أكد عدد من الباحثين المغاربيين في مجال المناخ والأرصاد الجوية يوم أمس الخميس بالجزائر العاصمة أن تشابه الجغرافيا والظروف المناخية في دول المغرب العربي يتطلب توحيد الجهود لمواجهة الظروف المناخية «الحادة» وتحسين ظروف الحياة فيها. وأكد الباحثون المغاربيون المشاركون في أشغال اليوم الثالث من المنتدى المتوسطي الثاني حول التنبؤات المناخية على ضرورة إنجاز دراسات مناخية بعيدة المدى تساعد صناع القرار على المستويين السياسي والاقتصادي في التخطيط للمستقبل. وفي هذا الإطار ذكر الباحث الليبي في مجال الأرصاد الجوية يونس شعبان الفنادي بالتجربة المشتركة بين الجزائر وليبيا في زراعة السحب في جبال تيارت في أواخر الثمانينات وبالدورات التدريبية للإطارات الليبيين في الجزائر في السبعينيات بالإضافة الى الملتقيات التي جمعت بين خبراء البلدين. وأشار الفنادي الى أن منطقة المغرب العربي تشترك في عدة خصائص مشتركة من ناحية المناخ والطقس إلا أن عملية التنبؤ بالظروف الجوية اليومة والشهرية فيها تعتبر «صعبة ومعقدة» لدرجة أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعتبرها «مختبرا لدراسة الأرصاد الجوية». وأثنى بالمناسبة على هذا النوع من الملتقيات التي من شأنها -كما أوضح- توحيد الرؤى والتصورات من أجل استيعاب ظاهرة التغير المناخي والتغلب على حدتها والمساهمة في اطلاق برامج تتماشى وظروف المناخ المتغير. ومن ناحيته دعا مدير البحث والتطوير في الرصد الجوي بتونس ا عبد الوهاب النميري الى ضرورة إنجاز دراسات دقيقة حول الظروف المناخية في منطقة المغرب العربي تتعلق أساسا بتاثيراتها على القطاعات الاقتصادية الحيوية كالزراعة والصيد البحري بغية وضع برامج فعالة تساعد على التخطيط للمستقبل وتحسين ظروف الحياة في هذه البلدان والتكيف على الظروف المناخية الصعبة. وكشف الخبير التونسي أن هناك دراسات طور التحضير لتوقع حالة المناخ بعد 30 الى 50 سنة نتائجها على منطقة شمال افريقيا عموما والمغرب العربي خصوصا». وبعد أن شدد على أهمية هذه الملتقيات العلمية أكد النميري أنه سيتم خلال هذا المنتدى المتوسطي التواصل فيما بين الفنيين والباحثين في مجال الأرصاد الجوية والمناخ لوضع توقعات مشتركة طويلة المدى حول تأثير التغيرات المناخية على المنطقة. ودعا أيضا إلى تفعيل التواصل الرسمي بين هيئات الأرصاد الجوية المغاربية والى إنجاز دراسات مشتركة مشيرا إلى أن نتائج دراسات اعتمدت على معطيات من القرن الماضي وهذا القرن أفضت الى «ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة خلال الأربعين سنة الماضية ومن المتوقع ارتفاعها تدريجيا». أما عتيقة قاسمي من مديرية الأرصاد الجوية المغربية فاعتبرت أن مشروع استحداث مركز إقليمي لتدارس المناخ في منطقة شمال افريقيا من «النتائج الهامة التي خرج بها هذا المنتدى خصوصا أن بلدان المنطقة تحمل نفس الخصوصيات ونفس المشاكل المناخية». ويذكر أن هذا المنتدى الذي جمع على مدار ثلاثة ايام خبراء في اأرصاد الجوية والمناخ من دول شمال افريقيا وجنوب أوروبا ودول أخرى عكف على دراسة عديد المواضيع منها على الخصوص «الآثار الرئيسية المتعلقة بالتغيرات المناخية» و»تسيير الأخطار» و»التكيف مع التغيرات والاحتياجات».