وفد سياسي وازن عن القيادة الوطنية للحزب يشارك في لقاء عمومي ناجح تكريم ثلة من المناضلين اعترافا لهم بالخدمات الجليلة التي أسدوها للحزب وللمنطقة لم يكن حلول ثلة من قياديي حزب التقدم والاشتراكية بتارودانت يوم السبت الماضي اعتباطيا أو من قبيل الصدفة، بل جاء نتيجة إصرار وتشبت كل المتعاطفات والمتعاطفين ومناضلات ومناضلي الحزب بهذا الإقليم الأكثر شساعة على الصعيد الوطني بضرورة حضور قيادة وطنية وجهوية من هذا الحجم لتقاسهم احتفالاتهم التي انطلقت منذ بداية الصيف الماضي، احتفاء بالذكرى السبعين لتأسيس الحزب. وكان وفد القيادة الوطنية للحزب يتكون من الرفاق: امحمد كرين، عضو مجلس الرئاسة ومحلل سياسي واقتصادي؛ عبد اللطيف أوعمو، عضو الديوان السياسي وعضو فريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين ورئيس بلدية تزنيت، رشيد ركبان عضو الديوان السياسي ورئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب ورئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب؛ وسعودي العمالكي عضو اللجنة المركزية للحزب والمنسق الجهوي لجهة سوس ماسة درعة وكاتب الفرع المحلي بأكادير؛ وعدد هائل من الرفاق والرفيقات القادمين من مختلف وهكذا، غصت جنبات القاعة الرئيسية لمعهد محمد الخامس للتعليم الأصيل بمدينة تارودانت بحضور كبير ووازن تشكل بالأساس من مناضلي ومناضلات الحزب بالمدينة والجماعات القروية والبلدية المحيطة بها، ومجموعة من المهتمين بالشأن المحلي بتارودانت وعدد كبير من المناضلين السياسيين والجمعويين والمثقفين وممثلي وسائل الإعلام الوطنية والمحلية. وفي كلمته الافتتاحية عرج محمد مواد عضو اللجنة المركزية والكاتب الإقليمي للحزب بتارودانت على المسار النضالي للحزب بتارودانت منذ تأسيس هياكله التنظيمية الأولى، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، رغم الإكراهات والعراقيل التي استطاع المناضلون الأقحاح تجاوزها بفضل عزيمتهم وإصرارهم وإيمانهم القوي بقضيتهم المتمثلة في تثبيت دعائم الحزب اليساري التقدمي الوطني المتأصل تاريخيا من أجل إسهام مواطنات ومواطني منطقة تارودانت في بناء تاريخ المغرب الحديث. من جانبه، قام رشيد روكبان، خلال تدخله، في هذا الحفل السياسي الذي أدار أشواطه بحنكة محمد مواد، بالتنديد بالاعتداءات الجنسية المتكررة التي كان ضحيتها العديد من الأطفال الأبرياء بتارودانت، داعيا السلطات الأمنية بالمدينة إلى التعامل مع هذا الملف ومع هذه الظاهرة المشينة بحزم وصرامة كبيرين لإعادة الطمأنينة والسكينة لأبناء تارودانت والمنطقة برمتها. تداعيات الربيع الديمقراطي والأزمة العالمية والتطورات السياسية الأخيرة المعرقلة للسير العادي لعمل الحكومة الحالية، كانت أيضا محاور حاضرة بقوة في كلمة رشيد ركبان، والذي نوه بالمجهودات المبذولة حاليا من طرف الأغلبية الحكومية للتخفيف من نتائج هذه الهزات، وذكر المسؤول الحزبي بالإكراهات والصعوبات التي مرت منها صياغة مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، مشيدا بالمناسبة بالعمل المشترك مع الفرق الأربعة المشكلة للأغلبية الحكومية والتي تشتغل، حسب روكبان، في انسجام تام وتجانس مشجع للغاية وبمسؤولية كبيرة في إطار البرنامج المشترك المتوافق حوله، قبيل الشروع في تشغيل آلياته التنفيذية. وفي السياق ذاته، تطرق امحمد كرين، إلى مسألة التحالف بين حزب التقدم والاشتراكية ذي المرجعية الماركسية وحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الأصولية، مؤكدا أن هذا التحالف الذي أثار الكثير من الجدل في المشهد السياسي الوطني، أملته مجموعة من الظروف الموضوعية، وعلى رأسها تبوأ الحزب الإسلامي المكانة الأولى خلال الاستحقاقات التشريعية الأخيرة حيث حظي بثقة الشعب المغربي، بالإضافة إلى تصميم حزب التقدم والاشتراكية العزم على مواصلة الأوراش الإصلاحية الكبرى التي رسمها رفقة الأغلية السابقة في الحكومتين المتعاقبتين منذ عقد من الزمن، والعمل على الحفاظ والدفاع المستميت على الثوابت الوطنية التي تشكل أساس استقرار الأمة المغربية. لكن الشيء الوحيد الذي يتحفظ عليه امحمد كرين، حسب ما جاء في كلمته، هو عدم قبوله على غرار كل قياديي حزبه، المس بالقدرة الشرائية للطبقات المسحوقة والمتوسطة . وعن الإصلاحات الكبرى التي تنكب الحكومة الحالية على إخراجها إلى الوجود، يقول كرين، يبرز مشكل المقاصة والمقايسة ونظام التقاعد باعتبارها مواضيع الساعة التي قيل عنها الكثير وسال في شأنها الكثير من المداد، لكن أفق حلحلتها يبقى غامضا ويتطلب شجاعة كبيرة وعملا جبارا لتفادي أنصاف الحلول، داعيا الحكومة إلى اللجوء إلى الطبقات الميسورة لتعبر عن مدى مواطنتها ووطنيتها الصادقة لتساهم في التخفيف من الأزمة البادية في الأفق القريب. أما عبد اللطيف أوعمو، فخصص مداخلته للحديث عن المسار النضالي للحزب خلال العقود السبعة التي عمرها والتي ترك فيها بصمات لا يمكن نكرانها.. عقود، يقول النقيب أوعمو، نقشت في الإكراه وفي المعاناة من قبل جهابدة الحركة الوطنية وعلى رأسهم علي يعتة، عبد السلام بورقية، عبدالله العياشي، عزيز بلال، عبد الكريم بن عبد الله، الهادي مسواك.. والقائمة طويلة. هذا الإرث الذهبي الذي خلفه هؤلاء الأبطال طبع التاريخ المغربي الحديث بدء بمناهضة الاستعمار وتحرير البلاد، مرورا بوضع أسس متينة لدولة القانون والمؤسسات ووصولا إلى ما تشهده بلادنا من تطورات عميقة في البناء وفي الديمقراطية الحق وكذا في المجال الحقوقي الذي قطعت فيه بلادنا أشواطا غير يسيرة تضاهي بها دولا لها باع كبير في الميدان الحقوقي. وقبل ختام هذا اللقاء، أقدم المنظمون على تكريم ثلة من المناضلين الذين وضعوا اللبنات الأساسية للحزب بالمنطقة وأسسوا للفكر الاشتراكي التقدمي بالجهة، اعترافا لهم بالخدمات الجليلة التي أسدوها للحزب ولمناضليه بالمنطقة، وقدم المناضل خالد عزام، المحتفى بهم، ويتقدمهم الشيخ قيدوم المناضلين بالمنطقة الطيب أباسيل وعبد اللطيف عزام، أول مسؤل إقليمي على الحزب بناحية تارودانت، وثلة من المناضلين الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى للتنظيم الحزبي بمنطقة تارودانت، من بينهم المناضلان علي ليكاسي وأحمد الذهبي.. هذا وفي نهاية الحفل أشرف رشيد ركبان على توقيع اتفاقية شراكة بين فرع تارودانت لمنظمة الطلائع أطفال المغرب ومعهد فيدورا للتكوينات التقنية.. وجدير ذكره أن الفرع المحلي بتارودانت، وتتويجا لأنشطته الإشعاعية والاحتفائية بمناسبة الذكرى السبعينية لتأسيس الحزب، سينظم نشاطا لا يقل أهمية من نشاط يوم السبت الماضي، وسيتم من خلاله تكريم عميدي الإعلام الحزبي، الأستاذين الحسين الشعبي وسعودي العمالكي اللذين أفنيا زهرة شبابهما في خدمة قضايا الحزب وصحافة الحزب إن على المستوى المحلي أو الوطني. وسيكون موضوع الندوة المرتقب عقدها السبت القادم (7 نونبر الجاري) يتمحور حول «الإعلام والعمل الديمقراطي».