترا نيويورك السيمفونية، لم يتقبّل فكرة دخوله الوسط الفني، وظل يكرر حتى وفاته أن "العائلة لا تتسع سوى لعبقرية فنية واحدة"، إلا أن فرانسيس فورد كوبولا نجح في رفع التحدي، وأثبت أنه مجبول من طينة نادرة لا تعرف الفشل، وتكمن عبقرية كوبولا في البصمة الفنية الفريدة، التي تميز أعماله الكبرى "محادثة سرية"، و"الرؤيا الآن"، و"ناس المطر"... ، ذات اللغة البصرية الساحرة والرؤية الإخراجية الباهرة. ناهزت أعمال كوبولا كمخرج سينمائي 25 فيلما، من أهمها فيلمه الشهير عن حرب فيتنام "نهاية العالم الآن"، المقتبس من رواية "قلب الظلمات" لجوزف كونراد، الذي أخرجه سنة 1979 وحاز من خلاله على السعفة الذهبية من مهرجان كان الدولي، و"محادثة سرية"، الذي حاز بفضله أيضا، السعفة الذهبية للمهرجان نفسه، ومصاص الدماء "دراكولا" عام 1992، دون أن ننسى مساهمته في إنتاج عدد كبير من الأفلام العالمية، التي حازت العديد من الجوائز ودوره في اكتشاف ممثلين ومخرجين كبار، أمثال جورج لوكاس ونيكولا كيج وروبيرت دي نيرو، وغيرهم الكثير.