أكده موقع "Algérie part" من خلال التحقيقات التي أجراها أن الاستعلامات العامة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، وهي الشرطة الجزائرية، لعبت دورا مثيرا للقلق في جريمة القتل الوحشي والهمجي الذي راح ضحيتها الشاب جمال بن إسماعيل في منطقة أربعاء ناث اراثن بولاية تيزي وزو إحدى مناطق القبايل. واورد الموقع المذكور في مقال له، أنه تمكن من التأكد بشكل فعلي لدى العديد من مصادر الأمن "والشرطة في أربعاء ناث إراثن بأن عناصر تنتمي إلى الاستعلامات العامة هي التي قامت يوم الأربعاء 11 غشت الجاري بإيقاف جمال بن اسماعيل لأسباب لا علاقة لها على الإطلاق بإمكانية ضلوعه في الحرائق التي تشهدها الغابات بمنطقة القبائل.
وقال الموقع أنه منذ يوم الثلاثاء 10 غشت، كانت عناصر من الاستعلامات العامة تراقب تحركات جمال بن اسماعيل في القبايل، حيث تبين أن ذات العناصر مهتمة بهذا الشخص البالغ من العمر 35 عاما بسبب نشاطه داخل الحراك، وكان تحت المراقبة اللصيقة من طرف الأمن لعدة أشهر، مثله مثل المئات من نشطاء الحراك الذين تشتبه السلطات الجزائرية في انتمائهم إلى "منظمات سياسية" مصنفة على أنها "إرهابية" منذ 18 ماي 2021. وأكد كاتب المقال أن الاستعلامات العامة اعتقلت جمال بن إسماعيل في وقت مبكر بعد ظهر يوم الأربعاء 11 غشت لاستجوابه حول "الدوافع الحقيقية" وراء تنقله إلى منطقة القبايل وكذا عن الأهداف الكامنة وراء أعماله الخيرية، حيث اشتبه محققو الاستعلامات العامة في أن جمال بن إسماعيل يحاول استغلال فاجعة وطنية مثل حرائق الغابات التي تجتاح القبايل لغرس أفكار ثورية وبالتالي إحياء شعلة الحراك. وأكد نفس المصدر أن جمال بن إسماعيل لم يعتقل تحت أي ظرف من الظروف لتورطه المزعوم في الحرق العمد. لسوء الحظ، فإن عملاء الاستعلامات العامة الذين اعتقلوه لجأوا إلى أساليب قذرة من شأنها أن تؤدي في الأخير إلى مأساة لا توصف. يقول ذات المصدر. وفي الواقع يضيف صاحب المقال، بأن الموقع تأكد من عدة مصادر أمنية متطابقة على أن عناصر الاستعلامات العامة كانت تفتقر إلى السرية عندما تدخلت لإيقاف جمال بن إسماعيل حيث حضر شهود عيان الاعتقال القسري، ومع ذلك، وللتغطية عن دوافعهم السياسية، جعلوا سكان لاربعاء ناث إراثن يعتقدون أن جمال بن اسماعيل هو "مفتعل الحرائق" التي تشهدها المنطقة والتي تسببت في أسوأ حرائق الغابات في التاريخ المعاصر للجزائر بشكل عام والقبايل على الخصوص. وفي الأخير فإن هذه المعلومة، التي لا أساس لها من الصحة، سرعان ما تطورت إلى شائعة تم تناقلها على نطاق واسع، حيث انتشرت مثل النار في الهشيم مما تسبب في خلق حالة من الذعر العام وأدت إلى تجمهر جموع حاشدة غاضبة، بحيث أن تسلسل الأحداث فاقت حدود الفهم، حسب ذات المصدر الذي اشار إلى أن عناصر الاستعلامات وهي غير مدركة لخطورة ألاعيبها، قررت الانضمام إلى الحشود وسلمت جمال بن اسماعيل إلى رجال شرطة يرتدون الزي العسكري لنقله إلى مركز الشرطة المركزي في أربعاء ناث إراثن لكن الشائعة كانت أكبر وتسببت في جريمة راح ضحيتها شاب لا يد له في الحرائق المندلعة بالمنطقة. وقد تفاقمت الحالة لما خرجت الأمور عن سيطرة رجال الشرطة الذين هاجمهم حشد جامح متعطش للانتقام، وفي ذلك الوقت أضاف المصدر بأنه صدرت تعليمات للشرطة بالحفاظ على سلامتهم البدنية والاستسلام لغضب الحشد لتجنب الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن وسكان أربعاء ناث إراثهن المنكوبين، وتسليم الضحية الشاب جمال بن إسماعيل للمحتجين الذين أعدموه وأحرقوه حيا في مشهد تقشعر له الأبدان، لتنجح المخابرات الجزائرية في التخلص من واحد من اكثر النشطاء في الحراك الشعبي. هذا وقد انتشرت الصور على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت الجزائر نفسها مرعوبة في نهاية المطاف من تلك الهمجية والوحشية والإرهاب اللامتناهيين.