أبرز مدير الأرصاد الجوية الوطنية عبد الله ناصف، يوم الخميس الماضي ببيروت، التجربة المغربية التي راكمتها المملكة في مجال التنبؤات الفصلية المتعلقة أساسا بالأحوال الجوية. وأوضح مدير الأرصاد الجوية، خلال مؤتمر حول "تقييم أثر تغير المناخ والتكيف معه في المنطقة العربية" نظم ببيروت على مدى ثلاثة أيام، أن المغرب يقوم بإنجاز هذه التنبؤات منذ سنوات التسعينات، والتي يتم دراستها على صعيد هذه المنتديات، مما جعل المملكة سباقة في هذا الميدان وتحظى مشاركتها في هذه المنتديات باهتمام متميز. وقال إن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية تضطلع بدور طلائعي خاصة ما يتعلق بإنجاز الدراسات حول التغيرات المناخية وإمكانيات التأقلم معها، مضيفا أن نشاط المديرية يشمل كذلك إنجاز دراسات تهم الأحواض المائية ومدى تأثير التغيرات المناخية عليها، وتوفير المعطيات التي من شأنها تسهيل عملية التكيف مع هذه التغيرات خاصة بالنسبة لعدد من القطاعات منها المياه والفلاحة. ومن جهته، استعرض ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أيت الحاج عبد الرحمان، التجربة المغربية المتعلقة بتمويل مشروع بالمملكة يعتني بشجرة الأركان، من قبل الصندوق الأخضر الدولي للمناخ في إطار التأقلم مع التغيرات المناخية. وأوضح أن هذا المشروع، الذي يعد الأول في المنطقة العربية يمول من قبل هذا الصندوق، يهتم بتنمية شجر الأركان ودعم مجال هذه الشجرة للتأقلم مع التغيرات المناخية من خلال خلق مزارع للأركان الفلاحية وهو منظور جديد. وأضاف أن المشروع، الذي تقدر قيمته ب50 مليون دولار أمريكي يساهم المغرب فيها بنسبة 20 في المائة، سيمكن من غرس أشجار الأركان على مساحة 10 آلاف هكتار تشمل أساسا الصويرة، وأكادير، وتارودانت، اشتوكة أيت باها، وإنزكان، وكلميم. وشكل هذا المؤتمر، الذي انطلقت أشغاله أول أمس الثلاثاء، فرصة للنقاش وتبادل الآراء والخبرات حول دراسات لحالات في المنطقة العربية تتركز على القطاعات الخضراء، والظواهر المناخية المتطرفة، والحد من مخاطر الكوارث، والتأقلم مع تغير المناخ في جميع القطاعات. وتناول هذا المؤتمر مواضيع تتعلق بالمناخ بالمنطقة العربية، من خلال جلسات مخصصة لعدد من المحاور منها "آثار تغير المناخ على المنطقة العربية"، و"آثار تغير المناخ على الموارد المائية بالمنطقة العربية"، و"تطوير أبحاث المناخ"، و"توفير المعلومات اللازمة للمفاوضات تغير المناخ"، و"آثار قابلية التأثر بتغير المناخ في المنطقة العربية"، و"الخدمات المناخية في الدول العربية".