بتحكمها في إعادة استعمال الوقود النووي المستخدم في مفاعل تجريبي, اجتازت الصين مرحلة تقنية مهمة حققتها قبلها دول أخرى, لضمان استقلالها في مجال الطاقة على الأمد الطويل, كما يرى خبراء. وقال التلفزيون الوطني الصيني الاثنين باعتزاز أن الصين ستتمكن من استعمال مخزونها من اليورانيوم طيلة ثلاثة ألاف سنة بدلا من خمسين إلى سبعين سنة كما كان متوقعا حتى الآن وذلك بفضل تجربة ناجحة قامت بها «الشركة النووية الوطنية الصينية». وقد أنجز هذا «الاختراق التكنولوجي» في 12 ديسمبر في المصنع رقم 404 «للشركة الصينية في منطقة صحراوية نائية بولاية غانسو (شمال غرب) حيث توصل مهندسون صينيون إلى إعادة استعمال وقود مشع في مفاعل تجريبي. وأوضح خبير غربي يعمل في بكين لوكالة فرانس برس «في مرحلة أولى تم تشغيل المفاعل باستعمال مواد غير مشعة أو ضعيفة الإشعاع وهنا تم الانتقال إلى مرحلة اختبارات مع مواد انشطارية وإشعاعية». وباتت الصين تنتمي إلى «أقلية من الدول» تتحكم في الدائرة الكاملة للوقود النووي كما قال سون كين المدير العام للشركة الصينية بافتخار. وتملك الصين حاليا 31 مفاعلا نوويا في طور العمل ووافقت على انجاز 43 مفاعلا آخر يجري بناء 62 منها, أي أكثر من 04% من المحطات النووية التي يجري بناؤها في العالم, كما أفادت «صحيفة الشعب» الثلاثاء على موقعها من الانترنت. وأوضح لين بوكيانغ مدير مركز أبحاث حول الاقتصاد والطاقة في جامعة تشيامن لفرانس برس ان تجربة الشركة النووية الوطنية الصينية «مرحلة حاسمة لتسوية مشكلة المواد الأولية التي تواجهها الصناعة النووية وسبق وتجاوزتها اكبر الدول النووية». وتحاول الصين خفض اعتمادها على الفحم الذي يغطي 07% من حاجاتها من الطاقة لكن مخزونها من اليورانيوم محدود. وتنتج حاليا نحو 057 طنا من اليورانيوم سنويا لكن الطلب السنوي قد يبلغ عشرين ألف طن بحلول 0202 مع تزايد القوة النووية, على ما ترى الصحافة. وتستغل الشركة النووية الوطنية الصينية منجم يورانيوم في النيجر حيث أعلنت هذه الشركة العامة في 13 ديسمبر أنها استخرجت أول براميلها. وتتطلب مضاعفة احد العوامل من خمسين إلى مئة في استخدام مخزون اليورانيوم, قدرة على استخدام نظيره (ايزوتوب) 832 غير إشعاعي من اليورانيوم الخام. وهذا يمكن أن تقوم به المفاعلات ذات النوترون السريعة التي اطلق عليها اسم الجيل الرابع والتي يتوقع أن تبدأ في تشغيلها المفوضية (الفرنسية) للطاقة النووية بحلول 0402. وأوضح الخبير في القضايا النووية في الأكاديمية الصينية للهندسة يي كيزهين لصحيفة تشاينا بزنس اثر إعلان بكين ان «الصين حققت اختراقا ملموسا في تنمية التكنولوجيات النووية من الجيل الرابع للنوترون السريع». ودون انتظار 0402 قد يتم تعميم استخدام الوقود المعالج مجددا في الصين مع مفاعلات الجيل الثالث مثل اي بي ار لشركة اريفا الفرنسية او اي.بي0001 للاميركية وستنغهاوس اللتين تقومان بانجازات في الصين كما يرى لين. وفي الصين ما زال إعادة استغلال الوقود المشع في مرحلة تجريبية. وفي فرنسا أكثر من ثلث المحطات النووية التي تعمل حاليا قادرة على استعمال جزئي للوقود الذي أعيد استخدامه لا سيما «موكس» الذي يحتوي على البلوتونيوم العالي الإشعاع. وتعتبر سي.اي.ايه ان مفاعلات اي.بي.ار يمكن ان تعمل كليا بهذا الوقود.