التفاتة جد قوية،تلك التي أقدم عليها الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير إداوتنان، بتكريمه لرفيقهم في درب النضال، المناضل المصطفى عديشان. تكريم جاء ليؤكد المكانة الهامة التي يحضى بها المحتفى به لدى كل مناضلات ومناضلي حزب الكتاب وكذا لدى كل متتبعي الشأن السياسي بالمنطقة، بالنظر إلى الخدمات الجليلة التي أسداها معتقل الرأي والسياسة، في ثمانينيات القرن الماضي، إلى كل مناضلات ومناضلي المنطقة في الفترة التي قضاها معهم كمتتبع لشؤون التنظيم بجهة سوس ماسة درعة، ولفترة لا تقل عن عقد من الزمان جال وصال من خلالها دروب وأزقة ومداشر كل الأقاليم التابعة لنفوذه من أجل إيصال صوت الكتاب إلى كل صغارها وكبارها،شيبها وشبابها. فقرات الاحتفاء التي احتضنتها قاعة إبراهيم راضي بمقر بلدية أكادير، حضرتها إلى جانب جمهور غفير غصت به جنبات القاعة، العديد من الوجوه السياسية والفكرية والإعلامية والجامعية والطبية بالمنطقة كما عرفت حضور العديد من رفاق ومرافقي وأصدقاء عديشان وفي مقدمتهم رفيقه محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام للحزب بالإضافة إلى مصطفى البرايمي عضو المكتب السياسي للحزب، وأحمد بلقاضي،عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، والبروفيسور أحمد المنصوري، الكاتب الإقليمي للحزب بمراكش، والمخرج المسرحي عبد القادر عبابو، والدكتور عبد العزيز الريماني، مدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، والدكتور عمر عبدوه، رئيس المرصد الجامعي لمهن وممارسات الإعلام، وثلة من مفكرين وممثلي الأحزاب السياسية الحليفة. هذا، وركز المنظمون، خلال هذا العرس الاحتفائي بامتياز، على تقديم شهادات مصورة لأعمدة حزب التقدم والاشتراكية :مولاي اسماعيل العلوي والمصطفى البرايمي ومحمد نبيل بنعبدالله وخالد الناصري ومحمد بن سعيد، قبل أن يفسحوا المجال للأستاذ محمد بورحيم، رفيقه في السجن والنضال والذي شاركه مرارة الاعتقال والتعذيب بسبب مواقف نضالية ومدافعة على كرامة وحقوق الطبقات الشعبية المسحوقة..كلمة بورحيم أخرست القاعة وأدمعت عيون الكثير من ذوي القلوب الحساسة والرحيمة لما حملتها من شحنات عاطفية نابعة من أحاسيس معيشة ترسخت في ذهن وجسد وذاكرة الشاهد الذي استطاع أن يسرد بعضا من اللحظات العصيبة التي قضاها، رفقة عديشان، على مدى خمس سنوات من الاعتقال التعسفي والكابح للحرية. شهادات كلها أجمعت على نبل ودماثة أخلاق مصطفى عديشان، وعلى صبره وتحمله، معتبرين إياه رجل التوازنات ورجل المهام الصعبة داخل المؤسسة الحزبية للتقدم والاشتراكية. وخلال كلمته المقتضبة بالمناسبة، قدم عديشان جزيل شكره وعميق امتنانه للفرع الإقليمي للحزب بأكادير إداوتنان الذي التفت إليه وشرفه بهذا التكريم الذي سوف يحفزه أكثر على المزيد من البذل والعطاء وعلى تثبيت أواصر التعلق والوفاء. وفي ختام هذا التكريم، السادس من نوعه الذي يقيمه الفرع الإقليمي للحزب بأكادير، بعد كل من محمد كيبوش، وأحمد الشاوي، ومحمد وادي، وعائشة السعدي، وعبد القادر عبابو، وسعودي العمالكي، تكريسا لثقافة الاعتراف و تقديرا العطاء النضالي، سلمت للمحتفى به هدايا وجوائز قيمة عربون محبة ووئام يجمع كل مكونات حزب الكتاب.