مجهودات وزراء حزب التقدم والاشتراكية داخل الحكومة الحالية تستحق التنويه الجهود ستتواصل للنهوض بالقضايا التي تدخل في صلب العدالة الاجتماعية التي ينادي بها الحزب منذ سبعة عقود في إطار التحضير للمؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية، المقرر عقده أيام 30 – 31 ماي و فاتح يونيو المقبل، وعلى غرار باقي الفروع الإقليمية بمختلف المدن، حل وفد من الديوان السياسي للحزب، برآسة محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام، رفقة أعضاء من اللجنة المركزية بإقليم زاكورة، أول أمس السبت، حيث حظوا باستقبال جماهيري كبير في مقدمته، أعضاء الفرع الإقليمي للحزب بزاكورة ومناضلي ومناضلات الحزب بالإقليم. وقد ضاق الفضاء المخصص للقاء وفد الحزب، بأكثر من 2000 شخص ، حيث رددوا شعارات حماسية، تعبر عن حفاوة الاستقبال، وعلى إيقاع نغمات أصيلة وأهازيج أمازيغية قدمتها الفرق الفولكلورية الشهيرة بالجهة. وضم وفد الحزب، بالإضافة إلى أمينه العام، كل من رشيد روكبان، رئيس الفريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، ومصطفى عديشان المسؤول على قطب التنظيم في الحزب، وفاطمة فرحات ومصطفى الرجالي وتناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الإقليمي، نبيل بنعبدالله، الذي أشار إلى تشبث حزب التقدم والاشتراكية بقيمه ومنطلقاته وسعيه إلى بلورتها على أرض الواقع، ومتشبثا بثوابت هذا الوطن من أجل المساهمة في نمائه وتقدمه وبناء كرامة المواطن، موضحا، أن تنظيم الحزب لهذا اللقاء بمدينة زاكورة، يعتبر صلة وصل مع الجماهير للإنصات إلى نبض سكان المناطق النائية وسكان العالم القروي من فلاحين ومزارعين ومن الفئات المستضعفة والمهمشة التي تعاني من ويلات القهر والإقصاء وقلة ذات اليد، وإرهاف السمع لمشاكلهم وقضاياهم التي يأتي الماء الشروب على رأسها. فمحنة شح الماء الشروب في المنطقة التي تعتبر إحدى أهم المعضلات التي طالما قضت مضجع السكان، يضيف نبيل بنعبدالله، كانت ولاتزال من أهم انشغالات حزب التقدم والاشتراكية الذي يسعى اليوم، من خلال إشراف الرفيقة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، على إيجاد حل لهذا المشكل، ومنها بطبيعة الحال منطقة وادي درعة التي بات فيها الحل على مرمى حجر. وشدد الأمين العام للحزب على أن الإقليم المعروف بشساعته، وبصعوبة مسالكه، في حاجة ماسة، شأنه في ذلك شأن العديد من المناطق في البلاد، إلى تعليم في المستوى وإلى تطبيب يستجيب إلى كل متطلبات الساكنة وإلى سكن لائق لكل الأسر وإلى العديد من الخدمات الأساسية التي تدخل في صلب العدالة الاجتماعية التي ينادي بها الحزب منذ سبعة عقود، ولازال يطالب بها، باعتبارها أساس الحياة الكريمة التي تشكل بدورها جوهر الحقوق بالنسبة لكل المواطنات والمواطنين ،وباعتبارها منطلق الديمقراطية الحقة، مستغربا في الوقت نفسه، من التأخر الذي يعرفه تنزيل المرسوم الخاص بالترخيص للموطنين بالاستعانة بالمواد المحلية التي تختلف باختلاف المناطق للتوسع أكثر ولتجويد الميدان العمراني في كل ربوع المملكة والذي يتميز بالتنوع وبالتميز حسب المناطق ،الشيء الذي يعطي لهذا القطاع رونقه وجماليته. وعلى مستوى آخر، نوه بنعبدالله بالمجهودات المضنية التي يقوم بها وزراء الحزب الذين تحملوا المسؤولية داخل الحكومة الحالية، مذكرا بالإكراهات التي تعيق عملهم خاصة في قطاع بحجم قطاع الصحة الذي راكم ولسنوات العديد من المشاكل، يصعب معها التأهيل، وبالرغم من ذلك، يضيف بنعبدالله، استطاع البروفيسور الحسين الوردي أن يحقق إنجازات غير مسبوقة يحق للحزب ولمناضليه الافتخار بها، من قبيل المعركة التي خاضها لتخفيض أثمنة المآت من الأدوية التي كانت في السابق تثقل كاهل الأسر الفقيرة والمتوسطة، ناهيك عن الأوراش الضخمة التي فتحت في القطاعات التي يتحمل فيها باقي الوزراء المسؤولية التدبيرية، خصوصا في قطاعات التشغيل والثقافة وفي السياسة المائية . ملف الأراضي السلالية، كان أيضا حاضرا في كلمة الأمين العام للحزب، بتأكيده على ضرورة تعويض كل السلاليات والسلاليين عن أراضيهم التي استغلت لإنجاز مشاريع تنموية وكذا على أولويتهم في الاستفادة من تلك المشاريع. هذا وتميز هذا التجمع الجماهيري الكبير بحضور نخبة من ممثلي الهيئات والجماعات المنتخبة ومكونات المجتمع المدني بالمنطقة وشيوخ وأعيان القبائل والبلدات المجاورة لمدينة زاكورة والذين عبروا كلهم عن غبطتهم وارتياحهم لتواصل قيادة الحزب الدائم معهم وعن التفاعل الإيجابي الذي يطبع دائما علاقاتهم بقيادة الحزب. جدير ذكره، أن صفوف حزب التقدم والاشتراكية بإقليم زاكورة، قد تعززت في الآونة الأخيرة بمجموعة من رؤساء الجماعات ومن مستشارين جماعيين الذين التحقوا بشكل جماعي بالحزب، اعترافا منهم بقوة الحزب وبمكانته المتميزة داخل المشهد السياسي المغربي. وشهد هذا التجمع إلقاء العديد من المداخلات التي قربت وفد الحزب من واقع المنطقة وتطلعاتها. وهي مداخلات كانت بوابة لنقاش واسع بين نبيل بنعبد الله والجماهير التي جاءت لتحية قيادة الحزب وخطه النضالي القائم على رفض واقع الفقر والتهميش الذي يطال العالم القروي.