سهرة فنية تكريمية ومعرض للوحات التشكيلية تكريم أحمد المزابي الشاوي أحد واضعي اللبنات الأولى للحزب بالمدينة تكريم أحد واضعي اللبنات الأولى للحزب بأكادير والنواحي، وإقامة سهرة موسيقية ملتزمة، وتهنئة الأستاذ أحمد بالقاضي على الثقة التي وضعت فيه لتحمل مسؤولية عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادي، بالإضافة إلى معرض للفنانة التشكيلية فوزية حدوكة،.. تلكم هي أهم فقرات السهرة الختامية الرمضانية للفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير . مبادرة قيمة إذن، تلك التي أقدم عليها مكتب الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير بتنظيمه لحفل تكريم على شرف الرفيق أحمد المزابي الشاوي، أحد واضعي اللبنات الأولى للحزب بالمدينة وأحد المناضلين الأشراف الذين أفنوا زهرة شبابهم في الدفاع المستميت عن قضايا وهموم الطبقات الكادحة. المحتفى به، ينحدر من مدينة تطوان،التحق بمدينة أكاديرفي بداية سبعينيات القرن الماضي، كأستاذ شاءت الأقدار أن ترمي به بين أحضان السوسيين وبالضبط بمدينة إنزكان، حيث استهل مشواره المهني وفي ظروف يسودها الضغط والاحتقان والقمع خصوصا على الشرائح المتوسطة والصغيرة وعلى الطبقات الكادحة، مما ولد لديه النزعة الثورية، وإن كانت البوادر الأولى لهذه الأخيرة، قد بدأت تظهر خلال مقامه في مسقط رأسه بسبب الاضطهاد والقمع اللذين يعيش على إيقاعهما أهالي بلدته شمال المملكة والذين يقتات معظمهم من الفلاحة التي ترادف في ذالك الإبان، الفقر والحاجة ولامبالاة المسؤولين . وبموازاة انخراطه الفعال في الحزب الشيوعي المغربي، ناضل ابن الشمال في صفوف الاتحاد المغربي للشغل، التنظيم النقابي الوحيد الموحد للطبقات العاملة بالمغرب، والمدافع عن مطالبها المشروعة،وكان له الفضل الكبير في التحاقات شبه جماعية للعديد من القطاعات بالعمل النقابي، وفي تأسيس جل فروعه بمختلف مناطق الجنوب المغربي، رغم كل الإكراهات المعرقلة لنضالاته، ورغم المنع المطبق على أنشطة الأحزاب اليسارية وعلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل في ظل الحظر المفروض على الأصوات المطالبة بحرية الرأي وبديمقراطية العمل السياسي. وكان آنذاك، أي في منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات، بمثابة المرجع الأساس لكل المناضلين والمتعاطفين مع الفكر اليساري الاشتراكي في المنطقة وفي طليعتها حزب التقدم والاشتراكية، الشيء الذي تسبب له في اعتقالات لا حصر لها من طرف السلطات التي حاربته وتابعته في حله وترحاله. وكان الرفيق الشاوي يعمل أكثر في الظل وفي الخفاء ويرفض التسابق نحو مناصب المسؤولية إلا إذا فرضت عليه، أوفي حالات غياب القادر على تحملها بالشكل المطلوب .ولنشر أفكار الحزب وإيديولوجيته، كان المكرم يصول ويجول كل الجنوب المغربي، بسهوله وجباله وصحرائه، إما لوحده أو رفقة بعض قياديي الحزب أمثال علي يعته وعبدالله العياشي وعبد السلام بورقية والدكتور أقلعي ومحمد كيبوش وغيرهم من أعمدة الحزب الشيوعي المغربي .كما وضع منزله بأكادير رهن إشارة كل مناضلي حزبه والمتعاطفين معه من طلبة وموظفين وعمال . اللقاء التكريمي الذي احتضنته قاعة الشبيبة والرياضة بأكادير، يوم الأربعاء الماضي، والذي حضره العديد من الوجوه السياسية والنقابية بالجهة بالإضافة إلى أحباء وأصدقاء المحتفى به، كان بمثابة مسك ختام الأنشطة المتنوعة التي نظمها الفرع المحلي للحزب بأكادير خلال شهر رمضان الفضيل، والمنظمة في إطار البرمجة الفكرية والثقافية والفنية الرمضانية، كان مناسبة للرفاق الذين عاشروه خلال مختلف مراحل حياته السياسية والنقابية لتقديم شهاداتهم في حقه والتذكير بمناقبه وبخصاله وكذا بجملة من المواقف التي طبعت الحياة النضالية للمناضل اليساري، منها ما يضحك ومنها ما يبكي ومنها ما تقشعر له الأبدان، طرود تعسفية، عقابات بدنية، اعتقالات بالجملة، متابعات قضائية، مضايقات واستفزازات من طرف الإدارة، تهديدات، عقوبات سجنية غير مبررة، تهم وهمية ملفقة وما إلى ذالك، تلكم كانت بمثابة المعيش اليومي للمكرم الذي لم تنل، لا قساوة المعيش ولامطاردات صانعي سنوات الرصاص من عزيمته الفولاذية ومن إيمانه بقضيته. وفي ختام هذا الحفل التكريمي، ومن خلال كلمته، ثمن الأستاذ الشاوي عاليا هذه المبادرة القيمة التي زادته فخرا وسرورا، ونوه بالمجهودات الجمة التي يقدمها أعضاء الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير لتلميع صورة الحزب ولجعله يتبوأ المكانة التي تليق به كحزب مناضل طبع بقوة المسار السياسي النظيف بالبلاد، كما حيا بحرارة كل أصدقائه ورفاقه الذين عايشوه وشاركوه مغامراته ومعاركه النضالية التي جعلت منه أيقونة ترمز لحزب الكتاب. جدير بالذكر أن فقرات تكريم المحتفى به، تخللتها فقرات موسيقية هادئة وعرض لصور أنشطة الحزب الرمضانية بالإقليم وكذا لبعض الوثائق المؤرخة لبدايات المكرم في الحزب الشيوعي المغربي، وخاصة الرسالة التي بعث بها سنة 1965 إلى القيادي علي يعته يطلب من خلالها السماح له في الانخراط والنضال في صفوف الحزب بالإضافة إلى الرسالة الجوابية للرفيق علي يعته التي حملت أكثر من دلالة ومن تحليل عميق للأوضاع في البلاد خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخه. وبموازاة مع الحفل، تم عرض العديد من اللوحات الفنية الرائعة للأستاذة والفنانة التشكيلية فوزية حدوكة رئيسة جمعية «أصدقاء للفن والثقافة»والتي سافرت من خلالها بكل الحاضرين إلى عوالم اللمسة الفنية الدقيقة وإلى الفضاء الإبداعي للخيال الهادف، معرض عبرت من خلاله عضوة المكتبين المحلي والإقليمي لحزب الكتاب بأكادير، عن دقة حسها الإبداعي وعن احترافية مغازلتها للريشة للبوح بكل ما يخالجها من أحاسيس وأفكار جادت بها قريحتها ذات المزاج الهادي، هدوء فحوى لوحاتها التي سرقت بها الأضواء وجلبت بها انتباه كل من وطأت رجلاه مدخل القاعة. وتم من خلال هذا الحفل البهيج أيضا تهنئة الأستاذ أحمد بالقاضي بمناسبة تنصيبه مؤخرا على رأس كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، كما تمت الإشادة بالخدمات الجليلة التي يسديها للمنظومة الجامعية بالمنطقة وكذا بالإضافة النوعية التي يقدمها للحزب بالإقليم .