أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن على الرئيس حسني مبارك إجراء «إصلاحات حقيقية» ابعد من مجرد تشكيل حكومة جديدة وعقد أول أمس السبت اجتماعا مع فريقه للأمن القومي لبحث الوضع في مصر. واجتمع أوباما مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لبحث آخر التطورات في مصر حيث تواصلت التظاهرات وارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من مئة. وجدد أوباما تأكيد «معارضة (الولاياتالمتحدة) للعنف» وكذلك دعوته إلى «ضبط النفس ودعم الحقوق العالمية ودعم إجراءات عملية تمضي قدما بالإصلاحات السياسية في مصر», حسبما جاء في بيان الرئاسة الأميركية. ولم يصدر أي موقف عن الحكومة الأميركية على التغييرات التي أجراها مبارك الذي أقال الحكومة الجمعة وعين رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان نائبا له. وفي وقت سابق, كتب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي على صفحته على موقع تويتر «مع بقاء المتظاهرين في الشوارع في مصر, إننا قلقون من مخاطر وقوع أعمال عنف وندعو مجددا جميع الأطراف إلى ضبط النفس». وتابع كراولي في رسالة أخرى على موقع المدونات الالكترونية القصيرة ان «المصريين ما عادوا يقبلون بالوضع القائم وينتظرون من حكومتهم أن تباشر آلية لإقرار إصلاحات حقيقية». ورأى كراولي انه لا يمكن للرئيس المصري تعديل الحكومة «والتمسك بموقف متصلب», مؤكدا أن «وعود الرئيس مبارك بالإصلاح يجب أن تستتبع بأفعال». وشارك في الاجتماع إلى جانب أوباما نائب الرئيس جو بايدن وكبير مستشاريه لمكافحة الإرهاب جون برينان ومسؤولون كبار مكلفون السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وكانت السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي اطلعت المسؤولين الاميركيين الكبار بينهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على الوضع في مصر. وفي موازاة ذلك تظاهر مئات المعارضين للرئيس المصري السبت في واشنطن ونيويورك لمطالبة الولاياتالمتحدة «بمجاراة المسار الطبيعي للتاريخ» ووقف الدعم لنظامه. وكان أوباما اتصل الجمعة بنظيره المصري مطالبا إياه بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين وبإجراء إصلاحات حقيقية. واستمرت في مصر السبت لليوم الخامس التحركات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام, وقد أسفرت عن مقتل مئة وشخصين على الأقل وجرح نحو ألفين منذ اندلاع الاحتجاجات الثلاثاء, وذلك بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وطبية. وكان أوباما دعا الجمعة مبارك إلى الإسراع في تطبيق الإصلاحات بعد أن قال مسؤولون إن المساعدة الأميركية للقاهرة ستكون على المحك. وقال أوباما «أريد أن اشدد على انه يتعين على السلطات المصرية الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين». وأضاف «للشعب المصري حقوق منها حق التجمع والتظاهر سلميا وحرية التعبير وتقرير المصير». وتابع انه أكد للرئيس المصري أن عليه أن «يفي بوعوده» لتطبيق الإصلاحات. وصرح الرئيس الأميركي «قلت له إن لديه مسؤولية إعطاء معنى لهذه الكلمات. قلت له إن يتخذ خطوات ملموسة للإيفاء بتعهداته». كما أكد المسؤولون الأميركيون أنهم يعيدون النظر في المساعدة العسكرية السنوية الكبيرة وغيرها من المساعدات التي تقدم لمصر في ضوء تصرف القوات المسلحة والحكومة. ويعتبر مبارك لاعبا أساسيا في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط منذ عقود وشخصية محورية في الجهود لإرساء السلام في المنطقة وحليف واشنطن في حربها على الإرهاب. ومصر واحدة من الدول التي تحصل على جزء مهم من المساعدات الأميركية, إذ تتلقى 3,1 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا. كما أثار قطع السلطات المصرية خدمة الانترنت لمنع المتظاهرين ضد نظام الرئيس حسني مبارك من التواصل موجة انتقادات في الولاياتالمتحدة.