الشعب هو الحكم وليس مجموعة أشخاص تعاكس كل توجهات الحكومة سر التقارب الكبير بين حزب الكتاب وحزب المصباح هو الجدية وروح المسؤولية و«المعقول» الاستحقاقات المقبلة ستقام في التوقيت المحدد لها سلفا رغم محاولات البعض تحويل موعدها حزب التقدم والاشتراكية سيظل مساندا لقضية التجار المتضررين إلى أن يتم إنصافهم استهل محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة، كلمته في المهرجان الخطابي الذي نظمه الفرع الإقليمي للحزب بإنزكان أيت ملول، أول أمس السبت، بالترحيب بالعديد من أعمدة المشهد السياسي بالإقليم الذين اختاروا الانضمام لحزب الكتاب وبشكل جماعي في الآونة الأخيرة، منوها في الآن ذاته بالمجهودات الجبارة التي أسداها رفاقه الذين ارتبطت أسماؤهم منذ عقود بالحزب الشيوعي المغربي سابقا. كما رحب بالحركة المطلبية الحضارية للطلبة الممرضين الذين حضروا اللقاء ورفعوا شعاراتهم المعبرة عن مطالبهم في صمت، ودون أن يقوموا بأي سلوك استفزازي في القاعة المحتضنة لهذا النشاط التواصلي التفاعلي، وهو اللقاء الثاني من نوعه في الإقليم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعد ذلك الذي احتضنته قاعة الحفلات تامونت بإنزكان مؤخرا ونشطه عضوا المكتب السياسي رشيد روكبان والمصطفى عديشان. وأثار المسؤول الحزبي مشكل التجار الصغار ونظرائهم المتجولين الذي استفحل بشكل فظيع في الآونة الأخيرة، وقيل في شأنه الكثير، بعدما تدخلت جهات نافذة رفقة لوبيات العقار في الإقليم المتعودة على المتاجرة في معاناة الطبقات المسحوقة والمقهورة، لتحويل المسار والأهداف التي أخرج من أجلها مشروعا سوقي "الحرية" و "الأطلس" إلى الوجود. وتساءل بنعبد الله عن عدم "تذويب" وإدماج هؤلاء المتضررين ضمن المستفيدين من استغلال هذين السوقين، خاصة وأن عدد الدكاكين المزمع فتحها في هذين المشروعين التجاريين يقارب الألف وستمائة دكان، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد التجار المتجولين وغير المهيكلين الثلاثمائة، مشيرا أن المسؤولين على ملف هذا المشروع قد سبق لهم وأن وعدوا هذه الفئة من التجار قبل انطلاق أشغال البناء بالاستفادة من هذه الدكاكين مقابل سومة كرائية بقيمة 350 درهما في الشهر، لتتحول هذه السومة بقدرة قادر بعد انتهاء أشغال البناء إلى أزيد من ثلاثة آلاف درهم. ودعا بنعبدالله، بقوة، كل المتدخلين في هذا الملف وكل المسؤولين على تدبير الشأن المحلي إلى العودة إلى جادة الصواب وإنصاف هؤلاء المتضررين من كل ما لحقهم من تعنيف وإقصاء ممنهج ومنحهم حقهم المنزوع منهم، وذلك حتى تعود، كما يقول، عجلة التنمية التجارية بمدينة التجار الصغار والمتوسطين بامتياز إلى وضعها الطبيعي، مضيفا أن حزبه وكل مناضليه، سوف يظلون يساندون قضية المتضررين وسيبقون بجانبهم حتى يتم إنصافهم وإنصاف إخوانهم في سوق الجملة الذين يتعرضون بدورهم للمضايقات كل يوم. وقال المسؤول الحكومي بأن تواجد حزبه في الأغلبية الحكومية لن يثنيه أبدا على تأدية الأدوار الأساسية التي أسس من أجلها حزبه منذ أزيد من سبعين سنة، وهي الدفاع المستميت على الطبقات المسحوقة والفقيرة وباقي شرائح المجتمع التي هضمت حقوقها وسلبت منها مكتسباتها، وما ملف تجار إنزكان إلا جزء من هذه الفئات السالفة الذكر، يضيف نبيل، الذي دعا المسؤولين بالإقليم إلى فتح حوار جاد ومسؤول مع تجار المدينة وفتح قنوات التشاور لإيجاد حل نهائي متوافق حوله وفق القوانين المنظمة للقطاع وتفاديا لتشريد المئات من الأسر والزج بأربابها في غياهب التشرد المؤدي حتما إلى الانحراف واحتراف مهن غير شرعية. وقال بن عبد الله بأن البلد لا يمكن أن يعيش في وضعيات التناقض الاجتماعي الصارخ وفي أجواء تطغى عليها معادلات الزبونية والمحسوبية والكيل بمكيالين، فجميع المواطنات والمواطنين لهم الحق في العيش الكريم وفي الاستفادة من حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور والقوانين المنظمة للحياة في البلاد، مؤكدا أن البلد تقدم درجات كبيرة في التنمية وفي كل مجالات الحياة، ولا يسمح البتة بالرجوع إلى الوراء، وعلى الجميع أن يعي بأن هذا الوطن يسع للجميع، أغنياء وفقراء وطبقات متوسطة وكل مكونات المجتمع المغربي. وعلى الجميع أن يتعايش في حرية وسلم وعدالة اجتماعية بعيدا عن التطاحنات المجانية وبعيدا عن سياسة "توزيع الكعك" بين الأقرباء والأصدقاء وأبناء الدار. فلا يعقل، يقول الأمين العام، أن نقبل في حزب التقدم والاشتراكية المفعم تاريخه ومنذ خروجه إلى الوجود بداية أربعينيات القرن الماضي، بالمواقف الوطنية الشهمة وبالمواقف النضالية الشجاعة، أن تمس كرامة مواطنينا مهما كانت مكانتهم الاجتماعية ومهما اختلفت توجهاتهم الفكرية والإيديولوجية، ولا يمكن أن نقبل في حزب التقدم والاشتراكية، يؤكد بن عبدالله، بتسيير شأن عام تتخلله النواقص والاختلالات بداية بأنفسنا، فكل الجماعات الترابية التي نشرف على تدبيرها وكل القطاعات التي أوكلت لنا مهمة تسييرها تتميز بالنجاعة وبالمردودية، لكوننا نلتزم دائما بتحويل الأفكار إلى ممارسات وسلوكات وإنتاجات على أرض الواقع. وقرارنا، يضيف المسؤول الحكومي، بالدخول في التجربة الحكومية الحالية، يندرج في إطار تدعيم المسلسل الديمقراطي الذي انخرطت فيها بلادنا وكذا ابتغاء تعزيز الكرامة والحرية وتكريس العدالة الاجتماعية. ونوه بنعبدالله بالعلاقات القوية التي تجمع حزبه بجميع مكونات حزب العدالة والتنمية. وعزا وزير السكنى وسياسة المدينة التقارب الكبير بين حزبه وحزب المصباح، بالرغم من الاختلاف الكبير في الفكر وفي الإيديولوجية والتوجه السياسي، إلى الجدية وروح المسؤولية والتفاني في العمل وطغيان "المعقول" على مواقف الطرفين والاهتمام بمصالح الشعب المغربي، مذكرا بالنجاحات تلو الأخرى التي تراكمها التجربة الحكومية الحالية، والتي من شأنها أن تبوئ المغرب المكانة الحقيقية التي يستحقها وأن تصعد به إلى مصاف الدول الصاعدة، مشيرا إلى كون حزبه يشكل لبنة من اللبنات الأساسية في التجربة الحكومية الحالية ورقما مهما من أقام نجاحها، أحب من أحب وكره من كره، وتواجدي هنا، يقول المتحدث، لأدافع عن هذه الحكومة وليس عن عبد الإله بنكيران الذي لا يحتاج لمن يدافع عنه، لأنها تجربة الصدق والإخلاص والعمل، تجربة اعترضتنا فيها الصعاب والعراقيل والمطبات من كل الجهات، إلا أننا ولله الحمد استطعنا أن نتخلص منها ونخرج البلاد إلى بر الأمان دون أن شروخ ولا رضوض. صحيح، أن الأوضاع الدولية الحالية والظروف المناخية خاصة التساقطات المطرية المهمة التي جادت بها علينا السماء خلال السنة الحالية، ساهمت بقسط كبير في التوازن الاقتصادي للبلد، يقول بن عبدالله شاكرا الله على هذه النعم، إلا أن روح المسؤولية والإخلاص والنزاهة في التعامل مع كل القضايا من طرف الحكومة كان له الأثر الكبير في تثبيت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد وتقليص ديونه الخارجية، وهذا هو الهدف الأسمى لحزب الكتاب الذي يساهم كذلك، من خلال هذا المسار، في إعادة توزيع ثروة البلد على الفئات المقهورة من أرامل وطلبة والحرفيين والتجار الصغار وعديمي الدخل والمحتاجين للتمدرس والتطبيب والعاطلين . وخلال هذا المهرجان الخطابي الأول من نوعه بمدينة الدشيرة الجهادية، والذي احتضنته القاعة المغطاة للرياضات بالمدينة، وحضره إلى جانب وفد مهم من أعضاء المكتب السياسي والمتكون من عبد اللطيف أوعمو ورشيد روكبان وسعودي العمالكي والمصطفى عديشان وكريم التاج وفاطمة الشعبي، والعشرات من أعضاء اللجنة المركزية للحزب وبرلمانييه، مختلف المنابر الإعلامية المحلية والوطنية وحوالي ثلاثة آلاف مواطنة ومواطن قدموا من مدن القليعة وأيت ملول وإنزكان والدشيرة، أوضح نبيل بنعبد الله أن هذا اللقاء يدخل ضمن سلسلة اللقاءات التواصلية ذات البعد السياسي التي برمجها حزب التقدم والاشتراكية للتواصل والتفاعل مع المواطنات والمواطنين من مختلف ربوع المملكة وللإنصات لهمومهم وحاجياتهم وانتظاراتهم دون اللجوء إلى الأساليب المتدنية في الحوار والنقاش كما دأب البعض على القيام به من سب وشتم واستفزاز. "ومن يريد إزاحة الحكومة الحالية فليشمر على ساعديه، وصناديق الاقتراع هي الفيصل وليس القذف والتشهير والبروباكاندا الماجنة". فالشعب المغربي، اختار عن قناعة وبشكل ديمقراطي من يتولى أموره ومن حقه الإطاحة به كلما اتضح له خلل في وظيفته، فالشعب هو الحكم وليس مجموعة من الأشخاص الذين يعاكسون كل توجهات الحكومة ويسعون في حلهم وترحالهم إلى "تسويد" كل ما تقدم عليه الحكومة الحالية، وهذا بالطبع يقول بنعبدالله، لا يمت للأخلاق وللسياسة وللديمقراطية بصلة. واختتم نبيل بن عبد الله مداخلته بحث مناضلات ومناضلي حزبه في عمالة إنزكان أيت ملول برص الصفوف ووضع اليد في اليد لإنجاح الاستحقاقات المقبلة والتي ستقام في التوقيت المحدد لها سلفا، رغم محاولات البعض لتحويل موعدها لغاية في أنفسهم، لكننا، يقول نبيل، سوف نتصدى لكل من سولت له نفسه العبث بحق المواطن المغربي. للإشارة فقد تم في بداية هذا اللقاء الجماهيري الذي قام سعودي العمالكي، منسق الحزب بالجهة وعضو المكتب السياسي بتقديم وبتنسيق فقراته، تكريم الأستاذ محمد الحمزاوي، أحد الوجوه التقدمية التي بصمت نضالات كبيرة بمدينة الدشيرة الجهادية وبالمدن المجاورة، اعترافا من الفرع الإقليمي بالخدمات الجلى التي أسداها للتنظيم بالمنطقة.