إصرار جماعي على تحديث الآلة الحزبية ومواصلة المعركة النضالية قام مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي المكلف بقطب التنظيم في الفترة ما بين 5 إلى 6 فبراير 2011 بالإشراف على التوقيع على عقد البرنامج بكل من أقاليم الراشدية وتينغيروزاكورة ووارزازات، وكانت المناسبة سانحة لعضو المكتب السياسي أن يقدم للحاضرات والحاضرين كل في مدينته عروضا حول الوضعية السياسية ورهانات حزب التقدم والاشتراكية. وفي معرض تدخلاته، شرح مصطفى عديشان حيثيات المصطلح الذي أبدعه الحزب واصطلح عليه «الجيل الجديد من الانحرافات»، ومدى خطورة ذلك على الممارسة الديمقراطية ببلادنا، والتي من شأن عدم وضع حد لها أن يزيد في تعميق ظاهرة العزوف السياسي، وعرقلة عملية تأهيل الأحزاب السياسية، وإعادة الاعتبار للعمل السياسي ككل. وكبديل لهذا الوضع، أسهب عديشان في شرح مقاربة الحزب الداعية لجيل جديد من الإصلاحات، لإعطاء دفعة قوية للمشروع الديمقراطي، وهو ما تحتاجه بلادنا، ويتطلع إليه شعبنا، بما يتطلبه الأمر من ضرورة تقوية الجبهة الداخلية، بإيجاد الحلول المناسبة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة للساكنة، مع إعمال مبدأ المساواة بين الجميع، في الحقوق والواجبات، وإتاحة الفرص، دون امتيازات أو تمييز، والقطع مع أساليب الريع والزبونية، والحرص على تجنب الاختلالات، أيا تكن مظاهرها، وحماية المال العام، والتوزيع العادل للثروات، واتباع سياسة اندماجية في مختلف المجالات، من غير شوفينية، بعيدا عن كل نعرة قبلية أو تصلب إقليمي، وفي منأى عن كل ما من شأنه أن يتخذ شكل عناصر للتفرقة ومواصلة مسار البناء والتنمية، في ظل الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي، وتعزيز الممارسة الديمقراطية، وضمان حق الممارسة الفعلية للحريات الفردية والجماعية، في إطار دولة القانون والمؤسسات، بعيدا عن أي حسابات سياسوية ضيقة تتلاعب في العمق بمصالح الوطن العليا. إن بلادنا، -يضيف عديشان-، في حاجة ماسة إلى إصلاح سياسي، يروم تمتين واحترام دور ومكانة المؤسسات، وتوسيع وتحصين فضاء الحريات العامة الجماعية والفردية، مع صيانة حرمة الأشخاص وكرامتهم، والإقرار بحقهم في اختيار قناعاتهم الفكرية والسياسية دون إكراه، وتطوير مفهوم حقوق الإنسان ليشمل الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحق النساء في المساواة، كما يرسي قواعد نظام تمثيلي أكثر مصداقية ونجاعة. ولن يتم ذلك إلا بتوفير جو سياسي سليم، واحترام إرادة الناخبات والناخبين، والابتعاد عن محاولات صياغة خريطة سياسية، بأساليب منافية للتطور الديمقراطي الطبيعي واحترام استقلالية الأحزاب السياسية في قرارها. هذا وقد تم التوقيع على عقد البرنامج بكل من الراشدية مع مولاي مصطفى بوزكراوي، كاتب الفرع الإقليمي، ومع مصطفى مفيد كاتب الفرع الإقليمي بتينغير، ويوسف ياسين كاتب الفرع الإقليمي بزاكورة، ومحمد بوخالف كاتب الفرع الإقليمي بوارزازات.